أنباء عن توجه سعيد عطية وكيل وزارة التعليم بالجيزة إلى البدرشين بعد قليل لمواصلة الذبح بين معلمي البدرشين ونقلهم إلى إدارات بعيدة بعد فضيحة زيارة الوزير الأخيرة.. والفوضى تضرب المدارس بسبب تسرعه في استبعاد الأكفاء من المديرين والمدرسين.. وامتناع زملائهم عن تولي المسئولية بعدهم خوفا مما وصفوه بغدر المدير غير المأمون.. عطية يضطر للاستعانة بعديمي الخبرة والحاصلين على الجزاءات لتولي العمل كمديرين بدلا من المغدور بهم.. ومصادر تطالب وزير التعليم بالتقصي حول من تم استبعادهم ليتأكد من إجماع الطلاب والمدرسين وأولياء الأمور على كفاءتهم وحسن سمعتهم جعلهم كبش فدا له



كتبت ـ علاء عزت
ضربت الفوضى العديد من المدارس، بسبب في البدرشين وقراها بسبب وكيل وزارة التعليم، والمذبحة التي أجرها بالمدارس وتم خلالها نقل المديرين والمدرسين الأكفاء منها بغير سبب منطقي، إلا لمجرد أن يشفي غليل غضبهم منهم بالنقل بعد فضيحة زيارة محمد عبد اللطيف وزير التعليم، إلى البدرشين، واكتشافه تغيب نسبة كبيرة من طلبة المدارس.

كشفت مصادر مسئولة، بمديرية التربية والتعليم بالجيزة، بأن هناك أنباءً حول قيام سعيد عطية وكيل الوزارة بالتوجه بعد قليل إلى مدينة البدرشين، لمواصلة الانتقام من بعض المديرين والمدرسين، بالنقل إلى الصف وأطفح والواحات، بعد فضيحة.

وترجع أسباب الفوضى الحالية بالمدارس، إلى نقل المديرين الأكفاء منها مثل مدير مدرسة الإعدادية يحي الطويل والذي قيل عنه أنه تم نقله لسببين غير منطقيين أحدهما غياب الطلاب والثاني إعطائه توجيهات للفصول بجمع 5 جنيهات من كل طالب لشراء رزمة ورق بكل فصل استعدادا للامتحانات بعدما وردت تعليمات إليه من الإدارة التعليمية، بالتصرف في تدبير مصاريف الامتحانات، بسبب نقص الموارد.. فقام بإجرائه هذا دون أن يتسلم جنيها واحدا في يده وإنما طلب من كل فصل شراء الأوراق بمعرفة كل فصل ورغم ذلك تم نقله وتم تعيين أخر بدلا منه رغم حصول المدير الجديد على جزاءات في وقت سابق .

وفي مدرسة البدرشين الثانوية تسود حالة من الحزن على نقل المديرة التي وصفوها بالمحترمة الحاسمة النادر مثلها في أيامنا هذه وتدعى عايدة المتناوي حيث تم نقلها لأسباب غير عقلانية، بأن وكيل الوزارة فوجئ بأن الدفاتر المتعامل عليها داخل إدارة شئون الطلاب بالمدرسة ليست دفاتر مطابع الأميرية وإنما دفاتر مشتراه من المكتبات العادية.

الغريب أن وكيل الوزارة قال ذلك وهو لم يدر بان المطابع الأميرية لم ترسل دفاتر للمدارس من الأساس ولم تطبع وأن كل غالبية مدارس الجمهورية تقوم بالشراء من المكتبات الخاصة.

وجاء السبب الثاني لنقل مديرة المدرسة الثانوي أن الحمامات المخصصة للبنات 4 فقط مقابل 3 حمامات للمدرسين وكان عليها أن تخصص عدد حمامات اكثر من ذلك للطالبات من وجهة نظر وكيل الوزارة واللجنة المصاحبة له في جولة المذبحة وهو سبب غير منطقي لأن ذلك يُسئل عنه من قام ببناء المدرسة وهي قديمة منذ عشرات السنين بينما لم يجد قصورا في أية نواحي أخرى.. ولأن وكيل الوزارة لم يجد خطأ واحداً في صميم العملية التعليمية نفسها داخل مدرسة الثانوي بنات فقد سأل عن فواتير الشراء الخاصة بالجمعية التعاونية بالمدرسة، فلم يجدها حيث ردت إدارة المدرسة قائلة: “المدرس المسئول عنها غاب اليوم لتواجده مع ابنه بالعناية المركز وفقا للإشاعات والتحاليل والتقارير الطبية الرسمية في ذلك الشأن” غير أن عطية ركب رأسه وأصر على أن هذا تقصير وطلب من مديرة المدرسة أن تسبقه على المديرية ليعاقبها بالنقل وخيرها من أن تعود إلى اخصائية اجتماعية وبين البقاء بديوان الإدارة فقالت له لم يبق لي سوى شهرين معاش واريد الحصول على إجازة فقال لها” “تاخديها من عندي من المديرية”.

كما تم نقل مدرس يدعي حازم النطريني رعم أنه يعتبر الوحيد الذي لا يعطي دروسا ويشهد له الجميع بالكفاءة وحسن السير، ورغم الاطلاع على كافة كشاكيله والتأكد من القيام بواجبه على الوجه الأكمل إلا ان وكيل الوزارة اكتشف ان طالبة متغيبة وأن المدرس قد وضع لها درجة تقييم في يوم غيابها، إلا أن المدرس رد على ذلك قائلا له أنها ليست غائبة بل حاضرة بالمدرسة، وأن هناك لبس قد حدث لأنها حضرت متأخرة خلال امتحان التقييم بالحصة الأولى، ويرجع ذلك إلى النظام المتبع بإدارة المدرسة بمعاقبة البنات المتأخرات، بإبقائهن في الحوش طوال حصة الأولى كاملة بسبب تأخيرهن عن حضور الطابور.. وفي ذلك اليوم دخلت طالبة الفصل قبل انتهاء الحصة الأولى بـ 20 دقيقة فحضرت حصة التقييم وتم منحها الدرجة على قدر ما أجابت في النموذج غير أنه لم ينتبه أحد لحذف اسمها من دفتر الغياب، باعتباره أنه يتم اتخاذ الغياب والحضور مبكرا مع بدايات الحصة الأولى، فين حين حضرت الطالبة في نهاية الحصة، ورغم موجود الطالب بفصلها فعلا إلا أن وكيل الوزارة لم يقتنع وصمم على معاقبة المدرس بالنقل رغم شهادة اللجنة المصاحبة للوكيل على كفاءة ذلك المدرس، وتم نقله بالفعل إلى الشهيد محمد عبد الكريم.

الخطير في الأمر أن المصادر كشفت أنه سيتم اليوم مواصلة الانتقام من المدرس المذكور حازم النظريني بالنقل إلى أطفيح أو الصف أو أية إدارة بعيدة عن البدرشين بسبب محاولة المدرس الدفاع عنه نفسه وتوضيح الأمور ما اعتبره وكيل الوزارة أنها جرأة تستوجب العقاب.

وفي المدرسة الإعدادية بنين تم نقل محمد مبروك مدرس الألعاب بعدما اكتشف سعيد عطية وكيل وزارة التعليم غيابه أثناء جولته التي أجراها في اليوم التالي لزيارة الوزير، وبرر مدرس الألعاب ذلك بانه كان يمر على المدرس في إطار القيام بدور التوجيه المكلف به بجواره عمله، ولكن لتستمر المذبحة فقد رفض وكيل الوزارة الاستماع إليه وأصر على نقله، رغم كون المدرس لم يقتصر دوره على بحصص الألعاب فحسب، وإنما يمتد دوره إلى التوجيه والمرور على المدارس الاخرى، وكذلك يتولى مسئولية الكنترول الخاص بالصفين الأول والثاني الإعدادي بالمدرسة، إذ يبدأ عمل الكنترول أواخر ديسمبر ويستمر لمدة اسبوعين استعدادا للامتحانات، إلا أنه لم يشفع ذلك له عند وكيل الوزارة الذي أصر على نقل المدرس.

كما تم نقل مدرس يدعى نفادي من المدرسين الأكفاء المشهود لهم بالنزاهة وحسن السمعة إذ قدم كشاكيله الخاصة بالتقييم والتحضير لوكيل الوزارة وكذلك كشكول الإشراف غير أن وكيل الوزارة لم يجد له خطأ فاخترع له غلطة لا يقبلها العقل، وهي أنه أثناء تفقده كشكول الإشراف وجد اسم مدرس مثبت بالكشكول بأن نفادي قد قام بدور الإشراف عليه بتاريخ معين من الاسبوع الماضي، فتوجه سعيد إلى نفس الفصل فوجد مدرس أخر، فاتهم نفادي بأنه كذاب ولم يقم بالإشراف وأنه قد وضع اسم مدرس أخر ليس موجودا بالجدول، فرد نفادي قائلا: ” المدرس اللي أنا قمت بالإشراف عليه الاسبوع الماضي قد تغير بسبب تغيير الجدول وهو ما أدى إلى تواجد مدرس أخر بالفصل لحظة تفتيش حضرتك فالجدول بيتغير من وقت لأخر “.

ووصفت المصادر كلام نفادي بأنه طبيعي مشيرة إلى أنه قد يقوم مدرس في وقت ما بالتقديم على إجازة وسط الاسبوع فتضطر المدرسة إلى تغيير الجدول ويُثبت به أسباب التغيير.. وكانت المفاجأة عندما رد وكيل الوزارة على خالد نفادي مدرس الرياضيات الأول قائلا: ماليش فيه انت تحصلني على المديرية بالأمر”.

كما عاقب وكيل الوزارة مدرس يدعي شعبان المصري من المدرسين الأكفاء حيث قد الكشاكيل الخاصة به من رصد درجات وتحضير وتوجيه لكن وكيل الوزارة وجد بعض الخانات خالية من الدرجات فسأله عن السبب فأجاب المدرس أن هؤلاء الطلاب كانوا متغيبين لأسباب مرضية وسيتم عمل امتحانات لهم من خلال الإخصائي وسيتم إبلاغي به لوضعها بالخانات المخصصة لها” ووصفت المصادر رد المدرس بالمنطقي مشيرة إلى أن العام الماضي كان يوجد بالمدرسة طالب مصاب بالشلل وأخر بالصرع وثالث عنده فشل بعضلة القلب ورابع كسر في قدمه لم يستطيعون الصعود للأدوار العليا للأداء الامتحان، وتم امتحانهم من خلال الإخصائي”.. غير أن وكيل الوزارة لم يقتنع وأصر على مواصلة مذبحته في نقل المدرسين الأكفاء فقال له: ” اسبقني على المديرية”

وكانت المفاجأة في نقل مدرس عربي بدرجة خبير يدعى ناجي الجمال تم نقله من خلال نشرة المديرية كعقاب مفاجئ دون أن يعلم سبب النقل.

كما شملت مذبحة تعليم البدرشين التي قادها وكيل الوزارة الاسبوع الماضي، نقل معلمة دراسات تعمل بالحصة، تدعى ميري، بسبب غيابها يوما خلال الفترة الماضية، فقرر معاقبها عن يوم غابت فيه منذ فترة وليس أثناء زيارته أو زيارة الوزير، فتم نقلها إلى مكان أخر، وبالرغم من إن إدارة المدرسة أخبرته أثناء الزيارة بأن تم محاسبة المدرسة بالخصم من راتبها عن ذلك اليوم إلا أنه أصر على إكمال مذبحته.

وكانت المفاجأة حينما توجهت لجنة وكيل الوزارة إلى مدرسة الشيمي بلجنته فانبهروا مما رأوه من الانتظام والالتزام داخل المدرسة إذ أثنوا على المدرسة و مديرها بسبب الجهد المبذول بها، بينما فوجئ المدير بإبلاغه من مدير الإدارة التعليمية قائلا له: “اسمك في نشرة التنقلات وحتروح ميت رهينة.. حتنفذ ولا ترجع مدرس؟!”

وفي مدرسة الصنايع بنين تم نقل المديرة ووكيلها بعدما اخبرهما وكيل الوزارة بأن يسبقوه على المديرية، فتوجهوا كما أمرهم غير أنهما أبلغا المديرية بأنهما لا يريدان من الأساس مواصلة العمل، وأن تبحث عن غيرهما لتولي مسئولية بالمدرسة.

وطالبت المصادر وزير التربية والتعليم بإصدار تعليماته بإجراء استقصاء حول المديرين والمدرسين المستبعدين لوجد أن هناك أجماعاً عاما على كفاءتهم ونزاهتهم وحسن سمعتهم من قبل الطلاب والمدرسين وأولياء الأمور، وليس من الصالح العام أن يتم استبعادهم أبداً .

تمت مذبحة معلمي البدرشين ونقلهم دون النظر للارتباك الذي تحدثه حركة التنقلات التعسفية من وكيل وزارة أراد أن يشفي غليله في المدرسين بعد فضحية زيارة الوزير، فقرر نقله وإحداث حالة من عدم الاستقرار مع اقتراب مواعيد الامتحانات، رغم تعليمات الوزير بالإبقاء على المحالين للمعاش والمد لهم عدة شهور إذا حل بهم التقاعد أثناء الدراسة، ما اعتبره البعض تحديا لقرارات الوزير.

زر الذهاب إلى الأعلى