عاجل| ماذا طلبت والدة الطفلة المغتصبة في حمام السباحة من السيسي؟!

تقرير ـ عبد الرحمن هشام
تسببت أحداث مدرسة “سيدز” الدولية والجرائم البشعة التي ارتكبها 4 أشخاص بحق خمسة أطفال من التحرش بهم وهتك عرضهم، في إعادة قضية الطفلة أيسل ذات الأعوام السبعة، إلى المشهد مرة أخرى، حيث كشفت والدتها تفاصيل جديدة، حول الواقعة المأساوية التي تعرضت لها ابنتها داخل أحد حمامات السباحة بمنطقة العين السخنة داخل إحدى القرى السياحية.
أكدت والدة الطفلة أيسل أن الواقعة حصلت في شهر أغسطس 2023، قائلة: ” ورجعت أتكلم فيها تاني بسبب حادثة تلاميذ المدرسة الدولية اللي تم الاعتداء عليهم، فالقصة بدأت لما كنا رايحين المصيف في شاليه تبع واحدة صاحبتي في العين السخنة”.
وقالت والدة الطفلة الضحية: “أيسل بنتي نزلت قدامي كانت بتلعب في حمام السباحة، وأختها قالتلي أنا عاوزة أغسل إيدي، وكان فيه ولد واقف مراقب أيسل بنتي، وهي كانت لابسة مايوه بكم، بس اللي لفت نظره فيها إنها كانت جميلة و شعرها كيرلي طويل “.
وأضافت والدة الطفلة أيسل: أيسل نطت قدامي في المياه وخدت أختها عشان أغسل إيديها ومافيش ثواني ولقيت أيسل طالعة ميتة من حمام السباحة ميتة تمامًا مافيهاش نفس، لما نطت الولد شدها تحت وكتم نفسها.
وتابعت: أيسل كانت متعورة في مفصل الركبة واكتشفنا ده لما كنا بنغسلها والمغسلة استغربت، ووكيل النيابة طلب من الطبيب الشرعي وقتها يكشف عليها تاني، ولاحظنا إن فيه كدمات زرقا عند شفايفها”.
وواصلت والدة الضحية أيسل: “اكتشفنا إنه تم الاعتداء جنسيًا على بنتي، والمتهم كتم نفسها تحت المياه وجالها سكتة قلبية”.
وماتت أيسل لتتحول حياة أسرة كاملة إلى ظلام شديد بسبب فقدان ابنتهم “إيسل”، ذات السبع سنوات، التي عُرفت بين معلميها وزملائها بذكائها و أدبها، وطموحها الكبير في أن تصبح طبيبة تدرس في ألمانيا وتؤسس مركزًا خيريًا لعلاج الفقراء.
وكما يؤكد أقاربها بأنها كانت طفلة مميزة، حافظة للقرآن، محبة لأسرتها، غير أن حلمها لم يكتمل بعدما افترسها ذئب بشري لتلقى حفتها أثناء الاغتصاب مباشرة.
وطبقا لما ذكرته الأم في مناشدة للرئيس عبد الفتاح السيسي عبر صفحتها علي فيس بوك كانت “إيسل” تلعب مع صديقتها في حمام سباحة بقرية استيلا سي فيو في العين السخنة يوم 17 أغسطس 2023، وكانت الأم تقف بجوارها تتابعها لحظة بلحظة، وفي ثواني معدودة ابتعدت عن ابنتها لترافق شقيقتها الصغيرة إلى دورة المياه، ليترصدها أحد طلاب مدرسة إنترناشونال تُدعى نفرتاري، حيث انقض كالذئب على فريسته داخل المياه، ويعتدي عليها اعتداءً بالغ القسوة، ما تسبب في توقف قلبها ووفاتها فورًا، عند كتم نفسها .
وصفت الأم ما حدث بالمشهد الذي لم تكن تتخيل أن تراه أبدا في أسوأ كوابيسها .
الجريمة أدت إلى صدمة مجتمعية، خاصة وأن الجاني هو مازال قاصرا أمام القانون ما جعل الحكم عليه لا يتعدى 15 عامًا رغم فداحة الجرم الذي رتكبه.
وكشفت الأم أنها لجأت لكل الجهات الرسمية في السويس والإسماعيلية وحتى النائب العام، لتقول لهم أن ما حصل لطفلتها لا يمكن أن يُختزل في مجرد حكم قضائي لا يبرد قلبها ولا يعيد لها ابنتها، لكنها تسعى أن يُغيَّر القانون “كي لا تتكرر مأساة إيسل مع أي طفل آخر”.
وطالبت الأم المكلومة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي بإعادة النظر في التشريعات المنظمة لهذه الجرائم، وأن تكون العقوبات رادعة حتى لو كان الجاني قاصرًا، خاصة في الجرائم التي تمس أرواح الأطفال وشرفهم.
وأكدت الأم أن المدرسة الدولية التي كان يدرس فيها المتهم رفضت اتخاذ إجراءات تربوية واضحة.
وأشارت إلى أنه لم يتم سحب ملفه حتى الآن وأن الأسرة تخشى أن يحصل الجاني مستقبلًا على تسهيلات دراسية أو معيشية، بينما ضاعت “حياة أسرة كاملة توقفت عند لحظة فقدان طفلتهم إيسل ضحية الاغتصاب”.
وبعد عامين من الواقعة، قضت محكمة جنايات أول درجة بمعاقبة الطفل المتهم بالسجن 15 عامًا في اتهامه بالاعتداء على “أيسل” وإنهاء حياتها.
واعتبرت الأم بأن الحكم غير كاف، وأنه لم يشف غليلها مطالبة رئيس الجمهورية بتعديل قانون الأحداث وتشديد العقوبات؛ لتكون الأحكام رادعة خاصة إذا كانت تتعلق بجرائم اعتداء على الأطفال، ويكون الحكم فيها الإعدام شنقا، إذ طالبت في منشور لها عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” رئيس الجمهورية والجهات المختصة، بتعديل قانون الأحداث قائلة: “سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي أن بكلم حضرتك كأب أرجوك حضرتك حاول بأي وسيلة في تعديل قانون الأحداث على الأقل في القضايا اللي زي أيسل”.
من ناحية أخرى كشفت المحامية مها أبو بكر، في معرض تعليقها على واقعة الاعتداء على أطفال مدرسة سيدز الدولية، عن العقوبات المنتظرة على المعتدين وفقًا للقانون وتوصيف التهم التي ستوجهها لهم النيابة، قائلة: “قلبي مع كل الأهالي ونتمنى أن يتم شفاء الأطفال سريعًا ويتعافوا من هذه الكارثة الإنسانية.”
وتابعت خلال مداخلة هاتفية ببرنامج الصورة، الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة النهار: “في توصيف الجريمة هناك فرق كبير في هذا الأمر، وهناك مقولة للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل تقول إن القاضي لا يحكم بالعدل لكن يحكم بالقانون.”
وواصلت: القانون يكيف الواقعة وفقًا لهتك العرض وليست اغتصابًا، وهناك فرق بين هتك العرض والاغتصاب، لأن القانون المصري في آخر تعديلاته عام 2017، والتي شملت تشديد العقوبات على المغتصب، قد تصل فيها العقوبة إلى الإعدام شريطة توافر ثلاثة شروط رئيسية لتصنيف التهمة كاغتصاب، وهي: أن يكون الفعل على أنثى، وأن يكون عبارة عن اتصال كامل بالعضو الذكري، وأن يكون عن طريق المهبل، وفي حالة مخالفة شرطا من هذه الشروط فإنه لا يعتبر اغتصابًا على الإطلاق.”
وأكملت: “كل أولادنا ممن تعرضوا لهذه الكارثة الإنسانية هم ضحايا لهتك عرض فقط، ولن تصل العقوبة إلى الإعدام، لأنها لن تُصنف كاغتصاب، بل ستكيف على أنها هتك عرض، وأقصى عقوبة في هذا الأمر هي السجن المؤبد وليس أكثر من ذلك .”
وأشارت إلى أن الحالة الوحيدة التي قد يواجه فيها متهم بهتك العرض عقوبة الإعدام هي أن يكون هناك اختطاف بالتحايل، قائلة: “مثلاً يقول للطفل تعالى أوديك المدرسة ولا يتركه، لكن للأسف كل الوقائع وقعت داخل أسوار مدرسة الطلاب.”
وشددت أبو بكر على ضرورة إعادة النظر في تعريف كلمة “الاغتصاب”، قائلة: “الاغتصاب في اللغة هو كل ما يُؤخذ بالغصب، فهل أولادنا ممن وقع عليهم الاعتداء لم يكونوا مغصوبين؟ وبالتالي لا بد من تعريف أي اعتداء على طفل بأنه اغتصاب يستوجب الإعدام.”











