ترامب يواصل بجاحته.. طلب عبور السفن الأمريكية قناة السويس مجانا



 

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه ينبغي السماح للسفن العسكرية والتجارية التابعة للولايات المتحدة بالمرورعبر قناتي السويس وبنما دون دفع أي رسوم.

وقال الرئيس الأمريكي إنه ينبغي السماح للسفن العسكرية والتجارية الأمريكية بالمرور عبر قناة بنما وقناة السويس مجانًا.

ووفقا لوكالة أنباء رويترز، عبر ترامب عن هذا المطلب في منشور على منصة “تروث سوشيال” مشيرًا إلى أنه وجه وزير الخارجية الحالي، ماركو روبيو، للعمل على تحقيق هذا الهدف “فورًا”.

تُعد قناة بنما ممرًا ملاحيًا استراتيجيًا يربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ، وتُسهل حركة السفن بينهما، حيث تمر عبرها حوالي 40% من حركة الحاويات الأمريكية سنويًا،

وأكملت الولايات المتحدة بناء القناة في أوائل القرن العشرين، ثم سلمت السيطرة عليها إلى بنما عام 1999.

لم تكن هذه المرة الأولى التي يعبر فيها ترامب عن رغبته في استعادة السيطرة على قناة بنما، فقبل توليه الرئاسة، صرح للصحفيين بأنه قد يلجأ إلى استخدام القوة الاقتصادية أو العسكرية لتحقيق هذا الهدف.

وفي سياقٍ منفصل، التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الفاتيكان السبت الماضي خلال حضورهما جنازة البابا فرنسيس وذلك في محاولة لإحياء الجهود المتعثرة لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وجاءت ردود الأفعال المصرية على تصريحات ترامب غاضبة حيث شر الخبير في الشؤون الإفريقية رامي زهدي منشورًا مطولًا باللغتين العربية والإنجليزية على صفحته على فيسبوك بعنوان«لن يمر أحدهم مجانًا، فند فيه إدعاءات ترامب، ووجه رسالة شديدة اللهجة لتصريحات الرئيس الأمريكي التي وصفها بـ أنها مؤسفة وتكشف عن عقلية استعمارية عفا عليها الزمن».

قال رامي زهدي في منشوره : «إذا كانت الولايات المتحدة الأميركية قد ضاق بها الحال حتى باتت تطلب الإعفاء من رسوم قانونية، فعليها أن تدعو حلفاءها لجمع الأموال المطلوبة ودفع الرسوم المستحقة نيابة عنها».

وأضاف : «من المؤسف أن يخرج علينا الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتصريح يطالب فيه بأن تمر السفن العسكرية والتجارية الأميركية مجانًا عبر قناة بنما وقناة السويس ، تصريح إنما يكشف عن عقلية استعمارية تجاوزها الزمن، وعجزٍت عن إدراك أن العالم اليوم لم يعد ساحة مفتوحة للأوهام ولا ملعبًا للهيمنة الرعناء».

وتابع: « نقولها بوضوح لا لبس فيه: لا شيء يُمنح مجانًا.. ولا عبور بلا مقابل، فقناة السويس شريان سيادي مصري خالص، ومن أراد عبوره، فعليه أن يدفع كما يدفع الجميع، نحن لا نخضع لابتزاز، ولا نقبل تسولًا سياسيًا مفضوحًا مهما علا صوت صاحبه أو علا شأنه».

وواصل «من ضاق به الحال في بلاده حتى بات يستجدي العبور بلا مقابل، فليجمع ما تبقى له من حلفاء وأعوان، ويدفعوا ما تقتضيه القوانين والاتفاقات الدولية نيابة عنه، أما أن يظن أحدهم أن تهديدًا أجوف أو تصريحًا استعراضيًا سيفتح له طريقًا لا يستحقه، فقد أساء فهم مصر، وغفل عن أن السيادة المصرية ليست محل مساومة، ولا مياهنا ممراً لمن لا يحترم نفسه قبل أن يحترمنا».

وقال زهدي : نحن نحترم القانون الدولي، ونتقيد به، لكننا لا نرضخ لضغوط ولا نقبل شروطًا تفرض علينا ، من أراد المرور عبر مياهنا، فليدفع.. وليحترم السيادة، أو فليبقَ حيث هو ، مصر لم تخضع يوماً، ولن تخضع، السيادة عندنا ليست شعارًا.. بل عقيدة، وثمنها يُدفع كاملاً.

وأطلق «زهدي» لاءات ثلاثة قائلًا:« لا عبور مجاني ، لا مساومة، لا ضغوط ، ومن لا تعجبه القواعد، فليبحث له عن ممر آخر، بعيدًا عن مياه السيادة المصرية».

وقال رئيس حزب الشعب الديمقراطي خالد فؤاد إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اعتاد على إطلاق تصريحات تتجاوز حدود صلاحياته وحدود القانون الدولي والأعراف الدولية، مشيرا إلى أن مصر ضد أي اعتداء على سيادتها الداخلية ودائما ما تدعو إلى السلام.

وأكد أن الرد على مثل هذه التصريحات يجب أن يكون بالاصطفاف حول القيادة السياسية المصرية والتمسك بالثوابت الوطنية، بعد أن تأكد للجميع بأن مصر تسير على الطريق الصحيح بدعم أمنها وسيادتها.

وأضاف أن ترامب لابد أن يعلم أن المصريين ضحوا بدمائهم وأرواحهم من أجل الحفاظ على سيادة بلادهم واستقلالها وقناة السويس، مبينا أن مصر لها تاريخ طويل من النضال يعتبر أضعاف تاريخ الولايات المتحدة نفسها.

وقالت رئيس حزب مصر أكتوبر جيهان مديح إن تصريحات ترامب عن قناة السويس مرفوضة جملة وتفصيلًا، واصفة إياها بالعنجهية السياسية التي لا تحترم سيادة الدول ولا القوانين الدولية.

وأوضحت أن مصر ليست دولة تُبتز أو تُهدد، وأن قناة السويس حفرت بدماء المصريين، وستظل رمزًا لسيادتهم وكبريائهم الوطني، مؤكدة أن مصر لن تفرط في ذرة حق من حقوقها، ولن تسمح لأي قوة مهما كانت أن تملي عليها شروطها، لأن مصر قوية بقيادتها وجيشها وشعبها، ومن يحلم بالمساس بسيادتها سيصطدم بجدار الإرادة المصرية الصلبة.

وشددت أن مثل هذه التصريحات لا تستحق الرد الرسمي المباشر، لكنها تستوجب التوضيح الحازم بأن مصر تعرف جيدًا كيف تحمي حقوقها ومصالحها وتدافع عن قراراتها الحرة.

زر الذهاب إلى الأعلى