الصيام وما بعد الصيام



بقلم الدكتور ياسر جعفر.

الصيام من الأدوية الفعالة للإنسان في كثير من الأمراض الخطيرة والمذمنة، وليعلم كل إنسان إن الصيام مفيد للغاية للذين يعانون من ارتفاع الضغط، خصوصاً عن الإقلال من ملح الطعام فيؤدي بالتالي إلي انتظام الضغط بصورة ملحوظة، وهذا يتطلب أيضاً الامتناع عن تناول اللحوم المحفوظة مثل البسطرمة، البلوبيف، واللانشون، والأسماك المدخنة أو المملحة، أو أنواع الأغذية الدسمة .

ولذا ننصح ما بعد شهر رمضان بصيام الست من شوال، قال صلي الله عليه وسلم “من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كأن صام الدهر”، وهنياً لمن صام رمضان إيماناً واحتساباً، قال صلي الله عليه وسلم”من صام رمضان إيماناً وإحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً وإحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه” رواه البخاري ومسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال صلي الله عليه وسلم”من قام رمضان إيماناً وإحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه” رواه البخاري ومسلم.

هنيئاً لمن قام ليله وأحيي نهاره، وهنيئاً لمن قام ليلة القدر، ولم تلعب به نفسه واتبع هواه في الأهتمام بنظافة البيوت وأعمال الكعك والبسكويت، وضيع العشر الأواخر في ما هو إتباع الشيطان والنفس، عادات سيئة للمسلمون الذين يقومون بها في أواخر شهر رمضان في أفضل أيام السنة، ومن أعظم عشر أيام السنة لأنها ليالي تغيير الأقدار للإنسان فيا حسرة علي العباد الذين قاموا بضياع هذه الأيام في الكعك والبسكويت والمسلسلات واللهو وراء الهوي، ينبغي علي الإنسان العاقل أن يصوم ست أيام من شوال، وكأنه صام الدهر أي صيام السنة كلها.

قال بعض الباحثين والعلماء أن الصيام يكون أكثر فائدة لمرضي تصلب الشرايين، لأنه خلال فترة الصوم التي تستمر إلي ما يزيد علي 12 ساعة يومياً، يستفيد الجسم بهدوء الجهاز الهضمي وبالتالي عدم تجمع الدم حول المعدة والأمعاء نتيجة الامتلاء بالطعام، الأمر الذي يؤدي إلي انتظام الدورة الدموية، ويقلل أيضاً من الآلام الناتجة عن تصلب الشرايين، ويؤكد بعض العلماء أن الدهون المختزنة بالجسم يبدأ الجسم في حرقها وتحويلها إلي طاقة، الأمر الذي يقلل من احتمالات الإصابة بتصلب الشرايين لدي الأصحاء، وهذا من الأمور الثابتة لفوائد الصيام في كل العصور.

وأن الصيام فوائده كثيرة في حالات مرضي تصلب الشرايين المصاحب بإرتفاع في ضغط الدم لأن الصوم يستهلك أكثر من نصف اليوم ولا يتناول المريض خلاله أي سوائل بالطبع الأمر الذي يؤدي إلي اعتدال لزوجة الدم بإستمرار نتيجة عدم وجود نواتج للتمثيل الغذائي ولذلك يحسن ويقوي الدورة الدموية وينشط مناعة الجسم، وكذلك المغذيات المتصلة من الأمعاء إلي الدم، علاوة علي أن الصيام ينظمه لضغط الدم، يعطي المريض احساساً بالراحة بعيداً عن أية آلام تنجم عن تصلب الشرايين أو بالأحرى آلام الصدر، والتي تتجلي للمرضي في الحالات الحادة والتي ينصح وقتئذ عدم صوم المريض لحاجته الدائمة إلي تناول كثير من السوائل الدافئة خلال فترات زمنية منتظمة، متساوية خلال ساعات اليوم من تناول العلاج المقرر من الطبيب، وينصح بعض الأطباء بعدم الصوم لأرتفاع اليوريا أو الأمونيا بالدم مما يزيد النوبات القلبية والتي تتطلب وجود نظام غذائي دقيق مع تناول الأدوية وخاصة عند كبار السن، ونذكر بحديث الرسول صلي الله عليه وسلم “الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، يَقُولُ الصِّيَامُ : أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ . وَيَقُولُ الْقُرْآنُ : مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ . قَالَ : فَيُشَفَّعَانِ” وكل عام وأنتم والأمة الإسلامية بخير وسعادة.

زر الذهاب إلى الأعلى