رضا يعقوب لـ”المسار”: الكيان الإسرائيلي أحد أسباب الإرهاب في العالم



 

حوار : محمد حسين أمين

فى ظل الهجمات الإرهابية التى هزت سريلانكا ، نيوزيلاندا وبوركينا فاسو خلال الأيام الماضية، والتى إستهدفت كنائس وفنادق بالتزامن مع عيد الفصح، وأدت إلى مقتل وإصابة المئات، لتترك بذلك بصمات إرهابية دامية تعقر جو الإستقرار والأمن والأمان بسريلانكا .

كان لـ ” المسار” حوارا مع اللواء رضا يعقوب الخبير الأمنى والمحلل السياسى ورئيس مكافح الإرهاب الدولى بوزارة الداخلية .

ماذا تقول عن الإرهاب فى سريلانكا ونيوزيلاند وبوركينا فاسو؟

– تم نقل العلميات الإرهابية إلى مناطق إعتقد البعض أنها أمنة بمنأى عن أن تنال يد الإرهاب هذه الدول الثلاثة ” نيوزيلاندا، سيريلانكا، بوركينا فاسو”، ولكن هذه الظواهر الإرهابية أثبتت أن العالم قرية صغيرة وأن الإرهاب دولى عابر للحدود بل للقارات، وما حدث بنيوزيلاندا مع المسلمين أثناء تأدية صلاة الجمعة لابد أن ينهى الإسلام فوبيا، وأن الإرهاب الدولى لا يرتبط بالإسلام، إنما يرتبط بعناصر إرهابية متطرفة رديكالية تعادى قواعد دينية شرعية أرسلها الله سبحانه لحفظ حياة البشر وأن العنصرية والتطرف ضد الرسالات السماوية .

هل هناك حل للقضاء على الإرهاب فى تلك الدول ؟

– نعم هناك حلول أهمهاأن يكون هناك ترابط دولى وتبادل معلوات وإتفاقات أمنية بين جميع دول العالم ويحتاج ذلك إلى تحليلات علمية للواقع ودراسات موسعة ومتخصصة وتكاتف الأجهزة الامنية والإستخبراتية بجميع دول العالم مع بعضها البعض للقضاء على الإرهاب الغاشم،وللقضاء على الإرهاب فى هذه الدول لأبد من الإرتباط مع العالم الخارجى سواء بإنشاء قواعد عسكرية أو جهات خارجية تتولى الأمن الداخلى الهش التى تعيشه هذه الدول .

من أين أتى الإرهاب على هذه الدول ؟

– هذا الإرهاب قادم من أستراليا، يعنى إرهاب عابر للحدود، ويثبت قصور للمعلومات القادمة من أستراليا الى أى دولة يتحرك إليها أى متطرف متجه الى دولة أخرى إذن تبادل المعلومات بين جميع دول العالم ينبغى ، ورغم كل ذلك لم نجد تحرك عالمى يشير إلى جنسية الإرهابى أو ملته، وسبب قيامه بالعمل الإرهابى ضد مسلمين أمنين بمساجدهم، يعنى إزدواج المعايير الدولية تجاه تحليل العمليات الإرهابية الطائفية خاصة ضد المسلمين، وقد سبق للعالم أن تناول قتل المسلمين على يد البوذيون بمينمار بدون تعاطف تجاه الضحايا.

ما هو الهدف من الإرهاب فى تلك الدول ؟

– ما تم فى سيريلانكا،من عمل إرهابى ضد الكنائس والفنادق السياحية هدفه التأثير على دولة نشاطها الإقتصادى الأساسى هوالسياحة فقط ، وأن هذا العمل الإرهابى ليس رد من المسلمين ضد المسيحيين حيث أن سيريلانكا تتبع الغرب ولم تمتد يد الإرهاب الى الغرب، بل تناولت بلد كانت تعانى من صراعات داخلية، وحروب أهلية داخلية، ولديها مشكلات بين أطراف خارجية الهند والصين .

هل كان هناك معلومات عن تلك العمليات الإرهابية التى حدثت ؟

– نعم هناك جهات أجنبية قد أبلغت الأمن الداخلى بمعلومات ،وحذرتها بالقيام بعمليات إرهابية داخل أراضيها ولم تتخذ الحيطة الحذر ولم تنفذ عمليات إستباقية ضد العناصر الإرهابية، ولم تراقب الحدود والمنافذ الخاصة بها بذلك تدفع قيمة الأمن الداخلى والإقتصادى الى بعض الدول الخارجية،ويدفها ذلك الى الإرتباط بأحلاف وقواعد عسكرية تجبرها دفع قيمة أمنية، وفى عالم الإستخبارات الكلمة لها كنز تتخذ قبله إجراءات لحفظ الأمن، أما الهشاشة فى الإجراءات الأمنية يقابله كوارث، لأبد من التدريب على إدارة الأزمات الأمنية، ووضع خطط لها.

ما هو الحل للقضاء على الإرهاب فى العالم ؟

– لابد من توقف التجارة السوداء وبيع السلاح للعناصر الإرهابية، مثال ذلك الوضع فى ليبيا يتم تمويل وتريب وتقديم السلاح للعناصر الإرهابية، ويمنع التسليح عن الجيش الليبى، وهذا تناقض وأضح ضد الأمن ،لأن العناصرالإرهابية الدولية تخخط لها وتدربها وتمدها بالسلاح دول خارجية أجنبية، لذلك لابد من توقف تمويل وتدريب ووتدمير قواعد تدريب المنظمات الإرهابية.

هل هناك فكر إرهابى معين يقود تلك العمليات الإرهابية فى العالم ؟

– نعم هناك شبكة إرهابية عالمية تستعين بخلايا نائمة فى القيام بتلك الأعمال الإرهابية ، وتستغل الفكر الإرهابى الراديكالى المتطرف الذى يمثل خطر على العالم أجمع ، والدليل على ذلك كيف يتم نقل السلاح بيد الإرهاب من دولة الى أخرى ومن ساهم فى التمويل وإعداد الإرهابى ماديا ونفسيا وزرع داخل قلبه الضال مبادئ الحقد والكراهية والإنتقام الكاذب للفتك بالأمنين لابد أن يتناول البحث والتحقيق عن الإرهاب فى هذه الوقائع، ولا تتناول التحقيقات مجرد توجيه الإتهامات فقط وعقابه بمفرده عليها، لابد أن ينال العقاب من خطط ومن مول ومن درب وساهم فى فكر هذا المتطرف .

ما هى أسباب ومقومات الإرهاب العالمى ؟

– من أسباب الإرهاب العالمى اليأس من الحياة، والفقر،والبطالة ،التهميش المجتمعى، الديكتاتورية، الهجرة القسرية، والنزاعات العسكرية والسياسية طويلة الأمد خاصة الكيان الغاصب الإسرائيلى وتوسعاته الإستعمارية وما تجده من عون دولى خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية من تحول العاصمة للكيان إلى القدس الشريف، وضم الجولان السورية، ويجب البعد عن تأسيس القواعد الدينية لصالح الوضع السياسى .

ما رأيك فى التحذيرات الأمريكية بشأن الإرهاب فى بوركينا فاسو؟

– قد أفاد تقرير أمنى أمريكى بإزدياد العمل الإرهابى ببوركينا فاسو نتيجة نقص الخدمات الحكومية الأساسية، الفقر، الجهود غير الفعالة للحكومة، خلل أمنى، الحركات الإرهابية تنمو خلال التصدعات الأمنية، تقارب بين التنظيمات الإرهابية الجهادية،وإستخدام الورقة الإثنية، كل هذا أدى إلى نجاح العمل الإرهابى،وعندما نبحث وننقب عن كيفية هروب أفراد وعناصر والسلاح الداعشى إلى مناطق أخرى، خاصة بعد ظهور أبوبكر البغدادى فى حواره الأخير لجمع شتات مقاتليه وحثهم على مزاولة نشاطهم الإرهابى ، كل هذا أثبتت هذه على عدم صدق ترامب مع نفسه بأنه قضى على العناصر الإرهابية الداعشية فى العالم ،لذلك لابد للأم المتحدة وضع تعريف مانع جامع لمعنى الإرهاب الدولى، تلتزم به جميع الدول، وتسعى لحل هذا اللوغاريتمات الدولية .

زر الذهاب إلى الأعلى