ماذا طلب الملك فؤاد من زوجة نظيره الأفغاني!!.. وماذا فعل معها عندما رفضت أن يزني بها؟!!
بقلم- علاء عزت
قلنا مرارا وتكرارا، أن حال الناس في بلاد المسلمين، لن ينصلح ببناء المصانع وشق الترع، وإنما ببناء الأخلاق، وغرس القيم، وتقويم السلوك من خلال المساجد والإعلام والمدرسة، ولكن لا أحد يريد أن يتفهم ذلك، فكل مسئول في موقعه، ودن من طين وأخرى من عجين.. فكانت النتيجة أن أفلام السبكي وهيفاء ومحمد رمضان وغيرهم من أهل الفساد كانت أقوى تأثيرا .. ولعل ذلك يتضح جليا فيما يقع من أحداث غريبة على مجتمعنا، ومنها ما حدث بشأن العثور، على طفلة مقتولة بداخل جوال بلاستيك على جانب الترعة بمركز أجا دقهلية، تبين بعد التحقيقات وتحريات المباحث أن الذي قتلها هو ابن عمها، ذات الإثنى عشر عاما، بعدما رفضت أن يزني بها .. وأقسم بالله غير حانث لن يفيد أبدا أبدا ما يجري الحديث عنه ليلا ونهارا، حول الإصلاح والتطوير، ما لم يتم البدء أولا بإصلاح الناس، وترسيخ الأخلاق، وإجراء تغيير جذري فيما يتم بثه على الفضائيات، من برامج ومسلسلات دمرت الأولاد والبنات وأفسدت الرجال والزوجات.
ولعل ما يندى الجبين له حزنا وخجلا، أن الفساد الأخلاقي قد طال الأعراض، بشكل مخيف، ففي الأسبوع الماضي، تم القبض على مسئول الخطابات والمكاتبات الرسمية بمكتب نائب محافظ الجيزة، بتهمة الرشوة الجنسية، بعد تصويره صوت وصورة، أثناء الاتفاق على موعد ومكان تلقي رشوة جنسية من سيدة جاءت لقضاء مصلحة لها، فطلب منها أن يلتقي بها في شقة خاصة به، على وعد بإنهاء مصلحتها، عقب الحصول على الرشوة، ونزلت الكلمات كالصاعقة على رأس السيدة، لكنها لم تشعره بالدهشة والاستغراب، فقررت إبلاغ الشرطة، والتي طلبت منها مسايرته، وبالفعل نجحت الشرطة في خطتها، وتم القبض على السكرتير، بعد الحصول على إذن النيابة.
وفي نفس الشهر وقبلها بعدة أيام، رئيس مجلس الآباء بإحدى مدارس مدينة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة، يستغل سلطته، في مغازلة المدرسات بعبارات وإيحاءات جنسية، على صفحة الفيس بوك، ومن تتمنع عليه، يستصدر لها قرارا بنقلها إلى مكان أخر، من خلال علاقاته داخل وزارة التعليم والمديرية الجيزة، حتى نشر الفساد بين طلاب المدرسة، لدرجة أنه يهدد بأنه يمتلك شرائط جنسية لبعض المدرسات.
وليت الأمر يتوقف عند هذا الحد، بل امتد هذا الفساد إلى التعليم العالي، ففي إحدى الجامعات، تم القبض على مدير أمن الجامعة، بسبب امتلاكه شرائط جنسية له، مع بعض السيدات، من الموظفات وأعضاء بهيئة التدريس، داخل الجامعة. الغريب ومع كل هذا، فإن الناس في بلادنا، مازالوا يتكلمون عن الإصلاح الاقتصادي، دون الحديث عن كيفية تحقيق الإصلاح الأخلاقي.
وأرى سؤالا يلوح في الأفقي يبحث عن إجابة، وهو هل بعد كل هذا يُنتظرُ أي تقدم لبلد ودع الناس فيه الحديث عن الأخلاق والفضيلة ؟!! ولعلي لا أجافي الحقيقة ولا أخاصم الواقع، إذا قلت أن الشعب المصري، كان أكثر تدينا في عهود مضت، بينما قل هذا التدين والحياء، بشكل كبير عند كثير من الناس، بفضل المسلسلات والبرامج، التي يمولها أعداء هذا الوطن، لنشر الفجور والفساد بين المصريين، لأنهم يدركون تماما أن المصريين لن يعودوا لما كانوا عليه من قوة ومجد وتاريخ، في سنوات قد خلت، إلا إذا تمسكوا بالأخلاق، والتعليمات الصحيحة للأديان، سواء كانت إسلامية أو مسيحية أو يهودية، فكلها من عند ربنا .
ويرحم الله زمانا كان المصريون فيه أكثر تدينا وخلقا وحياءً، حتى أن الملك فؤاد الأول في عام 1928 منع زوجة ملك أفغانستان، أن تأتي إلى مصر في زيارة رسمية بغير حجاب، وطلب من نظيره الأفغاني، أن يلزم زوجته بالحجاب حفاظا على مشاعر المصريين وحيائهم، وتضمنت رسالة فؤاد لملك أفغانستان، وإذا كانت تصر على المجيء بدون حجاب، فلتكن الزيارة غير رسمية، لا تظهر في الحفلات ولا الاستقبالات التي تقام على شرف الزيارة، وأصدر الملك فؤاد أوامره لوزارة الداخلية، بعدم السماح بتصوير زوجة ملك أفغانستان حتى لا يراها الناس بدون حجاب، حفاظا على تقاليد المصريين. نسأل الله تعالى العفو والعافية