وزارة السياحة و سياسة “عم أوبح ” فى تضارب أرقام الحركة السياحية الوافدة ؟!!
الوزير “راشد” يؤكد لليوم السابع أن مصر إستقبلت 5.3 مليون سائح عام 2016 .. و فى حواره للأهرام أصبحوا 9 ملايين سائح ..أيهما نصدق ؟!!
بقلم:سعيدجمال الدين
علمونا فى كليات التجارة وتكنولوجيا المعلومات أن لغة الأرقام هى أقرب الطرق للحقيقة والمصداقية .. وكما كان يقولها الراحل المفكر العظيم الدكتور “ممدوح البلتاجى” وزير السياحة الأسبق ( رحمه الله ) فى الكثير من لقاءاته المتعددة مع وسائل الأعلام والصحافة المحلية والدولية أن ” الأرقام لا تكذب ..ولا تتجمل ” .. وهو ما نعهده دائماً حينما يخرج علينا المسئولين بإحصائية تضم العديد من الأرقام سواء كانت إيجابية أوسلبية فهى تكشف الواقع الحقيقى .. ولكن هذه القوانين والتقاليد والأعراف الرياضية والحسابية وحتى الحياتية تحطمت بفضل الله تعالى وبفضل القائمين على وزارة السياحة المصرية .. وأصبحت لغة تضارب الارقام هى لغة جديدة من نوعها فهى تشابه إلى حد ما لغة عم ” أوبح ” الذى يتلاعب بالأرقام وكلما سألته على رقم تجده يعطيك رقماً مختلفاً عما صرح به من قبل .
وبدون أى تدخل منا فإننا لا نتصيد أخطاء أو نمسك فى تلاتيب المسئولين بوزارة السياحة خاصة عندما يطرح سوال عن حجم الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال عام 2016 ،ولكن ندعم مانشير إليه موثق بالمستندات ويمكن للعامة الإطلاع عليها للتأكد من مصداقيتها .. فلقد خرج علينا السيد وزير السياحة يحيى راشد فى تصريح خاص أدلى به إلى الزميلة “اليوم السابع ” يوم الأحد الأول من يناير 2017 أكد فيه حرفياً (قال يحيى راشد، وزير السياحة، إن عدد السائحين الذين زاروا مصر خلال عام 2016، بلغ 5,3 مليون سائح، بنسبة انخفاض قدرها 40% مقارنة بالعام الماضى الذى زار فيه 9.3 مليون سائح البلاد، مرجعًا ذلك الانخفاض إلى الانحسار السياحى الذى شهده المقصد المصرى على مدار العام الجارى، عقب سقوط الطائرة الروسية فى صحراء العريش نهاية أكتوبر 2015 ).
الغريب فى موقف أرقام السياحة الوافدة الوافدة لمصر خلال عام 2016 إنها فى أقل من 40 يوماً إرتفعت بنحو ما يقرب من 4 مليون سائح جديد حيث أن السيد وزير السياحة يحيى راشد قد أكد فى حوار صحفى مع الزميلة “جريدة الأهرام” بتاريخ 8 فبراير الجارى حرفياً ( استقبلنا ٩ ملايين سائح فى ٢٠١٦ ) سبحان الله فى خلقه ..فالحمد لله إنتعشت السياحة وإرتفع معدلاتها لنحو 50% فى خلال 37 يوماً !!
والسؤال الذى يلح علىٌ ” هل قامت وزارة السياحة بوضع هذه الأرقام تحت المجهر لتضخيمها قبل التعديل الوزارى والتأكيد على الدور الهام الذى تقوم به الوزارة من أجل جذب المزيد من الحركة السياحية ، و” زغللة ” عين رئيس الدولة ، ورئيس الحكومة من أجل الإبقاء على الوزير الحالى أم إنه شرك خداعى تم زرعه للوزير يحيى راشد للوقوع فيه و” تدبيسه ” فى هذه الأرقام ؟!!
والمطلوب الآن الإحتكام إلى السيد اللواء أركان حرب أبو بكر الجندى ،رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، بصفة أن الجهاز هو الجهة الوحيدة التى لها حق الإعلان على كافة الارقام التى تصدرها الدولة بمختلف قطاعاتها ، فى ظل إعلان الدكتورة عادلة رجب ،المستشار الإقتصادى لوزير السياحة ،فى أحد المؤتمرات الإقتصادية خلال الأسبع الماضى بأن هناك حظر على الإعلان عن الأرقام الخاصة بالحركة السياحية ، وأن هناك جهات سيادية هى التى طلبت ذلك لمواجهة أية إحتمالات لأية عمليات إرهابية إنتقامية ضد مصر.
فهل تتخلى وزارة السياحة عن سياسية عم “اوبح ” وعدم التضليل فى الأرقام الصادرة عن الحركة السباحية الوافدة لمصر ، وإعلان الحقيقة حتى لو كانت تؤكد أن هناك إنخفاضاً كبيراً فى هذه الحركة ،خاصة وأن العالم ينقل هذه التصريحات التى تخرج عن الوزارة أو الوزير وكأنها أرقام صادقة ولا يجب التشكيك فيها.
إنى أريد الإصلاح ما أستطعت .. وما توفيقى إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .. وعلى الله العلى القدير العظيم قصد السبيل