هل تعاقدت وزارة السياحة مع “شمهورش” ؟!



بقلم- سعيد جمال الدين

سؤال أطرحه على نفسى هل رجالات السياحة كاذبون ؟!! .. وهل وزارة السياحة تمارس الكذب علينا وتمنحنا بيانات غير دقيقة أو ” ملعوب فيها ” ؟!! ..هل نحن بالفعل تقول الحقيقة أم إننا نسعى لتغطية الكذب بـ ” كدبة” جديدة؟!! .

فى حقيقة الأمر إننى أتساءل بصراحة شديدة وواقعية وأرجو من المختصين أن يردوا على تساؤلى .. هل السياحة الوافدة لمصر ” مضروبة ” والأرقام التى يتم إعلانها من جهات محايدة سليمة أم إنها من أجل أن تخزى العين ؟!!

فما تلقيته من أرقام من قبل الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء ” وهو جهة محايدة” حول معدلات السياحة خلال النصف الأول من العام الحالى ” الفترة التراكمية ” يناير / يونيو 2017 ” تؤكد ارتفاع عدد السائحين الذين قاموا بزيارة مصر خلال النصف الأول من العام الجاري بنسبة 52.4 % ليسجلوا نحو 3.561 مليون سائح في مقابل 2.336 مليون سائح خلال نفس الفترة من 2016.

وأوضحت أرقام الجهاز الذى يعتمد على هذه البيانات ما تسجله المنافذ البرية والبحرية والجوية من وصول سائحين إلى هذه المنافذ ويتم تسجيلها من قبل مصلحة السفر والهجرة والجنسية” مصلحة الجوازات” والتى تقوم من خلال مندوبيها بلغة الشارع تسجيل ” دبة النملة ” ، أن عدد السائحين الذين زاروا مصر خلال شهر يونيو الماضي زادوا بنسبة 62.2% ليبلغوا 533 ألف سائح في مقابل 328.6 ألف سائح خلال يونيو 2016.

ونستمر مع هذه الأرقام الإيجابية وتؤكد أن إجمالي عدد الليالي السياحية التي قضاها السياح في مصر خلال الفترة من “يناير- يونيو 2017” قد بلغ نحو 37.12 مليون ليلة في مقابل 13.511 مليون ليلة خلال نفس الفترة من 2016 بزيادة 63.6% .

وأن عدد الليالي السياحية التي قضاها السياح في مصر خلال يونيو الماضي ثد بلغ نحو 4.85 مليون ليلة في مقابل 1.764 مليون ليلة خلال نفس الشهر من 2016بزيادة 174.8%.

وأطرح المزيد من الأسئلة على الخبراء السياحيين الذين بخرج كل منهم يوميًا على كافة وسائل الإعلام يصرخون و” يولولون “بأن السياحة المصرية تنهار وأن وزارة السياحة ووزيرها القابع على كرسى الوزارة لا يفعل شيئًا وأن هيئة تنشيط السياحة تحولت إلى هيئة ” تطفيش “السياحة ، ويصبون لعناتهم على الوزير يحيى راشد وزير السياحة ، وإنه بالبلدى ” زى قلته ” ، وإنه منذ قدومه للوزارة لم يحرك ساكنًا ، وغيرها من الإتهامات التى لو طبقنا عليها القانون لتحول نصف المهاجمين وليس المنتقدين ، لمحكمة الجنايات بتهمة السب والقذف .

وما يراودنى فى حقيقة هذا الأمر سؤال هام ، إذا كانت الوزارة ووزيرها وهيئة تنشيط السياحة لم تفعل شيئًا تجاه تحريك المياه الراكدة فى بركة السياحة ، فمن الذى قام بجذب السائحين وزيادة معدلاتهم ، على ما أظن أن عصام الحضرى الحارس العملاق قد أنهى تعاقده مع العفريت ” جامايكا ” ولم يعد يسانده فى مبارياته كما كان يدعى البعض ، وأعلم تمام العلم ،أن يحيى راشد وزير السياحة ” إنه شخص متدين جدًا ، ولا يؤمن وربما لا يعرف الطرق السفلية ، أو السحر الأسود أو يؤمن بالخرافات ، كما إنه لم يتعاقد مثلاً مع ” جامايكا ” بعدما أنهى تعاقده مع الحضرى ، ولم يعرف أين يوجد ” شمهورش ” لكى يقدم له ” القرابين ” من أجل أن ” يلهى ” السائحين ، ويشربه ” حاجات أصفره ” ليخدرهم من أجل تحويل قبلتهم لقضاء أجازاتهم من مقاصدهم المختارة لتتحول ” بقدرة قادر ” لمصر .

أيها السياحيون .. إتقوا الله عز وجل وإرفعوا أيديكم ضارعين إلى السماء لنشكر الله عز وجل أن مَن الله علينا بنعمة الأمن لمصر وبالتالى بدأت الأفواج السياحية فى القدوم ، ولنعترف بالدور الذى تقوم به وزارة السياحة والهيئات التابعة لها وما يقوم به الوزير من تحركات ربما يرفض الإعلان عنها لدوافع وأسباب يراها من وجهة نظره إنها منطقية .. ورغم إننى أعلم إن هذه الأرقام التى تحققت لا تصل لحجم طموحاتنا وإمكانيات مصر العظيمة، إلا إننى أعتبرها تحولاً نستند إليه فى تفاوضاتنا ومباحثاتنا مع منظمى الرحلات ووكالات السفر والسياحة الأجانب ولنعيد النظر فى أسعار البرامج السياحية المصرية فى المواسم المقبلة، طالما نجحنا بفضل الله وجهود المخلصين فى إجتياز جانبًا كبيرًا من هذه الأزمة ، وكما يقولون “أول الغيث قطرة “، وإذا كان هؤلاء ” المنبطحون ” لم يشعروا بالزيادة التى شهدتها مصر خلال النصف الأول ، فهل كان السائحون القادمون يرتادون ” برنيطة الإخفا ” ؟!!.. أم إنهم أقاموا فى فنادق خارج مصر ، ولا يمكن نكون “استلفناهم ” من جيرانا ؟!!.

فمصر تستوجب منا تنحى كافة خلافاتنا ومشاكلنا جانبًا ، ونكون فى صف واحد كالبنيان المرصوص القوى ولنجعل ثقتنا فى الله وقدرته على إنهاء هذه الأزمة نهائيًا إذا أردنا أن تعود مصر كما نبغى كلنا شامخة عظيمة قوية بأبنائها المخلصين القادرين على تخطى المستحيل وقهر كافة الصعاب ، ولنعلى صوت الحق ، ومواصلة العمل بدلًا من وضع الأيدى على الخدود واللطم عليها وترك الفرصة تلو الأخرى تضيع ونحن نمسك بتلاتيب كل منا ـ وجيرانا أكثر المستفيدين من هذه الخلافات والمشاكل .

وأختتم كلامى بالمقولة الشهيرة لخالد الذكر الراحل العملاق الدكتور ممدوح البلتاجى وزير السياحة الأسبق ، ” الأرقام لا تكذب ولا تتجمل ” عودا إلى رشدكم يرحمكم الله .. إنى أريد الإصلاح ما أستطعت وما توفيقى إلا بالله .. عليه توكلت وإليه أنيب وعلى الله العلى القدير قصد السبيل .

 

زر الذهاب إلى الأعلى