دراما رمضان تعمق جراح السياحة المصرية.. ووزارة السياحة فى سبات عميق !!!



بقلم الكاتب الصحفى وليد عبد الرحمن

كما تعودنا فى دراما رمضان أن يتحفنا البعض من منفذى تلك المسلسلات بهجوم كاسح على موضوع ما فى الدولة او قطاع أو منطقة لتشويهها تماما بداعى الإبداع الفنى مثلما حدث من قبل لعدة سنوات مع الداخلية التى تعمد الكثير من مؤلفى ومنتجى المسلسلات إظهارهم بصور سيئة جدا ومشينة إما هزلا أو مهنيا أو عنفا وقسوة .

وللأسف الشديد جاء العام الحالى لتقوم دراما رمضان التى تكلفت 7 مليارات جنيه بدور تشويهى لمصر وقلبها النابض وهو الصعيد حيث تناولت العديد من المسلسلات فى أحداثها الحياة فى الصعيد ولكنه اختصرها فى الثأر والقتل والدماء والنبش عن الآثار .

هذا الصعيد المذكور فى الدراما وبالمناسبة باللهجة المذكورة ليس الصعيد المصرى الاصيل الذى شهده كل من زار الأقصر وأسوان من المصريين أبناء وجه بحرى ، وكل من تعامل مع أبناء الصعيد فى القاهرة وكل من اختلف معهم حتى يتم تصويرهم على أنهم قتلة فقط وأنهم يتبنون الثأر منهجا حياتيا لهم .

ويشهد الجميع على أن أبناء الصعيد من أكثر من حب مصر وعشق ترابها ودافع عنها وليس متبنيا بيع أثارها وثرواتها والنبش بحثا عنها باعتبار هذا شغلهم الشاغل ، حتى سلوكهم فى عادة الثأر التى بدأت فى الاندثار من الصعيد لم يتم البحث فيها جيدا لمعرفة تفاصيل ما يحدث وكيف وجلسات الصلح التى تتم وشروطها وكيفية تنفيذها.

الغريب فى الأمر أنه لا يوجد أى ردود أفعال أو تعليقات من وزاراتى السياحة أو الآثار أو حتى من جانب الهيئة الوطنية للإعلام أو المجلس الأعلى للإعلام لا اسكت الله لهم حسا .

وكما نجحت وزارة الداخلية فى تعديل مسار العلاقة بينها وبين الدراما الرمضانية وتوقفت ماكينة الانتقاد والاستهزاء التى كان مؤلفو الدراما يسطرونها فى أكثر من موسم رمضانى سابق ، كان يمكن أن تنجح السياحة والآثار فى توجيه أو تعديل ما يتم بثه فى الدراما الرمضانية وبخاصة السياحة التى تتضرر من تلك المسلسلات التى يتم بثها للعالم العربى ويمكن أن تتضمن تقارير السفارات الأجنبية مضمون تلك المسلسلات التى تشوه الواقع المصرى وبخاصة فى مناطق السياحة الثقافية .

هل يمكن ان تلاحظ وزارة السياحة ما يتم عرضه، والذى يهدم الكثير من الأسس التى تبنى عليها السياحة حملاتها للترويج للسياحة الثقافية المصرية ، هل نرى تحركا أم أنهم فى سبات عميق فى انتظار التغيير.

زر الذهاب إلى الأعلى