هل يكمل ترامب ولايته؟
جهاد الخازن/
كيف يستطيع دونالد ترامب أن يحكم أقوى بلد في العالم إذا كان لا يستطيع تهجئة الكلمات التي يستعملها؟ أول رسالة له على تويتر بعد انتخابه رئيساً كانت: يشرفني أن أخدمكم، شعب أميركا العظيم، بصفتي الرئيس الخامس والأربعين. الرسالة على قصرها ضمت أخطاء في التهجئة (وليس أخطاء مطبعية) وهو سحبها من التداول بعد ذلك.
أكتب اليوم لتسلية القارئ بالرئيس ترامب وأيضاً لزيادة معلوماته السياسية عن رجل أعمال يعتقد أنه يستطيع أن يحل مشكلات الشرق الأوسط كافة، لا النزاع بين الفلسطينيين وإسرائيل فقط. أرى أنه يزيد الى كل مشكلة قائمة ولا يحل شيئاً.
خلافه الأخير مع السويد لم ينتهِ، فهو بدأ عندما قال في خطاب له «يجب أن نبقي بلدنا سالماً. انظروا ما حدث في ألمانيا. انظروا ما حدث في السويد الليلة الماضية…». أهل السويد بحثوا عن «حادث إرهابي» ولم يجدوا سوى مطاردة سائق مخمور. مع ذلك ترامب نسب كلامه الى خبر وزعته «فوكس نيوز» غير أن مراجعة الخبر لم تُظهِر أي حديث عن إرهاب.
السويد من أغنى بلاد العالم. هي مَثَل يُحتذى، ومثلها النروج. كان ترامب وقـّع قراراً تنفيذياً ضد مساعدة الإجهاض فأعلنت هولندا وفنلندا والسويد وبلجيكا ولوكسمبورغ وكندا وغيرها دعم الجمعيات التي تساعد النساء إذا طلبن الإجهاض. ودخلت النروج الميدان قبل أيام بإعلانها التبرع بعشرة ملايين دولار رداً على معارضة الرئيس الأميركي الإجهاض.
وكنت تحدثت عن قطع الرئيس ترامب مكالمة مع رئيس وزراء استراليا مالكوم تيرنبل وهو يحاول التنصّل من اتفاق مع الرئيس السابق باراك أوباما لاستقبال 1250 لاجئاً توقفوا في استراليا.
ما سبق كله يهون مع بعض أركان الإدارة الجديدة، وكنت امتدحت وزير الخارجية ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس، وأزيد عليهما اليوم الجنرال هربرت ماكماستر، مستشار الأمن القومي خلفاً للجنرال مايكل فلين، فهو أيضاً شجاع ويستطيع أن يعارض مواقف الرئيس علناً.
انتقدت يوماً نائب الرئيس مايك بينس، ففي ماضيه مواقف عنصرية مسجلة، إلا أنني أوقف الانتقاد الآن فهو أفضل من رئيسه وأكثر حذراً وأعمق معرفة بقوانين الولايات المتحدة التي يفاخر ترامب بمخالفتها، كما في عدم دفعه ضرائب وهو بليونير.
ثم هناك شون سبايسر، الناطق الصحافي، الذي يقوم بمهمة مستحيلة، فهو يكرر كذب الرئيس ويدافع عنه، ويزيد عليه. ومثله كيلين كونواي، مستشارة الرئيس التي طلعت بمبدأ «الحقائق البديلة»، أي الكذب فالموضوع دائماً هو الحقيقة أو غيرها، أي الكذب، وأتجاوز اليوم سباستيان غوركا، نائب مساعد الرئيس، فهو من أصل هنغاري ويرتدي وساماً لوالده من أيام النازية.
ثم هناك رينس بريبوس، كبير موظفي البيت الأبيض الذي يدافع عن ترامب الى درجة أن يقول: لا أستطيع أن أفعل جزءاً مما يفعل الرئيس ترامب. لا أحد أفضل في الحديث عن الرئيس ترامب من الرئيس ترامب نفسه. له موهبة مذهلة وهو بائع مذهل… إنه يقوم بمهمة عظيمة.
في كتابي الشخصي أسوأ من كل مَنْ سبق، أو ما سبق، ستيفن بانون، المستشار الاستراتيجي للرئيس، وأراه رئيس الظل فبصماته على كثير من القرارات التنفيذية التي وقّعها دونالد ترامب، ولعل أشهرها منع دخول الناس من سبع دول مسلمة، وهو قرار نقضته المحاكم الأميركية لأنه يخالف القانون ونصّ الدستور وروحه.
بانون جاء الى البيت الأبيض من موقع برايبارت الالكتروني المتطرف جداً، وآخر فضائح الموقع طرد الكاتب الحقير ميلو يانوبولس، الذي اعتبره بانون كسباً للموقع، بعد أن أيّد يانوبولس في مقابلة صحافية العلاقات الجنسية الشاذة، حتى مع صغار، فلا أزيد احتراماً للقراء.
هل يستمر دونالد ترامب في الحكم أو يُعزَل؟ ليس عندي كرة بلورية تقول لي أسرار المستقبل فأنتظر لأرى.