حفتر.. كاشف العورات



بقلم: محمد أبوالمجد

خليفة بلقاسم حفتر هو قائد عسكري ليبي، كان رفيق الحاكم السابق العقيد معمر القذافي في ثورة الفاتح من سبتمبر عام 1969، وكان قائدًا في الحرب على تشاد، وواجه الأسر هناك، ثمّ أعلن، من سجنه، انشقاقه عن نظام القذافي في أواخر ثمانينيات القرن العشرين، فخرج من سجنه ليُقيم في الولايات المتحدة حتى عودته إلى ليبيا بعد انطلاق ثورة 17 فبراير.

الأيام الماضية حملت للنهر في ليبيا والمنطقة مياهًا كثيرة؛ فقد طفح الكيل بالمشير حفتر، وقرر خوض معركة مصيرية ضد قوى الشر والظلام في البلد الذي يعاني من تدخل العديد من القوى الخارجية، وعلى رأسها دويلة قطر وتركيا.


وما أن أعلن الرجل نفير الحرب، وحقق نجاحًا ملحوظًا، زاستولى على مواقع وأحياء هامة بالعاصمة مثل المطار وأحياء العزيزية والسواني وقصر بن غشير، حتى سارعت الدولتان، راعيتا الإرهاب، إلى الاستعانة بعدد من الدول الأوروبية لتطلب اجتماعًا عاجلًا لمجلس الأمن بحجة بحث الأوضاع في ليبيا، والحقيقة أنهم كانوا يحشدون الجهود لغل يد حفتر عن المضي قدمًا في تحرير كامل التراب الوطني في بلده.


الرئيس السيسي، الذي يؤمن الكافة بموقفه الداعم للجيش الوطني الليبي، استقبل حفتر، مؤخرًا، في القاهرة، فيما كان الجيش على أبواب العاصمة الليبية “طرابلس”، التي تنتمي لحكومة الوفاق، والمجموعات المسلحة المدعومة من الإرهابيين تبذل قصارى جهدها لوقف تقدمه.

 

الزيارة وصفها مراقبون بأنها “زيارة للتقييم وإعادة التفكير”؛ فقد ارتبطت، بشكل وثيق، بالعمليات العسكرية في طرابلس بعد نحو 10 أيام من انطلاقها للتقييم وإعادة النظر والتفكير في حسابات هذه المعركة.. من ناحية ما حققته هذه العملية على الأرض، ومن ناحية ثانية تداعيات العملية على مسار التسوية السياسية للأزمة والذي يبدو أنه تعطل، ومصر لا تريد ذلك، فهي تدعم التسوية السياسية.
مصر تتبع معادلة تقوم على متغيرين، المتغير الأول هو دعم عمليات مكافحة الإرهاب ومواجهة الميليشيات في ليبيا، والمتغير الثاني هو مسار العملية السياسية ودعم جهود الأمم المتحدة.

ويجب كذلك الأخذ في الاعتبار أن مصر حين تناقش عملية طرابلس لا يعني ذلك أنها داعمة لها أو رافضة لها، وإنما الدور المصري يقوم على التواصل مع جميع الأطراف كراعٍ لحل للأزمة.

وخلال الفترة الماضية بذلت مصر جهودًا حثيثة لإنهاء حظر تسليح الجيش الليبي كما تسعى لاستئناف جهود توحيد المؤسسات العسكرية في ليبيا.

 

لا ريب أن “معركة الكرامة” التي خاضها خليفة حفتر كشفت بجلاء عن الوجه الحقيقي لفايز السراج ودعمه لمليشيات إرهابية مطلوبة دوليا وقيامه بتوزيع أموال النفط الليبي على تلك المليشيات، حيث تشير الأرقام إلى أن “مصراتة” وحدها التي تؤوي جماعات مسلحة تابعة لـ “فجر ليبيا” تلقت ما يقرب من 3 مليارات دينار ليبي من “حكومة الوفاق الوطني” مقابل دخولها الحرب ضد الجيش الوطني.

حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، نجح في فضح عورات رعاة الإرهاب في الداخل، والخارج.. ومصر، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لن تتوقف عن السعي لتطهير البلد الشقيق من المتطرفين، وأذناب الإخوان، والجماعات المتشددة، رغم المؤامرات القطرية والتركية، ومن خلفهما دول أوروبية، تتحكم في المنظمات الدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى