ماذا قال الرئيس اللبناني السابق ﻓﻲ ﺫﻛﺮﻯ ﻣﻴﻼﺩ الزعيم “ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ” ؟!
تقرير: محمد صوابى
ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻟﻤﺌﻮﻳﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻤﻴﻼﺩ ﺿﻤﻴﺮ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺟﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ، ﻻ ﻳﺴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﻟﺒﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﺻﻤﻴﻤﻬﺎ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺒﺮ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺤﺴّﺮ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﺎﻝ ﻗﺎﺩﺓ ﺃﺩﺧﻠﻮﺍ ﻋﻨﺎﻭﻳﻨﺎً ﻗﻮﻣﻴﺔ ﻛﺒﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ، ﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﺍﻟﻌﻨﻔﻮﺍﻥ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻭﺭﻓﺾ ﺍﻹﺫﻋﺎﻥ ﻭﻧﺒﺬ ﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ ﻭﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﻭﺿﺮﺏ ﺍﻻﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ، ﻭﺗﺤﻔﻴﺰ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺒﻨﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﻣﻨﺎﺯﻉ ﻗﻀﻴﺔ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ .
ﺇﻥ ﺟﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﻛﺎﻥ ﻭﺳﻴﻈﻞ ﺭﻣﺰﺍً ﻧﺎﺩﺭﺍً ﻣﻦ ﺭﻣﻮﺯ ﻧﻬﻀﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺍﺳﺘﻨﻬﺎﺿﻬﺎ ﻣﻦ ﺛﺒﺎﺕ ﻋﻤﻴﻖ ﺑﻌﺪ ﺗﺮﺍﻛﻢ ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﺍﻹﺣﺘﻼﻝ، ﻭﺍﻹﺧﻀﺎﻉ ﻭﺍﻹﻣﻼﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺃﺳﻮﺍﺭﻫﺎ .
ﺗﺤﺪّﻯ ﻋﺒﺪﺍﻟﻨﺎﺻﺮ ﺩﻭﻻً ﻋﻈﻤﻰ ﺣﻔﺎﻇﺎً ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﺳﺘﻘﻼﻟﻬﺎ، ﺇﻧﻤﺎ ﺃﻳﻀﺎً ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻠﺒﻨﺎﻥ ﻧﺼﻴﺐ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ ﻭﻓﻜﺮﻩ، ﻷﻧﻪ ﻋﺮﻑ ﺍﻥ ﻧﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﻓﻴﻪ ﺃﻭﻻً، ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻭﺳﻮﺭﻳﺔ، ﻫﻲ ﻧﻤﺎﺫﺝ ﺗﻠﻴﻖ ﺑﺎﻷﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻴﺾ ﺩﻭﻟﺔ ﻭﻋﺪ ﺑﻠﻔﻮﺭ، ﻭﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻋﻬﺪﻩ ﻭﺯﻣﺎﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺒﺎﺋﺪﺓ، ﻭﻛﻞ ﺭﺑﻴﻊ ﺁﺧﺮ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺃﻭ ﻗﺪﻳﻤﻪ ﻫﻮ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﻘﻨّﻊ، ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻻﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻭﺣﺮﺭ ﺃﺭﺿﻪ ﻣﻦ ﺭﺟﺴﻪ ﺳﻨﺔ 2000 ، ﺑﻘﺪﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻭﻗﻮﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﺩﻻﺕ ﻓﻲ ﻭﺳﻄﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ .
ﻧﺴﺘﺬﻛﺮﻙ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺎ ﺭﺍﺋﺪ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﻧﺘﺤﺴّﺮ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺎﺑﻚ ﺑﺎﻛﺮﺍً ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻷﻣﺜﺎﻟﻚ، ﺣﺘﻰ ﺇﻥ ﻋﺪﻧﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﻮﺍﻟﻚ ﻭﺍﻟﺨﻄﺐ ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺧﻼﺕ، ﻗﻄﻌﻨﺎ ﺍﻟﺸﻚ ﺑﺎﻟﻴﻘﻴﻦ ﺃﻧﻚ ﻛﻨﺖ ﻣﺸﺨﺼﺎً ﺍﻟﺪﺍﺀ ﻓﻲ ﺟﺴﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺔ، ﻭﺃﻧﻚ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﻊ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻋﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺴﺪ .
ﺇﻥ ﺣﺎﺿﺮﻧﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺮﻏﺐ ﺣﻘﺎً ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺪﻯ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻓﻲ ﺯﻣﻨﻚ ﻛﻤﺎ ﻛﻨﺎ ﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﻨﻴﻨﺎً، ﺇﻻ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻄﻤﺌﻨﻚ ﻓﻲ ﻋﻠﻴﺎﺋﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﻠﺔ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﻣﻀﻴﺌﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻗﻠﻪ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺳﻮﺭﻳﺔ، ﺇﺫ ﺍﻧﺘﺼﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻛﻤﺎ ﻓﺮﺿﺖ ﻋﻠﻴﻚ ﻳﻮﻣﺎً ﺣﺮﺏ ﺍﻟﺴﻮﻳﺲ، ﻭﻗﺪ ﺍﻟﺘﻒ ﺷﻌﺒﻚ ﺣﻮﻟﻚ ﻟﻴﻘﻮﻝ ﻟﻚ ﺃﻧﻪ ﻣﻌﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻀﺮﺍﺀ ﻷﻧﻚ ﺭﻣﺰ ﻛﺮﺍﻣﺘﻪ ﻭﻋﻨﻔﻮﺍﻧﻪ، ﻟﻢ ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭﻟﻢ ﺗﺴﻊ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﺪ ﺑﺎﻃﻞ ﻭﺳﻠﻄﺔ ﺯﺍﺋﻔﺔ، ﺑﻞ ﻛﻨﺖ ﺩﻭﻣﺎً ﻣﺘﻠﻬﻔﺎً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺮﻓّﻊ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮّﺩ ﻭﻭﺣﺪﺓ ﺍﻷﻣﺔ ﻭﺭﻳﺎﺩﺗﻬﺎ .
ﻛﻼﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎﻥ، ﻋﺮﺑﻮﻥ ﻭﻓﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺍﻷﻣﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺑﺪ .