السيسي يهنئ الشعب المصري بمناسبة عيدي الشرطة وثورة 25 يناير.. ويؤكد: يوم الخامس والعشرين من يناير سيظل شاهدا على بطولات الشرطة وتضحياتها من أجل الوطن



وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية رسالة خاصة إلى رجال الشرطة البواسل، بمناسبة عيد الشرطة، وقال الرئيس السيسي: سيظل يوم الخامس والعشرين من يناير خالدا في ذاكرة المصريين، يذكرنا ببطولات رجال الشرطة، الذين قدموا في موقعة الإسماعيلية عام ١٩٥٢ خير مثال على التضحية والفداء من أجل الوطن مهما كانت الصعوبات، وهي الروح التي استلهمها أبطال الشرطة على مدار السنوات الماضية، فقدموا أرواحهم لتخليص الوطن من آفة الإرهاب، وفتحوا بدمائهم الطريق أمام التنمية والعيش الكريم لأبناء الشعب، وهو ما طالب به المصريون في ثورة الخامس والعشرين من يناير.

وأضاف الرئيس السيسي عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: إننى إذ أهنئ كل المصريين بمناسبة عيدي الشرطة وثورة الخامس والعشرين من يناير، أدعو الجميع لاستنهاج الهمم من أجل مستقبل أفضل تستحقه مصر.

وكان رجال الشرطة قد سطروا ملحمة تاريخية سجلها التاريخ بأحرف من نور في التضحية والتفاني من أجل الوطن.. ففي صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952، حيث استدعى القائد البريطانى بمنطقة القناة “البريجادير أكسهام” ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة، وتنسحب إلى القاهرة، فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغت فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.

وجاءت هذه الحادثة لتكون أهم الأسباب في اندلاع العصيان لدى قوات الشرطة، التي كان يطلق عليها بلوكات النظام وقتها، وهو ما جعل إكسهام وقواته يحاصرون المدينة.

ولم يكن ذلك هو السبب الرئيسي لاندلاع المعركة، بل كانت هناك أسباب أخرى، فبعد إلغاء معاهدة 36 في 8 أكتوبر 1951 غضبت بريطانيا غضبا شديدا واعتبرت إلغاء المعاهدة بداية لإشعال الحرب على المصريين ومعه إحكام قبضة المستعمر الإنجليزي على المدن المصرية ومنها مدن القناة، والتي كانت مركزا رئيسيا لمعسكرات الإنجليز، وبدأت أولى حلقات النضال ضد المستعمر وبدأت المظاهرات العارمة للمطالبة بجلاء الإنجليز.

وفى 16 أكتوبر 1951 بدأت أولى شرارة التمرد ضد وجود المستعمر بحرق النافي، وهو مستودع تموين وأغذية بحرية للإنجليز كان مقره بميدان عرابي وسط مدينة الإسماعيلية، وتم إحراقه بعد مظاهرات من العمال والطلبة والقضاء عليه تماما، لترتفع قبضة الإنجليز على أبناء البلد وتزيد الخناق عليهم، فقرروا تنظيم جهودهم لمحاربة الانجليز فكانت أحداث 25 يناير 1952.

وبدأت المجزرة الوحشية الساعة السابعة صباحا وانطلقت مدافع الميدان من عيار ‏25‏ رطلا ومدافع الدبابات ‏(السنتوريون‏)‏ الضخمة من عيار‏ 100‏ ملليمتر تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقة أو رحمة، وبعد أن تهدمت الجدران وسالت الدماء أنهارا، أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة، لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعى الأيدى وبدون أسلحتهم، وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة‏.‏

وسيطرت الدهشة القائد البريطاني المتعجرف حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية، وهو النقيب مصطفى رفعت، فقد صرخ في وجهه بشجاعة وثبات‏: لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة. واستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة، فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المباني حتى حولتها إلى أنقاض، بينما تبعثرت في أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء‏ الطاهرة. ‏

وبرغم ذلك الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين في مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة من طراز ‏(لى إنفيلد‏)‏ ضد أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم، وسقط منهم فى المعركة ‏56‏ شهيدا و‏80‏ جريحا، ‏‏ بينما سقط من الضباط البريطانيين ‏13‏ قتيلا و‏12‏ جريحا، فيما أسر البريطانيون من بقى منهم على قيد الحياة من الضباط والجنود وعلى رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف ولم يفرج عنهم إلا في فبراير‏ 1952.

ولم يتمكن الجنرال إكسهام أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال‏: لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا.

وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم‏ وحتى تظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية في معركتهم ضد الاحتلال الإنجليزي ماثلة في الأذهان ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب وتعيها ذاكرة الطفل المصري وتحتفى بها.

زر الذهاب إلى الأعلى