دائما ما نبحث عن السعادة



بقلم نيفين إبراهيم

هل فكرت فى يوم من الأيام ما هو معنى السعادة ؟؟ أو كيف تحقق السعادة ؟؟ وهل وصولك لأهدافك يضمن لك إنك ستظل سعيداً دائماً ؟؟ هل فكرت يوماً متى تكون سعيد؟؟ هل السعادة عندك مرتبطة بشيئ معين أو شخص معين؟؟ سؤال أخير… متى هى آخر مرة شعرت إنك سعيد؟؟ تعالوا نتأمل الطفل الصغير ومدى السعادة التى هو فيها.. حتى ولو حزن وبكى ثم اضحكته تجده يضحك من قلبه وينسى ما كان سبب حزنه و بكاءه!!! !!! تخيل إنه يوجد أشخاص إذا ما ضحكوا وقت الغضب يكتموا الضحكة لإنه حاليا غضبان… فهو يكبت الشعور الإيجابى فى مقابل إظهار لشعور السلبى ومع الوقت يتعود إنه لا يظهر السعادة!!! ولا يشعر بها… هل فكرت يوماً إن فنجاناً من القهوة مع موسيقى هادئة يسبب لك سعادة!! هل استمتعت يوماً بفنجان القهوة؟؟ هل فكرت يوماً إن جلوسك مع أبنائك و تحاورك معهم والضحك والمزاح واللعب معهم هو مصدر للسعادة!!! هل فكرت يوماً أن خروجة بسيطة مع احد أصدقائك و الثرثرة و الضحك أو حتى الفضفضة هى مصدر آخر للسعادة!!! من الغريب إن يربط الناس بين إن يكونوا سعداء و بين إن يحققوا اهدافهم فقط…!!! لأنه لو تأملنا من حققوا الأهداف كم لبثت معهم لحظات السعادة؟؟ وهل بعد تحقيق أول هدف شعر بعدها بالسعادة الأبدية وكف عن البحث عن هدف جديد؟؟؟ أبدا والله بمجرد تحقيق الهدف تتحقق سعادة وقتية وبعد ذلك يبدأ يبحث عن شيئ جديد يسعده وهكذا ولن يكف الإنسان أبدا عن البحث عن السعادة مهما حقق من أهداف ونجاحات.. ولو تأملنا الشخص البسيط الفقير هل هو حزين دائما لإنه لم يحقق أهدافه؟؟ بالعكس قد تجده راضياً وسعيداً ومتفائلاً أكثر من غيره!! ما هو السبب لذلك؟؟ السبب إنه لم يربط تحقيق الهدف بالسعادة و انما السعادة فى الرحلة نفسها فى المواقف التى تقابلها فى حياتك فى نظرتك للأمور فى التوقعات التى تضعها وإذا لم تجدها شعرت بالخذلان و الحزن… أنت تتوقع المثالية فى كل شيئ فإذا حدث الجيد لا تفرح مع إنه جيد!!!! المشكلة فى سقف توقعاتنا المرتفع الذى يضئل معه كل نجاح و كل إنجاز… إفرح وأسعد بكل إنجاز مهما كان بسيط… لا تتوقع ولكن أتركها تأتى كما قدرها الله وافرح بعطاء ربك واحمده على ذلك حتى يكثر العطاء… افرح بالهدية الصغيرة كما تفرح بالهدية الكبيرة فكلاهما تعبير عن الحب والتقدير… افرح وأسعد عندما ترى ضحكة طفل رضيع… افرح عندما تلعب مع اطفالك… افرح عندما تنهى يوم عمل شاق وكافئ نفسك على انجازك… انظر للمشكلات إنها تحديات عادية قابلة للحل والتخطى لأنك أهل لذلك ولأنه لا يكلف الله نفسا إلا وسعها… إذا فأنت وسعها. وقادر عليها…. لا تؤجل السعادة فاللحظات التى تمر لن تعود مرة أخرى… لا تعطى الحزن أكثر من حجمه فكما تتخطى لحظات السعادة بسرعة لا تعش الحزن طويلا وإنما تخطاه أيضا سريعا.. إبحث عن المنحة بداخل كل محنة ففى كل محنة لطف الله ولكنه خفى… فأبحث عنه حتى تهدأ وتفكر بعقلانية… لأن السعادة هي شعور نسبي يختلف باختلاف قدرات الفرد وإمكاناته ودوافعه من فرد لآخر حيث قد يرى البعض السعادة بالمال والبعض الآخر قد يرى السعادة بالإنجاز والنجاح، كما من الممكن أن الفرد ذاته قد تختلف نظرته للحياة وللمؤثرات التي حوله باختلاف أطواره الزمنية والسعادة قرار وطريقة تفكير إيجابية.. فقرر إن تفكر بإيجابية وقرر إن تكون سعيدا وأعلم إن كل يوم مر عليك كان فيه كثير من لحظات السعادة ولكنك لم تنتبه إليها لأنك دائما تتوقع الأكثر.. وأخيرا عود نفسك إن تسعد بأبسط الامور حتى تجد السعادة الحقيقية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى