صرخة قلب جريح ينزف دما



بقلم- الإعلامي محمد الهمشري

يا أمة العرب والمسلمون ماذا أنتم فاعلون.. هل يكون الرد بالبيانات والاستنكار ؟؟ بالأمس القريب أحتفلنا بالمصالحة الفلسطينية الفلسطينية، وفى التاسع والعشرين من شهر نوفمبر كان الإحتفال باليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطيني، لكن فرحة الشعب الفلسطينى الجريح لم تكتمل، ففى مساء الأربعاء فجر الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، القنبلة السياسية الكبرى، وتحدث بطريقة استفزازية عن القدس عاصمة لإسرائيل وأصدر تعليماته لوزارة الخارجية للبدء باتخاذ الخطوات اللازمة لنقل السفارة الأميركية إلى المدينة، ولقد أثارت خطوته هذه ردود فعل واسعة عربيا وإسلاميا ودولياً، واعتبرتها الأمم المتحدة مخالفة للقرارات والقوانين والاتفاقات الدولية التى تعتبرها مدينة محتلة.

ووصفت دول عديدة قرار ترمب بأنه انحياز فاضح للاحتلال الإسرائيلي، وانتهاك صارخ لقرارات، وسيعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً السبت، كما ستعقد قمة أو اجتماع على مستوى عال لمنظمة التعاون الإسلامي خلال أسبوع تقريبا بدعوة من الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، والقى الرئيس ابو مازن كلمة حول الموضوع أكد فيها رفضه لهذه الخطوة المرفوضة والتي تعتبر تقويضا لكل جهود ومساعي السلام وانسحاباً أميركيا من ممارسة الدور الذي مثلته خلال عقود من الزمن كوسيط أو راع لمساعي إيجاد تسوية وتحقيق السلام، ومكافأة للاحتلال الاسرائيلي، وخدمة للتطرف واحتمال تحويل الصراع إلى حرب دينية.

وأكد الرئيس ابو مازن في كلمته دعوة كل القوى والفصائل والمجلس المركزي لمنظمة التحرير، وذلك من أجل اتخاذ الخطوات اللازمة للرد على قرار ترامب هذا بالتشاور مع الأشقاء العرب والأصدقاء ،إضافة إلى ذلك دعت القوى الوطنية والإسلامية إلى إضراب عام وشامل بالقدس القيام بنشاطات احتجاج واسعة وعلى مختلف المستويات رفضاً لهذا الموقف الأميركي المدمر لكل احتمالات السلام .

ردود الفعل هذه هي مجرد كلام وبيانات ومظاهر احتجاج بينما المطلوب شيء آخر أكثر عملياً وفعالية إذا كانت كل هذه القيادات العربية والإسلامية جادة في ما تقوله من احتجاج.

لقد كان ترامب في بلادنا قبل فترة قصيرة وعاد إلى بلاده وفي جعبته نحو ٥٠٠ مليار دولار من أموال العرب، والعلاقات الاقتصادية العربية والإسلامية مع أميركا في ذروتها باستمرار، وسفراء أميركا وممثلوها يملئون العواصم والمدن، فلماذا أن كان المحتجون قولا جادين فعلاً، لا يوقفون او يقللون من هذا التعاون الاقتصادي ؟ ولماذا لا يقولون لسفراء أميركا عودوا إلى بلادكم وتشاوروا مع رئيسكم الذي يعمل ضدنا وضد بلد الإسراء والمعراج وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ؟ أن قرار ترامب جاء بتأثير قوى النفوذ والمال اليهودية في بلاده فلماذا لا نستخدم نحن هذه القوى للدفاع عن أرضنا ومقدساتنا وحقوقنا ؟ إن الاستنكار لم يعد يجدي أبداً ولو كان ترامب واثقا من ردود فعل جادة وعملية عربية وإسلامية لكان فكر كثيرا قبل اتخاذ قراره !! أيها القادة العرب والمسلمون كفانا تكرارا للبيانات والاحتجاجات الكلامية والشجب والاستنكار.. صحيح أمتنا تمرض لكنها لن تموت والمطلوب التصرف بواقعية فعالة ولا شيء غير ذلك ..أفيقوا يرحمكم الله.

 

زر الذهاب إلى الأعلى