من الذي قتلها ؟ بقلم علاء عزت

من المسئول عن قتل الفضيلة والأخلاق في بلادنا؟! سؤال كثيرا ما يجول بخاطري، فهل هي القنوات الفضائية بإعلامها وبرامجها؟ أم أهل التمثيل والطرب وما يقدمونه من أفلام وأغاني تحض على الرذيلة والفحش والفجور؟ أم وسائل التواصل الاجتماعي والموبايل وما يحملانه من سموم قاتلة، وسط غياب تام من الأسرة، أم رجال الدين وخطباء المساجد وعدم القيام بواجبهم كما ينبغي؟ أم المدرسة وضياع العملية التعليمية بعد مقتل هيبة المدرس في بلادنا؟ أم الحكومة وإهمالها في حماية أبنائها ؟
ولعلي لا أبالغ إذا قلت أني أرى البعض يعمل لتدمير الدين وطرد الفضيلة و الأخلاق من بيوتنا كمصريين ومسلمين بعدما صار المجتمع يتعامل مع السواد الأعظم من أهل الشرف والأخلاق بمبدأ “أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون”.. وقد يتجلى ذلك واضحا فيما قررته وزارة التعليم، بمعاقبة وكيلة مدرسة ثانوي بالشرقية وزوجها مدير مدرسة للتعليم الاساسي بنفس المحافظة، بالنقل من مدرستيهما والخصم من راتبيهما.. وحينما فتشت في حيثيات النقل انتابتني صدمة تطوي الموت بين أجنحتها.. لماذا ؟
فهل تم معاقبتهما لارتكابهما فعلا فاضحا على غرار ما تم مؤخرا في مخزن الكتب بالفيوم بين مدير مدرسة وعاملة؟!! أم لتورطهما في جلب راقصة لإحياء حفل بالمدرسة على غرار ما تم بإحدى المدارس بالقاهرة والتي تعاقدت مع الراقصة دينا ليسعد برقصها الطلاب والمدرسون.. أم أنه تم ضبط المدرسة بين أحضان مدرس أخر، على غرار ما تم مع إحدى مدرسات اللغة العربية والتي أمر القضاء بإقالتها؛ بعدما تيقن للمحكمة تورط المعلمة في إقامة علاقة غير شرعية مع مدير المدرسة ومبيتها معه في شقته الخاصة ليلة كاملة.. للأسف فتشت وأعياني البحث كثيرا فلم أجد سببا للنقل والخصم من وكيلة مدرسة الثانوي وزوجها مدير مدرسة التعليم الأساسي بالشرقية.. إلا أن الوكيلة حضرت بالمدرسة التي يعمل بها زوجها وقدمت له باقة ورد وقبلت يده أثناء طابور الصباح.. وعندما بحثت عن الاسباب التي دفعت الزوجة إلى ذلك عرفت بأن حضورها وقيامها بتقبيل يد زوجها ورأسه وإنحناءها له إنما كان ذلك تعبيرا عن فرحتها برجوع زوجها الذي أصيب بالمرض، وقد من الله العظيم عليه بالشفاء..
ولعل ما يجعل القلب يكاد يتميز من الغيظ أنه وبدلا من تكريم هذه المعلمة الفاضلة، والتي بفعلها التلقائي والطبيعي؛ تغرس في نفوس أولادنا بعضا من القيم والمبادئ التي يفتقد إليها الكثير من البيوت المصرية، وفي القلب منها احترام الزوجة لزوجها وفق تعاليم الدين؛ بما يسهم في خفض نسب الطلاق في بلادنا، والتي وصلت إلى حالتين كل 119 ثانية وفق الاحصاءات الرسمية.. وبدلا من الوقوف تعظيما وتكريما لتلك المربية الفاضلة على فعلتها والتي تحمل كل معاني الحب والوفاء والتقدير لزوجها.. ونحن لا ننادي الوزارة بتكريمها ولكن فلا أقل من أن تتركوا أهل الصلاح وشأنهم ولا تعاملوهم بمبدأ “أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون”.
ولعل ما زاد من دهشتي أنه بدلا من أن تنتفض الحكومة بأسرها وفي القلب منها الأزهر ووزارة الأوقاف ضد الجرائم التي انتشرت بين طالبات المدارس واللاتي لم تتجاوز سنهن الـ 15 عاما وقد حمل بعضهن مثلما حدث مع فتاة شبرا الخيمة والتي حملت سفاحا من ابن خالها وقامت بإلقاء رضيعها من الأدوار العليا لإخفاء فضيحتها، ومن قبلها جريمة أخرى بالسويس لفتاة في ذات السن قامت بقتل شقيقتها ذات الأعوام الثلاثة بعدما رأتها في وضع مخل مع شاب أخر، حيث اعترفت الفتاة للمحققين بقتلها بمساعدة صديقها خشية افتضاح أمرها.
وربما نجد في قادم الأيام جوابا لذلك السؤال الذي يلوح في الأفق وهو لماذا تصر الوزارة على أن تجعل أصابعها في أذانها وتستغشي ثيابها أمام الكثير من النداءات والتحذيرات التي يطلقها الغيورون على دينهم ووطنهم؟!! وكان أخرها ما نادت به الإعلامية والممثلة الشهيرة نجوى إبراهيم، تحذر فيها الآباء والأمهات، من انتشار الفجور وإهدار القيم وقتل الأخلاق التي بات يشحب لونها ويبهت في بلادنا فلم يبقى منها الا صداها؛ بسبب تقزيم الدين داخل المدارس.. حيث تدعو نجوى إبراهيم الآباء والأمهات لمجالسة بناتهم مؤكدة أنها كثيرا ما تجد بالمنطقة التي تسكن بها بنات مدارس لا تتخطى أعمارهن الخامسة عشر عاما وتجد الواحدة منهن تمشي مع أخر ويده فوق كتفها.. وأنها تسمع أحيانا بنات يتكلمن في أمور تشعر بالحرج عند سماعهن لحظة المرور بجوارهن.
فلماذا إذن لا يستمع مسئولو وزارة التعليم لتلك النداءات ويفتشون عن حل لها، ولا يفرون منها وكأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة؟ بل ويتعاملون مع أهل الفضيلة والقيم بمبدأ أخرجوا أل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون.. وللأسف لم نجد يوما الأزهر أو الأوقاف طالبت بخفض الجرعات التي يتناولها الشباب يوميا من الإثارة والمشاهد الساخنة عبر وسائل التواصل الاجتماعي و الفضائيات والفيديو كليبات والإعلانات بكل ما فيها من تمرد علي القيم الراسخة والتي تتحلق حولها كثير من الأسر المستهترة لمشاهدة ممارسات جنسية فاضحة باسم مشاهدة الفن والإبداع.
نسأل الله تعالى لنا ولكم العفو والعافية