بالصور.. علي طريقة «التجربة الدنماركية».. الإهمال يضرب مراكز الشباب بالبدرشين



 

تقرير/ محمد رضا

 

تعتبر مراكز الشباب أحد أهم الهيئات التى تساعد على ظهور جيل من الشباب علي قدر عالي من النضج، ليس علي المستوي الرياضي فقد، ولكن علي المستوي الأخلاقي والمستوي الإنساني وغيرها.

وتسعي الدولة جاهدة إلي تطوير مراكز الشباب، وإنشاء العديد منها، في إطار حرص الدولة علي تنشئة جيل من المبدعين الذين سيقودون الوطن فيما بعد، ولا ينكر أحد الدور الذي قام به وزير الشباب والرياضة المهندس خالد عبد العزيز في السنوات السابقة في بناء العديد من مراكز الشباب وتطويرها، علي سبيل المثال مركز شباب الجزيرة الذي بات لا يقل عن أندية الدوري المصري.

وفي وسط تلك الإنجازات نسي المسئولين بعد مراكز الشباب في القري والمدن، أمثال الطرفاية، والشنباب، والمرازيق، حيث تعاني من الإهمال وعدم الإهتمام، وضعف الإنفاق.

 

وسنتحدث بالتفاصيل عن رحلة “المسار” في  بعض مراكز الشباب في منطقة البدرشين:  

مركزشباب الطرفاية: رصدت عدسة “المسار” صورا توضح كم الإهمال في المبني الإداري للمركز.

قام الحاج صلاح بإستقال محرر “المسار” وعرف نفسه علي أنه عضو في المركز، وبدأحديثه عن المركز وأهم الأنشطة التي يمارسها الشباب في الطرفاية، ولم نجد أي من الموظفين في المبني الإداري، فرد الحاج صلاح بأن الموظفين تأتي بعد الظهر!!

وقام بفتح مكتب غرفة الإجتماعات، الذي يحتوي علي كراسي شبيهة بكراسي القهاوي القديمة، ومنضدتين، وتلفزيون صغير.

 

وتوجهنا بعدها إلي مكتبة المركز، حيث تغطي الأتربة معظم الكتب والكراسي مايدل علي أن المكتبة لم تفتح منذ فترة.

وذهبنا إلي غرفة يوجد بها مجموعة من الكرات، ووجدنا معظمها بحالة مزرية والأتربة تملأ محيط أركان الغرفة.

وأشار الحاج صلاح أن الأنشطة التي تمارس في المركز هي كرة القدم، وتنس الطاولة، وقام بإظهار منضدة تنس الطاولة، حيث كانت ملقاه علي الأرض.

 

وطلب محرر”المسار” الذهاب إلي ملعب كرة القدم، فإتصل علي الفور برئيس المركز الذي تعنت ورفض عمل تصريح بذلك، وأكد صلاح أن شعرواي هو المسئول عن ملعب كرة القدم، فتوجهت إلي ملعب كرة القدم، وتفاجئت بحجم القمامة المنتشرة في الطريق بين المبني الإداري وملعب كرة القدم.

عندما ذهبت إلي الملعب وجدت مفاجأة، حيث كان الملعب قمة في الروعة عكس المبني الإداري تماما، وقمت بالسؤال عن شعرواي، فوجدته صبيا لا يتعدي الخامسة عشر من عمره ومسئول عن ملعب كرة قدم، حيث يوضح كم الإهمال الإداري في مركز الطرفاية. 

                                

 

مركزشباب الشنباب: يعد مركز الشنباب مثالا حيا لفيلم التجربة الدنماركية، عندما دخل الزعيم عادل إمام إلي مركزالشباب، حينما كان يعمل وزيرا للشباب، ولم يجد أحدا، وفيما بعد وجد رئيس المركز وأتباعه يدخنون الشيشة.

تكررت تجربة الفيلم مع محرر “المسار” بإختلاف التفاصيل، دخلت مركز الشباب ولم أجد حارس للبوابة، وتجولت في المركز، ولم أجد أحد سوي بعض أطفال المدارس علي أرض المركز، حيث تعتبر أرض المركز التي تلعب عليها كرة القدم عن رمال ومتراكم في جميع أنحائها الصخور.

 

وسألت بعض عن الصبية عن المدير أو أحدا من إداري المركز، فقالوا ليس هناك أحد في الوقت الحالي، حيث يعاني المركز من قلة الإهتمام، وعدم وجود رئيس أو حارس للمركز كارثة في حد ذاتها، حيث يفتح جرس إنذار لكيفية إدارة وعمل مراكز الشباب ودورها في التقدم، وإبراز شباب ناضج وعلي قدر عالي من الوعي.

وقبل أن يخرج محرر “المسار” فؤجئ بشابين يدخنون السجائر، ويسألون عن طبيعة عمله، ولماذا تقوم بتصوير المركز.

كل تلك الأمور تفتح بابا واسعا من التساؤلات، حول نسيان المسئولين مراكز القري، وعدم الإلتفات إليهم بسبب عدم وصول صوتهم للإعلام والصحافة.

 

ويؤدي إختفاء الأنشطة في المركز، وعدم تواجد الإدارة إلي ظهور جيل من الشباب  عرضة للانحراف و الضياع، ويخرج لنا جيل من تجار المخدرات والبطلجية، ويقيض عليهم ويحاكموا، وننسي السبب الحقيقي وراء ذلك، هو إنعدام ضمائر المسئولين، وتمسك كل مسئول بمنصبه ولا يلتفت إلي مسئولياته تجاه وطنه.

 

مركز شباب المرازيق: يقع مركز المرازيق علي طريق البدرشين، ومدخله فيه بعض الطوب والحجارة المكسورة، وبعض جزوع النخل الملقاه علي جوانبه، إلي جانب عدم نظافة الأرضية.

ويحتوي الطابق علي ترابيزة بلياردو، وترابيزة تنس طاولة، وقام رئيس المركز أستاذ سعيد الدرجالي بالتحدث عن أبرز المشاكل التي تواجه المركز، حيث لم يوجد ملعب كرة قدم للمركز، بسبب عدم تخصيص أرض، وعدم وجود أرض غير مملوكة لبناء ملعب.

 

وقال سعيد أن الوزير خالد عبد العزيز قد دمج مركز شباب المرازيق لمركز شباب كفر زهران، وتلعب فرقة المرازيق مبارياتها في كفر زهران.

وطالب سعيد الدرجالي بتحسين الأجر المادي، وعمل ملعب للفريق فقط لاغير.

وأكد سعيد إن الوزارة تعطي دعما 10الاف جنية سنويا.

جدير بالذكر أن المهندس خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة، قد قرر في وقت إلي دمج عدد من مراكز الشباب،  منها دمج مركزى شباب سقارة وأبو صير فى مركز شباب ميت رهينة، ودمج مركز شباب المرازيق لمركز كفر زهران، ودمج مركز شباب مزغونة لمركز الشوبك.

 

وقررت المحكمة ببطلان قرار الوزير بالدمج، حيث قالت إن ذلك يودئ إلي إهدار أهداف مراكز الشباب المنصوص عليها قانوناً، هي رعاية الشباب من النواحى الأخلاقية والقومية والإجتماعية، والتدريب على تحمل المسئولية ونشر الثقافة واستغلال طاقات الشباب.

مما لا شك فيه أن الإمكانيات تلعب دور كبير في مراكز الشباب التي ليس لديها إمكانيات، على عكس الأندية التى تتلقى الدعم الأكبر.

زر الذهاب إلى الأعلى