الغذاء لتلاميذ المدارس 2
بقلم: دكتور ياسر جعفر
تكلمنا في المقال السابق عن التغذية السليمة والصحية لتلاميذ المدارس والطرق الصحية للغذاء الصحي المناسب للفيتامينات والمعادن، وهانحن في صدد هذا المقال لتكملة الغذاء الصحي للتلاميذ وللطلبة لكي نتجنب فقر الدم والضغط العام وضعف الذاكرة وكثرة النسيان، وهنا نذهب إلي أغذية هامة جداً وهي المركبات النشوية والسكرية، هي أكثر المركبات الغذائية استهلاكاً واستعمالاً فهي مصدر النشاط والحركة الدائمة في جسم الإنسان والزائدة من هذه المركبات النشوية يتخذن في الجسم في صورة نشاط حيواني في الكبد أو في صورة دهن في أنسجة الجسم المختلفة، والمواد النشوية تمثل مصدراً وقودياً ثميناً يمد الجسم بالطاقة، ذلك لأنها سهلة الهضم، زهيدة التكاليف، ويتناولها الإنسان في صورة خبز، والخبز يعتبر منذ القدم عصب الحياة، ويعتمد الناس في العالم أجمع علي هذه المواد لتمدهم بحوالي 75% مما يحتاجون إليه من طاقة في صورة حبوب أو بطاطس لسهولة زراعة هذه الأنواع وتخزينها، والأرز من أكثر المواد النشوية استهلاكاً وبخاصة في بلاد الشرق الأقصي المكتظة بالسكان وتيلوه القمح في احدي صوره المختلفة، كخبر او مكرونة وهناك طرق للرز كثيرة كغذاء رائع ومفيد كرز بلبن، ومهلبية وسوبيا والسوبيا نوع جيد ومصدر للغذاء وأجود السوبيا ما صنع من الارز والشعير وكيفية صنعها يطحن الارز وينخل ويطبخ علي النار حتي يصير مثل العصيرة فينزل ثم يهرس معه زبيب ويضاف إليه القرفة المطحونة والقرنفل وتحلي بالعسل ثم يشرب كوب صباحاً ومساءً فأنه رائع وغذاء صحي ومفيد، ونستطيع أن نسجل أن الخضروات بوجه عام فقيرة في المواد النشوية ماعدا البطاطس والبطاطا الحلوة كذالك تعد الخضروات فقيرة بالمواد السكرية ماعدا البنجر الذي يحتوي علي نسبة عالية من السكر ويفيد في فقر الدم.
المركبات الدهنية: أن أول عمل لهذه المركبات في جسم الإنسان هو الاحتراق لتوليد الحرارة اللازمة لحفظ الجسم في حرارته الطبيعية ولإمداده بالنشاط والطاقة اللازمة لأداء الأعمال المختلفة، كما انها تدخل أيضاً في تركيب خلايا الجسم، وجسم الانسان له القدرة علي اختزان هذه المركبات، وتزيد كمية المختزن منها تبعاً للمقدار الموجود منها في الغذاء، وتوجد المركبات الدهنية في الزبد والإوز وصفار البيض واللحوم والدجاج والأرانب، إلا الخضروات والفواكه فقيرة فيها، والأطفال والصغار يحتاجون للمواد الدهنية في دور النمو بنسبة أكثر من الكبار لدرء مرض الكساح وبعض الإمراض الجلدية وتناول المواد الدهنية بنسبة كبيرة يعوق هضم الغذاء، فلا يترك الطعام المعدة بسرعة بل يبقي بها مدة طويلة ولما كان الجسم له القدرة علي اختزان هذه المواد فكثرة تعاطيها يتسبب عنه البدانة أو السمنة وما يتبعها من مضاعفات.
الألياف والخضروات: أكثر الأغذية احتواء علي الألياف التي لا تتأثر بها في الفم والمعدة والأمعاء الرقاق من ضمائر هاضمة، فهذه الخمائر لا تؤثر إلا علي البروتين والدهن والسكر والنشا، أما الألياف فتبقي كما هي دون تغيير إلي أن تصل الأمعاء الغلاظ وهناك تبدأ أهمية الألياف وفائدتها، اذا تدخل بقايا الأطعمة في الجزء الأول أغلب مافي بقايا الأطعمة من ماء فتصبح لاهي بالسائل الذي يخرج اسهالاً، ولا هي بالجامد الذي يخرج امساكاً وما بقي من بقايا الطعام من ماء فإنه كاف لجعل الألياف مفوشة وبذلك تملئ الامعاء الغلاظ، وتحك جدرها فتنشط تبعاً لذلك حركتها الدورية فيتحرك ما بداخلها ويندفع الي الأمام ليطرد الي الخارج في صورة براز واذا كانت الياف الخضروات مهمة ومفيدة في إنقاص حالات الإمساك عند الفرد العادي فهي أكثر أهمية عند من تقدم بهم السن اذا تكون الأمعاء أخذه في الارتخاء وأكثر الخضروات احتواء علي الألياف الملوخية والباميا والكرنب والقرنبيط والفاصوليا الخضراء، والغذاء كوقود للإنسان سواء للكبار او للصغار وما أشبه جسم الإنسان بالسيارة، فكما أن السيارة لا يمكن ان تسير من غير بنزين كذلك جسم الإنسان لابد له من وقود تحرقه الأنسجة فيتولد عن اختراقه الحرارة اللازمة لتدفئته والطاقة الضرورية لنشاطه وحركته وإذا كانت السيارة في حاجة إلي بنزين للسير فكذلك جسم الإنسان في حاجة إلي مركبات كربوهيدراتية ودهنية ليولد هذه الحرارة ولتتكون هذه الطاقة فعندما تتدخل المركبات الغذائية الموجودة في الغذاء جسم الإنسان تتحول الي مركبات مهضومة تجري مع الدم وفيه يتم اتحاد ما بها من كربون بالأوكسجين عن طريق المجاري التنفسية، وبذلك يتم الاحتراق الشبيه تماماً باحتراق الفحم، وينشأ عن عملية الاحتراق في الجسم البشري حرارة تعد من الوجهة الفسيولوجية مصدر النشاط والقوي الحيوية في الإنسان وفي الحقيقة هي صورة للقوة الكامنة في الكربون انطلقت مظهر محسوس نافع وتختلف الحرارة المنبعثة من المركبات الغذائية المهضومة باختلاف صنف الفاكهة ولهذا يحسن عند تحديد القيمة الغذائية للفاكهة تحديد قيمتها الحرارية والوقودية ولتحديد قيمة الغذاء كوقود علينا ان نتحقق من احتراقه كاملاً داخل الجسم، ليمكن مقارنته بعملية احتراق كاملة لقطعة من السكر مثلاً، ويمكن قياس الحرارة كمثل المتر في قياس الأطوال، وكمثل الرطل في تعيين الأوزان والسعر هو كمية الحرارة اللازمة لرفع درجة حرارة سنتيمتر مكعب من الماء بمقدار درجة حرارة مئوية واحدة، ويمكننا أن نعتبر بوجه عام أن الأوقية من النشا تمد الجسم بمقدار 113 سعراً، في حين أن الأوقية من الدهن تمده بمقدار 255 سعراً، اي الحرارة التي يمدنا الدهن بها تعادل مرتين وربع مرة قدر الحرارة الناشئة عن المواد النشوية.
وإلي هنا اكتفي في العدد القادم إن شاء الله.