نص كلمة الرئيس السيسي في افتتاح معرض القاهرة الدولي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
متابعات- الرئاسة
“بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة،
يسعدني أن أرحب بكم في هذا الملتقي السنوي الذي يضم حشداً مميزاً من رواد قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المنطقة والعالم. هذا القطاع الذي أصبح يمثل عنصرا أساسياً في دعم الخطط التنموية للدولة، ومحركاً دافعاً في جهود بناء اقتصاد تنافسي ومتنوع يعتمد على الابتكار والمعرفة.
الأخوة والأخوات،
أولت مصر اهتماماً كبيراً بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث حرصت في رؤيتها في هذا المجال على تطوير وتحديث البنية التحتية للاتصالات، وإقامة المدن الذكية، وتمكين مختلف فئات المجتمع من استخدام الخدمات الرقمية، فضلاً عن نشر الوعي المجتمعي بأهمية التحول الرقمي، وهو ما يساهم في تحقيق نقلة نوعية في المجتمع المصري عبر توطين التكنولوجيا في محافظات مصر المختلفة، وتوفير بيئة تشجع على بناء قدرات الشباب، والنهوض بصناعة وتصميم الإلكترونيات.
إن ما نشهده اليوم من جهد متميز وفكر إبداعي، ومشروعات يجري تنفيذها من خلال التعاون والتنسيق بين مختلف الوزارات والهيئات المعنية، يعزز من الثقة في أننا ماضون على الطريق الصحيح نحو التحول إلى مجتمع رقمي، يحظى فيه أبناؤه بفرص متساوية للمشاركة في عملية التنمية، وتتكامل فيه مؤسسات الدولة لإتاحة خدمات رقمية مبتكرة، تعمل على تحسين الكفاءة التشغيلية وزيادة الإنتاجية، والمساهمة في تحقيق التنمية المجتمعية المستدامة وتحسين مستوى معيشة المواطنين.
وإنه لمن دواعي الفخر أن نجد المبادرات التي أطلقناها تترجم إلى واقع ملموس، وعلى رأسها المعامل الإلكترونية المتكاملة بالمناطق التكنولوجية، والتي تأتى تأكيداً للجهود التي تبذلها الدولة لتوطين التكنولوجيا في محافظات مصر المختلفة، وإقامة صناعة وطنية للإلكترونيات وفقا لمبادرة تصميم وتصنيع الالكترونيات التي تهدف لجعل هذه الصناعة أحدي دعائم نمو الاقتصاد وزيادة الدخل القومي.
كذلك تأتي الأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات للأشخاص ذوي الإعاقة، والتي ستفتتح وفقاً لأحدث معايير الجودة والتدريب، تكليلا لجهود الدولة في دمج وتمكين أبنائنا الأعزاء من ذوي الاحتياجات الخاصة، باستخدام الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بهدف دعمهم وإتاحة المزيد من الفرص لهم للمشاركة والقيام بدور فاعل في المجتمع.
هذا بالإضافة إلى معمل الأمم المتحدة الأفريقي لرعاية الإبداع التكنولوجي؛ والذي تم تجهيزه بأحدث الوسائل العلمية والتكنولوجية الحديثة، بما يساهم في تنمية مهارات وتعزيز قدرات الباحثين والعاملين بالمجالات التكنولوجية من مختلف أنحاء القارة الأفريقية، ولتطوير حلول تكنولوجية إبداعية تساعد في مواجهة التحديات العالمية وتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
السيدات والسادة،
لقد سجلت الحضارات المتتالية بحروف من نور، الإرث الحضاري الذي ساهم به المصري القديم في تاريخ الإنسانية، ونحن كمصريين واثقون في قدرتنا على استكمال مسيرة البناء الحضاري، في ظل ما نمتلكه من شباب قادر على المشاركة الفعالة في بناء المستقبل. ومن هذا المنطلق جاءت استراتيجية الدولة لبناء منظومة متكاملة تسعى إلى تسخير جميع الإمكانيات وتوفير فرص أفضل في التعليم والتنمية لبناء الإنسان المصري، الركيزة الرئيسية لتقدم الوطن.
وفي هذا الإطار، قدمت الدولة عدداً من البرامج والمبادرات التي تسعى إلى الاستثمار في الطاقات الخلاقة لشبابنا الواعد، وتنمية مهاراتهم في جميع المجالات، حيث شهدنا على مدار العامين الماضيين تزايداً في أعداد الملتحقين بمبادرة “رواد تكنولوجيا المستقبل” التي تم إطلاقها لإعداد جيل قادر على توظيف أحدث الوسائل التكنولوجية في مختلف القطاعات، بما يتواكب مع احتياجات المجتمع المصري. كما قدمت الدولة المصرية الدعم للعديد من المشروعات والبرامج التي تهدف إلى تعزيز ثقافة الإبداع وريادة الأعمال لدى الشباب في مختلف أنحاء الجمهورية.
واستكمالا لتلك الجهود التي تهدف لإنشاء جيل جديد قادر على قيادة برامج التحول الرقمي وإدارة أنظمة العمل في البيئة الرقمية؛ وتشجيع وتحفيز الإبداع التكنولوجي، ليس فقط في مصر، بل وفي القارة الأفريقية التي نحرص على التعاون مع دولها الشقيقة ودعم جهود التنمية فيها، أعلن اليوم عن إطلاق “مبادرة أفريقيا لإبداع الألعاب والتطبيقات الرقمية” لتتولى وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تنفيذها بالتعاون مع جهات الدولة المعنية، بهدف تنمية قدرات وتأهيل ١٠ آلاف شاب مصري وأفريقي على تطوير الألعاب والتطبيقات الرقمية باستخدام أحدث التقنيات، وتحفيز تأسيس ١٠٠ شركة ناشئة مصرية وأفريقية في هذا المجال.
الحضور الكريم،
أتمنى لمؤتمركم كل النجاح في استثمار الإمكانيات الهائلة والفرص المتميزة التي يتيحها قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بما يساعد في التوصل إلى حلول مبتكرة لدفع عجلة التنمية المستدامة؛ وأوكد لكم دعم الحكومة الكامل لهذا القطاع لمواكبة التطورات العالمية المتسارعة في هذا المجال، وللقيام بدوره في إقامة مجتمعات جاذبة للاستثمارات وداعمة للإبداع التكنولوجي، وبناء مستقبل مزدهر يليق بمكانة وطننا وشعبنا العظيم.
وفقكم الله لما فيه الخير والسداد،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.”.