انجاز جديد لكفيف مصري بالجامعة الأمريكية
المسار/خاص
التحق الطالب محمد الشافعي، خريج قسم الفلسفة لعام 2017 بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، والحاصل على منحة المدرسة المصرية العامة التابعة لبنك HSBC، هذا الخريف بالسنة الأولى من كلية الحقوق بجامعة هارفرد.
تاركاً خلفه سجلاً حافلاً بالإنجازات الأكاديمية، يتطلع الشافعي، الذي تحدى إعاقته البصرية، للمستقبل بحماس شديد إذ يأمل أن يستخدم درجته العلمية المستقبلية من كلية الحقوق في إحداث تغييرات ملموسة.
يقول الشافعي: “آمل أن أساهم في التقريب بين العالمين الإسلامي والغربي.”كان الشافعي عازم الأمر فيما يتعلق بالخطط التي رسمها لمستقبله، والتي تضمنت التقديم لعدة كليات حقوق، حيث أوضح في الخطاب الذي ألقاه في حفل تنصيب فرانسيس ريتشياردوني رئيساً للجامعة الأمريكية بالقاهرة: “أنه يحلم بدرء خطر الإرهاب عن طريق إقامة مؤسسة فلسفية تعمل على إيجاد تفاهم حقيقي بين الشرق والغرب.
“يعاود الشافعي التفكير بالجامعة وكيف كانت حافزاً له لطرق مجالات عديدة مما أثار لديه الكثير من الاهتمامات.
وقد اختار التخصص في الفلسفة لما لديها من قيمة عظيمة في دراسة النظريات التي تشكل أساسيات الفكر السياسي. وقد أظهر الشافعي تفانياً هائلاً في دراسته وبحثه حتى خارج قاعة الدراسة عبر المشاركة في مؤتمرات دولية والحصول على جوائز عن كتاباته.
يقول الشافعي: “أتاح لي التعليم المعتمد على النهج الليبرالي، والقائم على التفكير النقدي والتحليلي، معرفة أكثر اتساعاً لم أكن سأتمكن من اكتسابها من خلال أي تعليم آخر. كانت أساتذتي في قسم الفلسفة على استعداد تام لمناقشة وتحليل أية نظريات معي.
لا أعتقد أنه كان بإمكاني أن أحظى بمثل هذه التجربة في أي مؤسسة تعليمية أخرى.”وفضلاً عن مناقشة الأعمال الفلسفية مع أساتذته، فقد برع الشافعي في الأنشطة خارج المنهج الدراسي مثل الكتابة في مجلة AUC Times Magazine، وتقديم المساعدة كمدير لبرنامج إذاعي، والمشاركة في نادي الفلسفة Philosophy Club بشكل منتظم. وفي خريف عام 2015، حصل الشافعي على منحة د. أحمد المقدم، وآن المقدم للدراسة بالخارج للمشاركة في برنامج تبادل طلابي مع جامعة ميشيغان.
بالإضافة إلى ذلك، يعد الشافعي عازفاً ماهراً على البيانو الكلاسيكي، حيث قام بعزف بعض المقطوعات الموسيقية في العديد من الفعاليات.يقول الشافعي: “هذه الأنشطة جعلتني أرى أن الجامعة الأمريكية بالقاهرة، كمؤسسة تعليمية، هي جزء من المجتمع. وقد علمتني أن أفضل المؤسسات التعليمية على الإطلاق هي التي تفهم احتياجات المجتمعات التي تتواجد بها.
“ومع وضع هدف تشجيع التحاور والمناقشة بين الطلاب ذوي الثقافات المتعددة، أسس الشافعي جمعية للقراءة باسم MensCiceronis والتي ضمت أعضاء من الجامعة الأمريكية بالقاهرة وجامعة أوكسفورد والعديد من الجامعات الأمريكية الأخرى. وتقابل أعضاء المجموعة على نحو منتظم لتحليل الفلسفات السياسية الغربية، واليهودية والإسلامية القديمة.
وكان الطلاب المتواجدون بالحرم الجامعي يتحدثون مع الطلاب الآخرين عبر سكايب Skype. يقول الشافعي: “أثبتت هذه الجمعية نجاحها من خلال إقامة حوار بين أُناس من ثقافات مختلفة وساهمت في إثراءنا جميعاً.
“وفضلاً عن أنشطته الجامعية، أبدى الشافعي شغفاً لتدريس لغة برايل والمساعدة في زيادة الترجمات المكتوبة بها والمتاحة للمكفوفين وضعاف البصر.
وقد تعاون الشافعي مع المؤسسة المصرية لأهالي ذوي الاحتياجات البصرية من خلال تدريس كيفية القراءة والكتابة والموسيقى بلغة برايل، والتكنولوجيا التكيفية، وتعليم Microsoft Word واللغة الإنجليزية باستخدام برامج مختلفة.
بالإضافة إلى ذلك، تطوع الشافعي في Bookshare، وهي أكبر مكتبة على الإنترنت تقدم كتباً لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث قام بالمساهمة في مسح وتصحيح الكتب بهدف ترجمتها للغة برايل. كما بادر بصياغة المسودة الأولى لإطلاق نسخة إلكترونية لأعمال شكسبير الكاملة بلغة برايل.وبعد استكشاف الفلسفات الأساسية للنظرية السياسية، سيبدأ الشافعي في ترك بصمته على مجتمع جامعة آخر عبر دمج النظرية والتطبيق في دراسته للقانون المكتوب.
يقول الشافعي: “عبر دراستي للقانون، آمل أن أتمكن من دمج القانون والفلسفة معاً من الناحيتين النظرية والتطبيقية وذلك كي أتمكن من إحداث فارق.”