لهذا السبب.. 50% من سكان العالم يعانون من الأرق.. وهاتان الدولتان أكثر الشعوب حرمانا من النوم



كشفت دراسات علمية أن نحو 50% من سكان العالم يعانون من الأرق.
يحتاج العديد من الناس إلى ساعتين أو ثلاث في السرير لحين النوم، وأحيانا يستمر الأرق حتى الصباح، وأعاني من هذه المشكلة منذ 5 أعوام ”
لا يقتصر الأرق على جنس أو منطقة دون الأخرى بل هو أقرب إلى ظاهرة يعاني منها كثيرون بلا وجود علاج ذو تأثير.
تتجاوز اضطرابات النوم ما نعرفه بالأرق، لتشمل أكثر من 80 نوعا بعضها أكثر شيوعا من الآخر مثل توقف النفس أثناء النوم ومتلازمة تململ الساقين (حافز لا يقاوم لتحريك الساقين) والسرنمة (السير أثناء النوم) أو حتى فرط النوم وغيرها.
وترجع أسباب العديد من اضطرابات النوم إلى عوامل داخلية (قد تكون مرضية) أو أخرى خارجية تتعلق بالبيئة المحيطة.
يعد الأرق أحد أبرز أسباب الحرمان من النوم الذي لا يحمل إلا العواقب الوخيمة على الصحة؛ فبينما تتفق البحوث على أن ما قد يصل إلى نصف سكان العالم يعانون من الأرق، تؤكد الدراسات جميعها على أن كوريا الجنوبية واليابان تتقدم قائمة أكثر الدول حرمانا من النوم .
وفي تقرير أعدته الصحفية في بي بي سي كلوي هيدجيماثيو، أرجعت أسباب تصدر كوريا الجنوبية واليابان إلى أسباب تاريخية تتعلق بسرعة تجاوز البلدين لمعدلات الفقر والانضمام إلى نادي الدول الصناعية المتقدمة، والذي استدعى بذل سكانهما جهودا حثيثة للنهوض، في وقت لا يتمتع فيه البلدان بالموارد الطبيعية التي توفر لهما سبل الرفاهية كبلدان أخرى .
لم يكن ثمن هذا الإنجاز بسيطا فقد أصبحت كوريا الجنوبية و اليابان ضمن الدول الأكثر حرمانا من النوم؛ لدرجة أن بعضهم يموتون من قلة النوم وهي الظاهرة المعروفة باسم كاروشي في اليابان
وعلى المستوى العربي، فما تزال اضطرابات النوم مشكلة تفتقر إلى التشخيص والاهتمام، وتشير بعض الإحصاءات غير الرسمية إلى أن دول الخليج ومصر هي الأكثر حرمانا من النوم.
فبحسب دراسة صادرة عن مدينة الملك فهد الطبية عام 2016، يعاني نحو 41% من السعوديين الذين يبلغ متوسط أعمارهم 34 سنة، من اضطرابات النوم .
ووفقا للدكتور حاتم إبراهيم اختصائي اضطرابات النوم في كلية الطب بجامعة عين شمس، فإن اكتشاف الكهرباء وتسخيرها في الإنارة ضمن أعظم اختراعات العصر الحديث، لكن الكهرباء نفسها وما أحدثته من تحول، متهم رئيس بتعميق مشكلات اضطرابات النوم .
ويوضح الدكتور حاتم إبراهيم إن الساعة البيولوجية داخل كل إنسان تتأثر بالإضاءة الحديثة ومن ضمنها إضاءة الهواتف والشاشات، “فهذه الإضاءة تعمل على تقليل وتكسير هرمون الميلاتونين” المسؤول عن تنظيم الإيقاع الحيوي لدى الإنسان .

ويضيف: فالغدة الصنوبرية تفرز هرمون الميلاتونين في الظلام مما يسبب الإحساس بالنعاس بينما يضيع أثره عند رؤية الضوء فيصحو الإنسان.

ويستطرد الدكتور حاتم أنه بالرغم من الفوائد الجمة التي جلبتها التكنولوجيا والإنترنت إلى حياتنا، إلا أنها ساهمت بشكل مباشر في تغيير أنماط سلوكنا ونومنا، موضحا أن الأمر لا يقتصر على الإنارة الاصطناعية، بل “بات هناك ارتباط ما بين السرير ووقت النوم وبين أمور ونشاطات ممتعة كالتحدث إلى الأصدقاء على الهاتف أو متابعة فيديو ما على أحد التطبيقات وغير ذلك، وبالتالي بالنسبة للمخ أصبحت الأمور الممتعة هذه أفضل من النوم” .

ومن جانبها تؤيد المؤلفة وخبيرة النوم والعلاج النفسي في مركز لندن للنوم، هيذر داروال سميث، على أن أسلوب الحياة في العصر الحديث يرتبط ارتباطا مباشرا ببعض اضطرابات النوم، قائلة: “فخلال السنوات الماضية ارتفعت معدلات الأرق والتوتر والاكتئاب حول العالم بشكل كبير، فنحن اليوم نعيش حياة يتواصل بها العمل 24 ساعة على مدى الأسبوع، ونمط المعيشة هذا يحمل عواقب وخيمة”.

كما تقول هيذر بعض الأمور التي تسهم في جودة نومنا تشمل التعرض للإضاءة الطبيعية في الأوقات المناسبة ولمدة كافية، كما نحتاج إلى تناول الوجبات الصحية بأوقات صحيحة، ولكن بسبب أسلوب حياتنا اليوم، اختلطت هذه الأمور ببعضها وتسببت في ارتباك أجسادنا وطريقة عمل أجهزتنا الداخلية وفقا لهيذر.

فتبعا لهيذر، يجب الالتفات إلى نوعية الطعام الذي نتناوله بالإضافة إلى عاداتنا الغذائية، وخصوصا كمية استهلاكنا للسكر والكافيين خلال النهار؛ عبر تقليل ذلك قدر الإمكان “فالسكر والكافيين يرفعان معدل الأدرينالين والكورتيزول في أجسامنا مما يسهم بزيادة مستويات التوتر”.
وتشير هيذر إلى ضرورة تناول طعام صحي يحتوي على البروتينات

من ناحيته يتفق الدكتور حاتم مع هيذر على ضرورة التعرض الجيد للضوء الطبيعي خلال النهار وممارسة التمرينات والحركة وبذل جهد بدني .

ويوضح أنه بالرغم من صعوبة تحقيق ذلك بالنسبة “لمدمني العمل” إلا أنه يجب “أخذ فترات استراحة متعددة خلال يوم العمل السريع والمليء بالأحداث حتى نوفر فرصة الاسترخاء لدماغنا وخفض مستويات التوتر لدينا لكي ننعم بليلة هادئة مريحة .

ويؤكد الدكتور حاتم إبراهيم أخصائي اضطرابات النوم أن العجز عن النوم ليس أمرا محبطا فحسب، بل يؤدي الحرمان من النوم إلى مشكلات صحية جمة وخطيرة تتراوح بين أمراض الجهاز المناعي والسكري إلى الجلطات القلبية والسكتات الدماغية، لذا “يجب أن تُعطى مشكلات النوم الأولوية والأهمية فوق كل شيء مؤكدا أنها ليست رفاهية كما يعتقد البعض.

زر الذهاب إلى الأعلى