تفاصيل سرقة الإسورة الآثرية من المتحف المصري.. وبكم باعها اللصوص؟

امر قاضي المعارضاتً بتجديد حبس المتهمين الأول والثاني في قضية سرقة الأسورة الذهبية الأثرية من داخل المتحف المصري بالتحرير، لمدة 15 يوماً على ذمة التحقيقات.
كما قرر قاضي المعارضات إخلاء سبيل المتهمين الثالث والرابع على ذمة القضية.
كانت الأجهزة الأمنية قد تلقت بلاغاً رسمياً في 13 سبتمبر (أيلول) الجاري من وكيل المتحف وأحد أخصائيي الترميم، بشأن اختفاء أسورة ذهبية أثرية تعود للعصر المتأخر من خزينة حديدية داخل معمل الترميم بالمتحف.
وكشفت التحريات أن أخصائية ترميم استغلت وجودها في مقر عملها يوم 9 من الشهر نفسه، وقامت بسرقة الأسورة بأسلوب المغافلة للموجودين بالمتحف.
وأكدت التحقيقات أن المتهمة تواصلت لاحقاً مع صاحب محل فضيات في منطقة السيدة زينب بالقاهرة، حيث باع الأخير الاسورة لمالك ورشة ذهب في الصاغة مقابل 180 ألف جنيه، ثم قام مالك الورشة ببيعها إلى عامل في مسبك ذهب مقابل 194 ألف جنيه، وقام الأخير بصهرها وإعادة تشكيلها ضمن مصوغات أخرى.
وعقب تقنين الإجراءات، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط جميع المتورطين، إضافة إلى المبالغ المالية المتحصلة من عملية بيع الاسورة.
وعند مواجهة المتهمين، أقروا بارتكاب الواقعة، وتم إحالتهم إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيقات واتخذت الإجراءات القانونية بحقهم.
وكانت حادثة سرقة الإسورة الذهبية النادرة والتي تعود لأحد ملوك الأسرة الفرعونية الـ21، قد تصدرت عناوين الأخبار خلال الأيام الفائتة، فقد أثار اختفاء هذه القطعة الأثرية الفريدة جدلًا واسعًا
وقد تم تشكيل لجنة متخصصة لمراجعة وحصر كافة المقتنيات الموجودة في المعمل.
وفي إطار الإجراءات الاحترازية، تم تعميم صورة الإسورة المفقودة على جميع الوحدات الأثرية في المطارات والموانئ والمنافذ البرية والبحرية على مستوى الجمهورية، لضمان تتبع المسروقات في حال اكتشافها.
كانت المتهمة قد تمكنت من سرقة الإسورة في 9 سبتمبر الحالي أثناء عملها في المتحف، طبقا لبيان وزارة الداخلية.
ومن جانبها أكدت وزارة السياحة والآثار إغلاق قاعة الملك توت عنخ آمون بالمتحف المصري بالتحرير بدءاً من 20 أكتوبر المقبل تمهيدًا لاستكمال نقل مقتنياتها إلى المتحف المصري الكبير بمنطقة الهرم.
ومن المقرر أن يغلق المتحف المصري أبوابه أمام الزوار اعتبارًا من منتصف الشهر ذاته لاستكمال الاستعدادات النهائية للافتتاح الكبير.
وقالت مصادر في وزارة السياحة أنه من المقرر أن يتم إعادة افتتاح المتحف المصري رسمياً أول نوفمبر القادم 2025، على أن يبدأ في استقبال الجمهور من يوم 4 من نفس الشهر بالتزامن مع الذكرى السنوية لاكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون.
معلومات عن الإسورة الذهبية
وعن الأسورة المسروقة هي قطعة تعود إلى مقتنيات الملك بسوسنس الأول من الأسرة الحادية والعشرين، أحد أبرز ملوك تانيس.
يقدر وزن الإسورة نحو 650 جراماً من الذهب الخالص، بالإضافة إلى ما تتزين به تلك الإسورة من أحجار كريمة نفيسة من العقيق واللازورد، ما جعلها تحفة فنية وتاريخية ذات الوقت.
تم العثور على هذه الإسورة في تانيس، عاصمة الحكم آنذاك بمحافظة الشرقية، لتُعرض لاحقاً داخل قاعة كنوز تانيس بالدور الثاني من المتحف المصري بالتحرير حاليا.
ومن الغريب أن الملك بسوسنس تم اكتشاف مقبرته كاملة دون أن يمسها اللصوص، ويُعد هذا الاكتشاف واحداً من أهم وأغنى الاكتشافات الأثرية، حتى أن قيمته التاريخية والفنية لا تقل عن مقبرة الملك توت عنخ آمون.
وتحتوي المقبرة على قطعً نادرة من الفضة، والتي كانت في ذلك العصر أكثر ندرة وأغلى قيمة من الذهب، ولكن رغم ثراء محتوياتها، لم تنل مقبرة بسوسنس الأول الشهرة العالمية، والسبب يعود لعامل سياسي بحت، فقد جاء الإعلان عن اكتشافها بالتزامن مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، مما طغى على الحدث التاريخي وأضعف صدى انتشاره عالمياً.
.