أسرار تمسك الرئيس الأمريكي بتهجير أهل غزة.. والسيدة التي تأمره ولا يرفض لها طلبا .. رئيس دولة كبرى يصف تصريحات ترامب بالفضيحة.. ورئيس أخر يعرض شراء كاليفورنيا.. ووزير الأمن الاسرائيلي المستقيل: أصبحنا نكتة الشرق الأوسط



تقريرـ علاء عزت

كشفت تقارير لصحف عالمية أن مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سكان غزة خارج القطاع، لتنفيذ ما اسماه مشروعات تجارية واستثمارية بالقطاع، وتحويله إلى ريفيرا الشرق الأوسط وهو المقترح الذي رفضته كافة دول العربية، وتصدت له مصر بقوة وحذرت من تداعياته، حيث أكدت التقارير أنه الحقيقة له أسباب اقتصادية خفية تسعى واشنطن لتنفيذها منذ إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، وعلى الرغم من أنه في تصريحات أخرى أكد أنه لا داعى للعجلة في تنفيذ مقترحي بشأن غزة إلا أنه عاد اليوم ليؤكد في تصريحات أخرى أنه ملتزم بشراء قطاع غزة .

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي قد أعلنوا في 10 سبتمبر 2023، دعمهما تطوير ممر جديد للسفن والسكك الحديدية يربط الهند بالشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط لتسهيل نقل البضائع الهندية لدول أوروبا، حيث تم إطلاق الخطة على هامش قمة مجموعة العشرين التي عقدت في العاصمة الهندية نيودلهي وقتها، والاتفاق على مذكرة تفاهم بين الرئيس الأمريكي جو بايدن وناريندرا مودي رئيس الوزراء الهندي.

وأشارت التقارير إلى أن الممر الاقتصادي الذي تهدف أمريكا وأوروبا إلى تنفيذه لن يتم اكتماله إلا بالمرور من شمال غزة، فيما يعد ميناء حيفا مركز الانطلاق منه، وهو ما يكشف أسباب محاولات إٍسرائيل خلال عدوانها على غزة تنفيذ ما اسمته “خطة الجنرالات” من خلال عملية عسكرية استمرت لعدة أسابيع ارتكبت فيها أبشع المجازر ضد سكان بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا، إلا أنها فشلت في إجبارهم على النزوح من شمال القطاع لجنوبه.

وأكدت التقارير أن الهدف الرئيسي من الممر الاقتصادي الذي تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على تنفيذه منذ عدة سنوات هو مواجهة المد الاقتصادي لبكين، وضرب طريق الحرير الصيني، لتظل واشنطن هي القوى الاقتصادية الأكبر عالميا، ومع وصول ترامب لسدة الحكم وقراره رفع الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية ورد بكين برفع الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية يأتي في إطار الحرب التجارية المشتعلة والتي ستزداد خلال الفترة القادمة، حيث بدأت الإدارة الأمريكية إتباع خطة أخرى توجه من خلالها ضربة لطريق الحرير ومبادرة الحزام والطريق.

وفي في عام 2023، أعلنت إدارة جو بايدن أن الممر الاقتصادي يمثل جسر أخضر ورقمي عبر القارات والحضارات، يتضمن خط السكك الحديدية سيجعل التجارة بين الهند وأوروبا أسرع بنسبة 40%، حيث عملت الولايات المتحدة على إعادة تركيز الاهتمام على المنطقة لطمأنة الشركاء والحفاظ على نفوذها.

ووفقا لدراسة لمركز إيجبشن انتربرايز للسياسات الدراسية الاستراتيجية، بعنوان “الأبعاد الجيو اقتصادية لمبادرة الممر الاقتصادي الجديد IMEC”، نشرت في 11 نوفمبر 2023، أي بعد ما يقرب من شهر من العدوان الإسرائيلي على غزة، كشفت أهمية هذا الممر الاقتصادي للولايات المتحدة في مواجهة الصين، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن حينها تصدى بشكل مستمر لمبادرة الحزام والطريق الصينية، و عمل على جمع حلفاء منطقة البحر الأبيض المتوسط والمنطقة الهندية تحت مظلة واحدة.

وأوضحت الدراسة أن إسرائيل على الرغم من عدم حضورها في قمة مجموعة العشرين وقت توقيع مذكرات تفاهم بشأن هذا الممر، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد مؤتمراً صحفياً مفصلاً لشرح ودعم مبادرة الممر الاقتصادي.

وأكد نتنياهو خلال المؤتمر اسرائيل في محور مشروع دولي غير مسبوق سيربط البنية التحتية من آسيا إلى أوروبا، وأن الممر الجديد “سيؤتى ثماره لرؤية طويلة الأمد ستغير وجه اسرائيل والشرق الأوسط .

وفيما يتعلق بالأهمية الاقتصادية لهذا الممر للولايات المتحدة الأمريكية، أوضحت الدراسة، أن أهمية الممر الجديد ستكون كبيرة بالنسبة لدول العشرين اقتصادياً خاصة بعد دخول الاتحاد الافريقي والذي يمثل 55 دولة إلى عضوية هذه المجموعة بالإضافة لعضوية الاتحاد الاوربي، فحجم دول مجموعة العشرين من الناتج الإجمالي وحجم التجارة يُشير إلى الأهمية الاقتصادية والتجارية الكبيرة لهذه الدول، حيث بلغ الناتج الإجمالي في عام 2021 لدول مجموعة العشرين نحو 85 تريليون دولار أميركي.

وأوضحت أنه حسب إحصائيات منظمة التجارة العالمية، بلغ حجم التجارة الإجمالي بين دول مجموعة العشرين في عام 2021 نحو 20 تريليون دولار ، وفيما يتعلق بالاستثمارات تشير بيانات الاستثمارات المباشرة الأجنبية إلى أن الهند استقبلت في السنوات الأخيرة استثمارات مهمة من الشركات الأوروبية في مجموعة متنوعة من القطاعات، ويمكن توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري وتحفيز التنمية الشاملة في المنطقة وتحقيق فوائد اقتصادية مشتركة لكافة الدول.

 

وأكدت الدراسة، أن الهدف من الممر هو خلق ساحات تنافسية بديلة، حيث سيمنح مشروع الممر الاقتصادي الهند ميزة تنافسية على الصين التي تراها منافسًا اقتصاديًا لها، أما الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة فقد سعيا لفترة طويلة إلى إيجاد مشروع منافس لمبادرة الحزام والطريق الصينية، التي يرون فيها زيادة للنفوذ الصيني.
ويعمل ترامب جاهدا من أجل تحييد بكين تجاريا خاصة أن الميزان التجاري بين الولايات المتحدة والصين في صالح الأخيرة التي بلغت صادراتها لواشنطن حوالى 500 مليار دولار .

وتصدر الولايات المتحدة للصين بقيمة 100 مليار دولار فقط، فيما يرى الرئيس الأمريكي أن الصين تستغل قناة بنما للسيطرة على التجارة مع الولايات المتحدة ولذلك يعمل على إتمام طريق الممر الذى يربط بين الهند وأوروبا للحد من تغول الصين الاقتصادي في العالم ويدفع نحو التحريض على نقل سكان غزة.

وتعتبر معركة ترامب اقتصادية بحتة، خاصة أنه يدير السياسية بمنطق الصفقات، وهو ما ظهر من خلال الضغوط التي مارسها على كل من كندا والمكسيك والصين وطرح صفقات مقابل تأجيل رفع الرسوم الجمركية، حيث يسعى لطرح أعلى تصور أو فرضية أو نقطة كي يستطيع أن يصل إلى الهدف الذي يسعى لتنفيذه

وترتبط خطة الاستيلاء على غزة بقناة بن جوريون، وهي القناة البديلة التي تسعى إسرائيل لإنشائها، إلا أن شق القناة صعب تنفيذه لتكلفته العالية بسبب طولها الزائد ما لم تخترق غزة الذي يعوق مساره الأقصر، وللتغلب على ذلك فلابد من احتلالها وتفريغها من أهلها، ومن ثم جرفها بالكامل لتكون الممر الأنسب لشق القناة البديلة، لتربط إيلات الواقعة على البحر الأحمر بغزة على البحر المتوسط.

ويأتي مقترح ترامب للسيطرة الأمريكية على غزة ضمن الصراع الأمريكي لمواجهة الصين في السيطرة على أهم الممرات التجارية والبحرية في العالم، وهنا برز اسم القطاع بالنسبة لأمريكا، من أجل السيطرة على قناة بنما التي تسيطر عليها شركات صينية، وكذلك السيطرة على الطرق التجارية من خلال الممر الاقتصادي الذي تسعى أمريكا لإنشائه، ويعد ميناء حيفا محوره الرئيسي بجانب غزة لقطع الطريق على مبادرة الحزام، والذي بدأت خطواته بزيارة أجراها وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لبنما ودفعها نحو الانسحاب من هذا الطريق الصيني.

ويؤكد المحللون السياسيون أن مقترح ترامب بتهجير سكان غزة يأتى ضمن منظور أمريكي للقطاع على أنه مشروع عقاري استثماري، ومشروع لتحقيق ثلاثة أهداف أولها السيطرة على غاز غزة الذي يحتوى على المليارات أو تريليونات الأمتار من الغاز وبالتالي الولايات المتحدة الأمريكية تريد الاستحواذ عليه والاستثمار فيه.

كما أن قطاع غزة يعتبر أيضا جزء لا يتجزأ من ممر الطريق الهندي الأوروبي، الذي سيمر من الهند إلى الاتحاد الأوروبي ويمر على منطقة الشرق الأوسط ويمر من شمال غزة إلى منطقة أوروبا ويمر عبر البحر الأبيض المتوسط لأوروبا .

ويتعلق مقترح ترامب بمشروع أخر متمثل في قناة بن جوريون والتى تمتد من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط وبالتالي قطاع غزة بالنسبة لترامب هو صفقة ينظر لها كصفقة وزعم أنه سيتناولها بعد انتهاء العدوان او انتهاء القتال.

ويؤكد السياسيون أن الحرب ستعود مرة أخرى ولكن بشكل أخر للضغط على الفلسطينيين من أجل التهجير الطوعي، خاصة مع تصريحات وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس التى حرض فيها على تعزيز التهجير الطوعي، وهو ما يشير إلى أن فكرة التهجير ما زالت قائمة ولكن بطريقة مختلفة.

ويؤكد المحللون أن فكرة التهجير الطوعي سيكون ورائها أفعال قسرية من خلال تعمد إسرائيل تقليل دخول مساعدات الإنسانية واستمرار التجويع وإبطاء حركة الإعمار حتى يتسنى للمواطن الفلسطيني إلى التهجير الطوعي أو العودة للقتال وكذلك محاولات نتنياهو إلى استمرار القتال والاغتيالات وتجميع المعلومات الأمنية والاستخباراتية وعمليات محدودة من فترة لفترة وقصف بالجو ليرهق المواطن ويقلل بعد الإعمار.
ويؤكد الباحثون السياسيون أن أطفال غزة بحاجة إلى مدارس وهو ما يعزز فكرة التهجير الطوعي.

و يتوقع أن يضرب بناء الممر الهندي الأوروبي مشروع طريق الحرير الصيني وينهي أي صعود للصين لأنها تنافس الولايات المتحدة الأمريكية وواشنطن تريد أن تظل على سدة حكم العالم والقطب الأوحد ومنع صعود بكين كمنافس لها.

وتعمل الولايات المتحدة وحليفتها إسٍرائيل على تعزيز مشاريع تبقى الولايات المتحدة الأمريكية ومشاريعها في الشرق الأوسط بجانب تعزيز السيطرة على ممرات البحار، خاصة أن موقع قطاع غزة استراتيجي ويريدان كذلك السيطرة على هذا الموقع وتحويله لريفيرا الشرق الأوسط عبر الشركات الأمريكية والقطاع الخاص الإسرائيلي وتحويل المنطقة لمصلحة رجال الأعمال والمستثمرين وليس لمصلحة أهالي غزة في فلسطين .

وتكشف الصحافة العالمية والإسرائيلية أن المليارديرة أميركية الإسرائيلية ميريام أديلسون كانت قد اقترحت على دونالد ترامب قبل توليه الرئاسة الأمريكية في المرة الثانية، أن تكون أكبر متبرعة له في حملته الانتخابية للعودة إلى البيت الأبيض، لكن شريطة قبوله بضم الضفة الغربية إلى إسرائيل للضفة إن أصبح رئيسا لأمريكا.

وكانت صحيفة هأرتس قد كشفت في تقرير لها يونيه الماضي أن ترامب يعاني بالفعل من ضائقة مالية في ظل ما يحتاجه من إنفاق كبير على مجموعة المحامين الذين يدافعون عنه في 4 قضايا جنائية، وكذلك التعويضات في دعاوى مدنية أخرى.

وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن ترامب كان في ذلك الوقت قد بدأ في إعطاء وعود مقابل التبرعات المالية لحملته الانتخابية .

ونقلت صحيفة هأرتس عن مجلة “نيويورك ماغازين” قولها إن الدكتورة الثرية ميريام أديلسون عرضت على ترامب أن تصبح أكبر متبرع له مقابل وقوفه إلى جانب إسرائيل في ضمها للضفة إن أصبح رئيسا للولايات المتحدة.

وأوضحت الصحيفة أن ترامب كان قد أعطى هذا التبرع أهمية كبيرة، إذ أن تبرع أديلسون لم يكن مقيدا بينما كان كبار المانحين قد أصروا على توجيه أموالهم إلى الحملة السياسية لترامب بدلا من إنفاقها على نفقات ترامب القانونية الشخصية.

ويعرف الأمريكيون والإسرائيليون أديلسون الطبيبة الإسرائيلية الأميريكية المعروفة بتبرعها السخي للحزب الجمهوري، وهي أرملة شيلدون أديلسون الذي توفي عام 2021، لتصبح بعد وفاته مالكة شركة زوجها المكونة من كازينو ومنتجع ويطلق عليها “لاس فيغاس ساندز”. وتعتبر أديلسون الآن أغنى إسرائيلية في العالم وخامس أغنى امرأة في الولايات المتحدة بثروة صافية قدرها 34.2 مليار دولار.

ووفقا لمقال مجلة نيويورك ماغازين، فإن ترامب وبعد أن تخطى منافسيه لترشيح الحزب الجمهوري، دعا أديلسون إلى عشاء في شهر مارس العام الماضي بمحل إقامته في مارالاغو، ولم يخرج من العشاء بالشيك الذي كان يأمل الحصول عليه، لكن يبدو أنه فهم كيفية الحصول على ذلك، وفق هآرتس.

وكشفت التقارير الصحفية أنه وبعد بضعة أيام، تقول هآرتس إن ترامب أجرى مقابلة مع عمر لاشمانوفيتش وأرييل كاهانا من صحيفة “إسرائيل اليوم” اليومية التي توزع مجانا والمملوكة لأديلسون، وقال فيها بالحرف: “أنا شخص مخلص للغاية. لقد كنت مخلصًا لإسرائيل، ولقد كنت أفضل رئيس أميركي في التاريخ بالنسبة لإسرائيل..” موضحا أنه هو من نقل السفارة إلى القدس وأنه أبرم اتفاقيات أبراهام، واعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان معلقا على ما قام به بالقول “لم يكن أحد يعتقد أن ذلك سيكون ممكنا”.

وبعد مرور عدة أشهر رفض ترامب خلالها توضيح موقفه من حرب غزة، مهاجما كل مرة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وبفضل أديلسون، أعرب ترامب أخيراً عن دعمه المطلق لدولة إسرائيل.

وتكشف مجلة نيويورك ماغازين إن ترامب ارتكب خطأ تكتيكيا أبعده عن الأموال التي يريدها بشدة، حين قال في تلك المقابلة “عليكم أن تنهوا حربكم. عليكم أن تنهوا الأمر.. أنجزوا المهمة وأنا متأكد من أنكم ستفعلون ذلك. وعلينا أن نصل إلى السلام”.

ووفقا للمجلة فإن أديلسون لم تكن ترغب في سماع ترامب وهو يتوق إلى السلام، ولم ترغب في سماع أي شيء يمكن تفسيره على أنه انتقاد لإسرائيل.

وبحسب التقرير، فإن ما تريده أديلسون حقا من ولاية ترامب الثانية هو ضم إسرائيل للضفة واعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية بجميع المناطق التي تسيطر عليها. وفي ظل هذه الظروف، لا يوجد مكان للسلطة الفلسطينية، وبالتالي لا أحد سيطالب إسرائيل بالتوقيع على اتفاق سلام معها.

وأوضحت صحيفة هآرتس الِإسرائيلية أن أديلسون لم تكن هي المانح الرئيسي الوحيد لترامب، مؤكدة أن متبرعين آخرين قدموا لترامب قوائم مطالبهم لتحقيقها بعد نجاحه.

وأشارت هأرتس نقلا عن واشنطن بوست إلى اجتماع آخر بين ترامب وبعض المانحين، وهي المجموعة التي قال ترامب إنها تضم “98% من أصدقائه اليهود”.

وسأل المانحون ترامب خلال الاجتماع الذي عقد بنيويورك 14 مايو الماضي، عن الطلاب الذين يتظاهرون ضد إسرائيل بالجامعات، فأجاب “أي طالب يحتج سأطرده خارج البلاد. كما تعلمون، هناك الكثير من الطلاب الأجانب. بمجرد أن يسمعوا ذلك فسوف يتصرفون بشكل جيد” وذلك وفقا لما أوردته صحيفة هأرتس.

وحينما اشتكى أحد المانحين ـ لم يذكر اسمه ـ من أن هؤلاء الطلاب والأساتذة قد يشغلون مناصب بالسلطة ذات يوم، وصفهم ترامب بأنهم جزء من “ثورة راديكالية” تعهد بهزيمتها قائلا: “إذا انتخبتموني، وينبغي لكم أن تفعلوا ذلك حقًا، فسنعيد تلك الحركة (المؤيدة للفلسطينيين) إلى الوراء 25 أو 30 سنة “.

جدير بالذكر أن شيلدون اديلسون كان قد تبرع لتبرع في حملته الانتخابية للرئاسة الأمريكية في ولايته الأولى بـ 40 مليون دولار مقابل نقل السفارة الأمريكية في اسرائيل إلى القدس، وبالفعل تم النقل، وتوفى بعدها شيلدون، فورتثه زوجته ميريام والتي جاءت لتعرض على ترامب خلال حملته الانتخابية في ولايته الثانية عرضت على ترامب ضم الضفة لإسرائيل مقابل 100 مليون دولار.

وبغض النظر عن كافة الأسباب التي تقف وراء إصرار ترامب على تهجير سكان غزة من أرضهم فقد وصف المستشار الألماني أولاف شولتس اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الولايات المتحدة يمكن أن تأخذ ملكية قطاع غزة وتعيد تطويره مع نقل سكانه بأنه “فضيحة”.

جاءت تصريحات شولتس خلال مناظرة تليفزيونية جمعته وخصمه المحافظ زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي فريدريش ميرتس تمهيدا للانتخابات التشريعية الألمانية المقررة في 23 من الشهر المقبل.

وحول رأيه في اقتراح ترامب بإعادة تطوير غزة لتصبح “ريفييرا الشرق الأوسط”، أجاب شولتس: “(إنها) فضيحة. بالإضافة إلى ذلك، (ريفييرا) تعبير فظيع حقا”، نظرا لحجم الدمار الذي تشهده غزة.

وقال شولتس: “إعادة توطين السكان أمر غير مقبول ومخالف للقانون الدولي”، لافتا إلى موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين من أرضهم.

من جانبه قال ميرتس: أشارك هذا التقييم، وهذا المقترح يعتبر واحد من سلسلة المقترحات الواردة من الإدارة الأمريكية التي تثير القلق بالتأكيد، لكن يجب الانتظار لمعرفة ما يقصد به بجدية وكيف يتم تنفيذه – ربما

هناك الكثير من العبارات الخطابية الفارغة في ذلك”.

واستمر الرئيس الأمريكي في تصريحاته الاستفزازية ومن ورائه بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل حيث قال الرئيس الأمريكي إنه سوف يعمل على تحويل قطاع غزة إلى موقع جيد للتنمية المستقبلية، متابعًا: سنمنح فلسطينيين حق اللجوء وسندرس حالاتهم فرديا.

وأضاف أنه قد يعطي أجزاء من غزة لدول أخرى في الشرق الأوسط لبنائها، مشيرا إلى أنه سيهتم بالفلسطينيين، كما أنه سيتأكد من أنهم لن “يقتلوا” إضافة إلى أن هناك دولا في الشرق الأوسط ستستقبل الفلسطينيين من غزة، متابعا: “لا سيما ان القطاع موقع عقاري مميز لا يمكن أن نتركه”.

فيما طالب بنيامين نتنياهو المملكة السعودية باستقبال أهل غزة وإقامة وطن قومي لهم في الصحراء، وهو ما أغضب حركة المقاومة الفلسطينية حماس وجعلها تصدر بيانا تدين فيه تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول اقتراحه إقامة دولة فلسطينية في الأراضي السعودية.

وقالت حركة حماس، في بيانٍ صادرٍ عنها: “نُدين بأشد العبارات التصريحات الوقحة لمجرم الحرب نتنياهو، بشأن اقتراحه إقامة دولة فلسطينية على أراضي السعودية، ونعتبرها تصريحات عدائية بحق السعودية وشعبنا، وتعكس نهجًا ستعلائيًا، وعقلية استعمارية تتجاهل الحقوق التاريخية لأصحاب الأرض”.

وأثنت حركة حماس على الموقف السعودي الرافض لهذه التصريحات غير المسؤولة، التي تفتقر إلى الحد الأدنى من الأعراف الدبلوماسية، مؤكدة تقديرها لموقف السعودية الثابت ضد أي مخططات تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني، ودعمها المستمر لقضيته العادلة وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة على أرضه.

ودعت حركة حماس إلى موقف عربي موحد يتصدى لهذه التصريحات الاستعمارية التي تعكس “الأطماع التوسعية للاحتلال في المنطقة العربية”، مطالبةً أيضًا بضرورة اتخاذ خطوات فاعلة لإرغامه على وقف عدوانه المستمر ضد الشعب الفلسطيني.

ووصف عزت الرشق القيادي بالحركة تصريحات ترامب بأنها عبثية وتعكس جهلًا عميقًا بفلسطين والمنطقة العربية، مضيفًا أن غزة ليست عقارا يُباع ويُشترى، فهي جزء لا يتجزأ من أرضنا الفلسطينية المحتلة.


وشدد عزت الرشق القيادي بحركة حماس، على ان التعامل مع القضية الفلسطينية بعقلية تاجر العقارات، لن يكون أخرها إلا الفشل قائلا: ” شعبنا الفلسطيني سيفشل كل مخططات التهجير والترحيل، غزة لأهلها، وهم لن يغادروها إلا إلى مدنهم وقراهم المحتلة عام 1948 .

على الجانب الأخر تشهد دولة الاحتلال الاسرائيلي خلافات حادة بين أقطاب المعارضة وحكومة بينيامين نتياهو، حيث هناك من يعترض على محاولة نتنياهو وقف تبادل الأسرى، ومنهم من يعترض على وقف إطلاق النار بسبب وعلى رأسهم رئيس حزب “عوتسما يهوديت”، عضو الكنيست الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، إن إسرائيل أصبحت “نكتة الشرق الأوسط”. ونقلت صحيفة “معاريف” عن بن غفير، الذي استقال من منصب وزير الأمن القومي مؤخرا احتجاجا على عقد اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة “حماس” وتل أبيب: “أصبحنا نكتة الشرق الأوسط وكنت المعارض الوحيد في المجلس الوزاري المصغر لإدخال المساعدات الإنسانية لغزة”.

وقال: “يجب أن نشجع الهجرة الطوعية من غزة، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يقول إن هناك وقتا لكن من جهة إسرائيل لا وقت لدينا”.
وأضاف بن غفير أنه لن يعود إلى الحكومة الإسرائيلية إلا إذا عملت على “إسقاط حماس” قائلا: “بدون انهيار حماس لن يكون هناك أي جدوى للسيادة في الضفة الغربية أو الاستيطان، وبدون انهيار حكم “حماس” فإن حياة كل سكان إسرائيل معرضة للخطر”.

وتابع: “إذا تم إسقاط حماس سأعود وانضم للحكومة، إذا توقف تمرير المساعدات لغزة، أو تم وقف إمدادات الوقود، أو بدأ تنفيذ خطة ترامب، سأعود للحكومة، لكن إذا عدنا نشاهد مسلحي حماس، أو تلقيت أعذارا بأن وعودا قد تحدث بعد عدة سنوات فلن أعود للحكومة أبدا”.

من جهتها أفادت القناة “7” الإسرائيلية، أن الحكومة طلبت من بن غفير تأجيل عرض قانون تشجيع الهجرة من غزة أسبوعين ليبحثه الكابينت.
من ناحية أخرى اقترحت الدنمارك شراء ولاية كاليفورنيا من الولايات المتحدة ردا على تصريحات ترامب بشأن الاستحواذ على جرينلاند.

وأكد منظم الحملة كزافييه دوتوا لصحيفة “بوليتيكو” إن الدولة الأمريكية ستكون على استعداد لدفع تريليون دولار ومخبوزات دنماركية مدى الحياة “ستدفعها هوليوود”. وقد حظي اقتراحه بالفعل بدعم ما يقرب من 200 ألف شخص.

جدير بالذكر ا، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد اتصل في وقت سابق برئيسة الوزراء الدنماركية فرديدركسن بشأن قضية شراء غرينلاند، وقالت إنها ليست للبيع، وهو ما أكده أيضا وزير الخارجية الدنمارك.

زر الذهاب إلى الأعلى