أخبار وتقاريرسلايدر

«المسار» ترافق مسحراتي شارع المعز: «هواية استمتع بها وليست مهنة أتسول منها»



«المسحراتي».. مظاهر احتفل بها المصريين منذ مئات السنين

تقرير: محمد جودة
تصوير: مصطفي الجنيدي

بمجرد أن تطأ قدميك إلي شارع المعز وسط القاهرة، تجد رجل خمسيني، يطرق على الدف بطريقة مختلفة ويحمل نداءً علي طريقته الخاصة يبهر به المارة على جانبات الطرقات، أنه «محمد التونسى» المعروف بمسحراتي شارع المعز.

«محمد التونسي» ليس مجرد مسحراتى تقليدى يسير فى الشوارع والطرقات فحسب، بل لديه موهبة يمتلكها يجذب به المارة، ما يجعلهم الوقوف قليلًا لمشاهدته بجانب التقاط الصور«السيلفي» والتذكارية معه.

«اصحى يا نايم وحد الدايم وحد الرزاق.. اصحي يا محمد، اصحي يا خالد وحدوا الرزاق.. وحدوا المولى.. رمضان كريم»، بتلك العبارات، يبدأ «محمد التونسي» 50 عامًا، المعروف بمسحراتي المعز، عمله في مناداة المواطنين ليوقظهم وينبهم بموعد للسحور، فجميعهم ينتظر نداءته كأنها منبهاتهم للإستيقاظ لتناول وجبة السحور.

يبدأ «التونسى» حديثه قائلًا، «يعتبر يومي بيبدأ من الساعة 12 صباحاً من بداية شارع المعز، لتنتهى قبل أذان الفجر عند نفس النقطة التي بدأ منها، قائلًا: «ثلاث ساعات فى اليوم هما شغلى، ومعظم رزقى بييجى من الصور التى بيلتقطها معى السائحون وزوار الشارع الأثرى».

بملامحه السمراء وحبات العرق، التى ملأت وجهه، يشكي مسحراتي شارع المعز، قائلًا: «لدي بنتين أقوم بتجهيزهم، وعندى السكر وكل همى آخر اليوم إنى أجيب حق الدواء».. تلك هى أمنية محمد التونسى، الذى يبلغ من العمر ما يقرب من 50 عامًا، قضاها بين جنبات «قصر الشوق» بالحسين حيث مسقط رأسه الذي ولد فيه هناك منذ وفاة والده.

ويتجول «التونسي» المعروف بمسحراتي شارع المعز، شوارع حي الجمالية العتيق بالقاهرة، ليوقظ سكان الحي على وقع ضربات خفيفة على دفه، بينما صوته الأجش يخترق الحواري الجانبية على امتداد شارع المعز.

ويحكي مسحراتي شارع المعز عن شعوره بالسعادة التي توصف بالنسبة له، من نظرات المحبة وكلمات التشجيع التي تلاحقه في كل مساء في حي الجمالية الذي يصفه بحي الجدعان.

ويضيف: «أنا مسحراتي العرب الجديد، فاسمي تونسي وجذوري شامية بينما الجنسية والميلاد مصري»، فيما يداعب «التونسي» العديد من السائحين العرب في حي الحسين، الذين يسعون إلى التقاط بعض الصور التذكارية معه.

وفي نهاية اليوم تنتهي رحلة التجوال الليلي التي تزيد على ثلاث ساعات، قانعًا بما قسمه الله له من رزق، والذي يكفي بالكاد لإطعام أسرته الصغيرة وشراء دواء السكري وإدخار ما يمكن ادخاره لمساعدة بناته التي يقوم بتجيهزهن.

Print Friendly, PDF & Email
زر الذهاب إلى الأعلى