المرأة الحديدية التي تحدت الرجال:«بيتريقوا عليا وقاعدين علي القهاوي»



تقرير: محمد جودة

 

اعتاد سكان الأحياء الشعبية في المناطق البسيطة، أن من أصحاب مهنة الحدادة التي يطلقون عليها مهنة الحديد والنار والتي في الغالب يعمل بها الرجال، ولكن كان الأمر مختلفًا في إحدى ورش الحدادة في محافظة الإسكندرية، فكان الأمر على عكس المعتاد، كأي ورشة أخرى، بمجرد أن تدخل الورشة، تفاجأ بأن الحداد ليس رجلًا، ولكنها سيدة، قررت أن تكون أول اسكندرنية تمتهن مهنة «الحدادة».

 

استمرت «مها صبري» ما يقرب من ١٥ عامًا تعمل في مهنة الحدادة في محافظة الإسكندرية، وبدأت عملها كمساعدًا لزوجها، لتصبح بذلك “أوسطى” الورشة للتغلب على الظروف المعيشية الصعبة.

 

تقول «مها» لـ«المسار»، “بشتغل من حوالي 15 سنة في الحدادة عشان أساعد زوجي لأن ظروفنا المادية كانت صعبة، بدأت شغلي مع زوجي من وأنا عندي 17 سنة كل يوم بنفتح الورشة ونجهز العدة ونبدأ شغل وساعات بروح مع زوجي، اشتغل شغل خارجي لو كان شغل بسيط يعني وساعات بيروح معاه ابني الكبير”.

 

وعن الصعوبات التي تواجها تقول، “الشغلانة دي صعبة وخطر في نفس الوقت خاصة لما بنشتغل على الصاروخ واللحام بس ربنا يسترها ولو لقدر الله انفجرت أسطوانة الغاز ممكن نصاب بعاهة مستديمة.

 

وأضافت “مها”، “أنا بشتغل وبلاقي تشجيع من بعض الناس وناس تانية بتستغرب إزاي سيدة تعمل حدادة، بس أنا مش بركز مع حد وزوجي ديما بيشجعني، وأحيانًا بيتريقوا عليا وبيتكلموا عن بطريقة مش كويسة”.

 

وعن حلمها تقول “مها” “بحلم إن ربنا يكرمني وأوسع شغلي ويكون عندي ورشة كبيرة وأولادي يكملوا دراستهم ويكونوا حاجة كويسة في المجتمع”.

 

تشير “مها”، الحاصلة على دبلوم فني تجاري العام الماضي، لتتمكن من مساعدة زوجها في الورشة، إلى أنها لديها طموح في الحصول على شهادة أكبر، حيث قدمت العام الحالي للدراسة في المعهد العالي للسياحة والفنادق، وتم قبولها.

 

وأوضحت “مها”، إلى أن عملها في مهنة الحدادة، لم يؤثر سلبًا على واجبها تجاه أبنائها وزوجها في المنزل، قائلة “أنا بعمل الأكل وبنظف البيت، قبل ما أنزل كل يوم الورشة، وكمان فيه تعاون من جوزي والأولاد، وكل يوم بنتجمع هنا في الورشة”، ولفتت إلى أنها قريبة من المنزل، لتناول طعام الغذاء.

 

وقالت إن من علمها مهنة الحدادة، واستخدام جميع الأدوات هو زوجها أبو مصطفى وبرغم من إني الأجهزه صعبة أخذت وقت حتى تعلمت والحمد لله بقص وبجمع وبلحم وأعمل أبواب وشبابيك واعرف مقاسات الحديد اساميهم وأصنافهم وكمان انا المسؤله عن الحسابات داخل الورشة وبشتغل على جميع الأجهزة مثل ماكينة اللحام والصاروخ وفرن النار والخرامة.

 

وأضافت مها صبري، قائلة: « واجهتني صعوبة فى بداية العمل مع الناس في الشارع، والصنايعية كانوا بيستغربوا وكانوا بيقولوا ليه، ده شغل رجاله مش شغل ستات، اشتغل أي حاجة سهلة، ولكن أبو مصطفى كان بيشجعنى وهو الي علمني وكمان أبنائنا بتساعدنا فى الورشة، وأنا لم أكن أهتم لكلامهم وبساعد زوجي وانا مقتنعة بذلك وهو راضي والحمدلله احنا اسرة سعيدة ومستمرين إلى تصبح هذه الورشة مصنع كبير».

زر الذهاب إلى الأعلى