آلاف الإسرائيليين يرحلون إلى ثلاث دول هربا من الحرب

رحل أكثر من 10,000 إسرائيلي إلى اليونان، واختار عشرات الآلاف مثلهم العيش في البرتغال وقبرص.
انتقلت سينثيا إسرائيل مع زوجها وأطفالها واستقرت بشكل دائم في أثينا باليونان.
وذكرت المهندسة الإسرائيلية: “كان أطفالي السبب الرئيسي لقرار الرحيل لإنهم يستحقون طفولة كأي طفل آخر في العالم؛ ولا أريد أن يقلقوا بشأن الحرب، وأن يسألوا إن كانت لدينا غرفة آمنة، أو إن كنا سنتعرض للقصف ونسمع صفارات الإنذار من وقت لأخر”.
وأكد إيزار بيري، الصحفي السابق، إنه لم تعد هناك ديمقراطية في إسرائيل، وإن حكومة بنيامين نتنياهو، المؤيدة للحرب، أجبرته على مغادرة الجليل هناك.
وقال: “شاركتُ في جميع المظاهرات على مدار العامين أو الثلاثة أعوام الماضية، لكن دون جدوى، لا شيء يوقف المنطق والفاشي السائد، آمل أن يُحل النزاع في مرحلة ما وأن تُقدّم بعض التنازلات”.
وقد حققت شركات النقل نجاحًا كبيرًا في اسرائيل. ووفقا للرئيس التنفيذي لشركة نقل مقرها ميناء أسدود إن هذه هي المرة الأولى منذ 30 عامًا التي يواجه فيها نزوحًا جماعيًا كهذا للإسرائيليين من تل أبيب.
وطبقا للأرقام الرسمية، انتقل 82 ألف إسرائيلي غادروا إسرائيل عام 2024 إلى اليونان وقبرص والبرتغال، بعد أن باعوا ممتلكاتهم في وقت سابق.
ووفق تقرير لصحيفة “لوموند” الفرنسية، وفقًا للقناة 12 الإسرائيلية، غادر حوالي 30 ألف إسرائيلي البلاد بشكل دائم بين نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 ومارس/ آذار 2024، بزيادة قدرها 14% مقارنة بالعام السابق خلال نفس الفترة .
ومن الصعب تحديد العدد الدقيق للإسرائيليين الذين وصلوا إلى اليونان بعد 7 أكتوبر/ تشرين الثاني 2023، فيما قررت الحكومة اليونانية تسهيل تمديد تأشيرات السياحة للمواطنين الإسرائيليين من 3 شهور إلى 6 شهور .
واعترفت السفارة الإسرائيلية بشكل غير رسمي زيادة في عدد الإسرائيليين المقيمين في اليونان.
من ناحيتها، تزعم وزارة الهجرة اليونانية أن عدد “التأشيرات الذهبية” الممنوحة للإسرائيليين – وهو برنامج يسمح للأجانب الذين يستثمرون ما لا يقل عن 250 ألف يورو في العقارات بالحصول على تصريح إقامة لمدة خمس سنوات – قد ارتفع بنحو 70% منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول العام قبل الماضي.
ومع المقارنة بإسرائيل، تقل تكلفة المعيشة في اليونان بنسبة 20 إلى 30% تقريبًا، حيث قد يصل إيجار شقة في أثينا أو سالونيك إلى نصف إيجارها في تل أبيب. كما تُعتبر أسعار المواد الغذائية والخدمات الأخرى أرخص بكثير من إسرائيل.
ومن جانبها حذرت المعارضة في قبرص مؤخرا من أن إسرائيل تعمل على إنشاء “حديقة خلفية” في الدولة الجزيرة العضو في الاتحاد الأوروبي، ردا على زيادة عمليات الاستحواذ على العقارات في البلاد من قبل الإسرائيليين المستثمرين في اليونان.
وذكر ستيفانوس ستيفانو، المتحدث باسم حزب العمال التقدمي، في يونيو/ حزيران: “يشتري المشترون الإسرائيليون قطعًا كبيرة من الأراضي وأصولًا اقتصادية استراتيجية، إنهم يبنون مدارس ومعابد يهودية ومستوطنات مسورة صهيونية… تُعدّ إسرائيل فناءً خلفيًا في قبرص، وهذا لا بد أن يُدقّ ناقوس الخطر لدينا”.
ووفقا للأرقام، فقد تم الاستحواذ على ما يقرب من 4000 عقار مرتبط بإسرائيل في جنوب قبرص منذ عام 2021، كما ارتفع عدد الإسرائيليين المقيمين في قبرص من 6500 إلى حوالي 15000، بين عامي 2018 و2025 .