قوافل الحجاج بدأت فى الاتجاه لمنى للمبيت فى يوم التروية
استنفار أمنى سعودي لتأمين تصعيد مليوني حاج إلى جبل عرفات غداً الخميس
100 ألف رجل أمن لتنفيذ خطط أمن الحجاج
استعدادات مكثفة من قبل الصحة السعودية.. والدفع بفرق طيبة على أعلى مستوى لمواجهة أية مخاطر
تحذيرات أمنية من أي تصرفات من شأنها التأثير على أداء حجاج بيت الله الحرام
155مركزاً صحياً، بمنطقة المشاعر المقدسة ومنشآت الجمرات
رسالة مكة المكرمة/ سعيد جمال الدين
تغطية مباشرة من الأراضي المقدسة
لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك .. بهذه التلبية الألهية .. وبقلوب عامرة بالإيمان تنطلق عصر اليوم جموع حجاج العالم الذى يبلغ عددهم وفقاً للإحصاءات السعودية نحو 3 ملايين حاج (منهم 1.7 مليون حاج وفدوا من خارج المملكة ) يصعدون إلى جبل عرفات لأداء الركن الأعظم والأهم فى مناسك وشعائر الحج .. وهو الوقوف على جبل عرفات .
الأمن ” الجيش والشرطة ” السعودى أعلن النفير العام بين صفوفه المختلفة من أجل العمل على تأمين ضيوف الرحمن وقضائهم للركن الأعظم فى يسر وسهولة، وقد سخرت المملكة كافة إمكانياتها من أجل راحة الحجاج وتصعيدهم إلى عرفات وفقاً لخطط محددة ومحاور تلتزم بها كافة الجهات سواء فى عمليات التصعيد أو عند النفرة.
استنفرت كل القطاعات الأمنية والصحية والخدمية المعنية بحج هذا العام، استعداداً لتصعيد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر منى، اعتباراً من صباح هذا اليوم الأربعاء الثامن من ذي الحجة (يوم التروية)، والذين سيبدأون مناسكهم تأسياً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم. للمبيت هناك، على أن يبدءون اعتبارا من فجر الغد، الخميس، فى الصعود إلى جبل عرفات.
وقد أعلنت هيئة الهلال الأحمر السعودي اكتمال استعداداتها وبكامل طاقتها التشغيلية لاستقبال الحجاج خلال تصعيدهم اليوم إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، من خلال 36 مركزاً إسعافياً مجهزاً من مواد طبية وكوادر متخصصة، يعمل فيها 505 من القوى العاملة، منهم 14 طبيباً، و10 اختصاصيين، بالإضافة إلى 205 فرق إسعافية، و14 فرقة عناية متقدمة يدعم هذه الفرق أسطول من سيارات الإسعاف الحديثة المجهزة بأفضل التجهيزات الطبية التي وصلت حديثاً والمتلائمة مع الخدمة الإسعافية عالمياً.
أكبر مدينة للخيام
ويحل حجاج بيت الله الحرام اليوم بمشعر منى لقضاء يوم التروية، وقد هيأت لهم أكبر مدينة للخيام في العالم، نفذت على مساحة تقدر بمليونين و500 ألف متر مربع، وفق مواصفات تحقق مزيداً من الأمن والسلامة للحجاج.
وسيبدأ الحجاج منذ الساعات الأولى لفجر غد، عمليات التصعيد إلى عرفات انطلاقاً من مشعر منى، وسيقفون على صعيده الطاهر نهار اليوم حتى الغروب، ثم يعودون بعدها إلى منى، فيما سيبيتون ليلتهم في المشعر الحرام «مزدلفة»، حيث يغادرونه بعد الشروق عائدين إلى مشعر منى صباح يوم عيد الأضحى المبارك لنحر أضاحيهم وهديهم والتحلل من إحرامهم، والبقاء في منى 3 أيام لغير المتعجل ويومين للمتعجلين.
من جانب أخر، أعلن اللواء منصور التركي، المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية السعودية، اكتمال الخطط المعدة من قبل الجهات المعنية بشؤون الحجاج لخدمة ما يزيد على مليوني حاج.
وأضاف في المؤتمر الصحافي الأول لأعمال الحج الذي عقد بمقر الأمن العام بمشعر منى أمس، أن توافد حجاج بيت الله الحرام اكتمل أمس تمهيداً لقضاء يوم التروية اليوم في مشعر منى، ثم التحرك من بعد منتصف ليلة التاسع في رحلة التصعيد إلى عرفات، ثم النفرة إلى مزدلفة والعودة إلى منى يوم عيد الأضحى لرمي جمرة العقبة وأداء طواف الإفاضة ونحر الهدي وحل إحرامهم.
1.7 حاج من خارج المملكة و200 ألف من الداخل وإعادة 400 ألف أخرين
وقال التركي، إن الخطط التي أعدت ستخدم ما يزيد على مليوني حاج، منهم 1.73 مليون حاج قدموا من خارج السعودية و200 ألف حاج من داخل البلاد، نصفهم من المقيمين، لافتاً إلى أن الجهود متواصلة لمنع الحجاج غير النظاميين؛ إذ تمت إعادة أكثر من 400 ألف حاج من المداخل لعدم حصولهم على تصاريح.
وتطرق إلى أن 50 % من الحجاج زاروا المسجد النبوي في المدينة المنورة حسب الخطط، في حين يزور 50 % من الحجاج المسجد النبوي بعد الحج.
وتابع التركي: «نتطلع إلى وصول الحجاج في يوم التروية لمنى، والذروة ستكون من بعد صلاة الفجر إلى صلاة الظهر، والجهات كافة استعدت لتنفيذ مهامها في المشاعر المقدسة والمسجد الحرام، وتستمر الجهات المعنية بإدارة الحشود ضمن خطط كثيرة ومتنوعة».
وبخصوص الحيلولة دون التدافع، أشار التركي إلى وجود خطط لإدارة وتنظيم حركة المشاة والحشود في المواقع كافة التي تشهد كثافات عالية من الحجاج، ويشمل المسجد الحرام والجمرات ومسجد نمرة وجبل الرحمة وشبكة الطرق التي تربط مشعر منى وبين منشأة الجمرات والمسجد الحرام. وهذه الخطط يصاحبها خطة في التفويج أو تنظيم التقويم يقوم على أساس توزيع الحجاج إلى جماعات وفق الأزمنة المحددة شرعاً لكل نسك التي تؤدى في الأماكن المزدحمة، إضافة إلى تحديد اتجاهات السير في شبكات الطرق، وينفذها رجال الأمن ومؤسسات الطوافة بالتعاون مع بعثات الحج.
الالتزام بخطط التفويج ضرورى
وشدد على أن التزام الحجاج بخطط التفويج ضمان للنجاح، ويساند ذلك شبكة كبيرة من كاميرات المراقبة المنتشرة في المسجد الحرام ومنشأة الجمرات وجبل الرحمة والطرق داخل المشاعر والمساندة التي يوفرها طيران الأمن باستطلاع الوضع من خلال التحليق بطائرات هليكوبتر مزودة بكاميرات ومتصلة بالقيادة والسيطرة لمساعدة القيادات المعنية على اكتشاف أي ملاحظات والمبادرة إلى معالجتها، مع قياس نسب التلوث داخل الأنفاق للحفاظ على سلامة الحجاج.
أشار إلى أن هناك 100 ألف رجل أمن يشاركون في تنفيذ خطط أمن الحج جميعهم معنيون بالدرجة الأولى بالمهام الأمنية، إضافة إلى المهام وفق الخطة التي يكلفون بها، وهناك قوات أمن خاصة لإدارة تنظيم حركة الحجاج في محطات القطار المستخدم لنقل 350 ألف حاج في خطط التصعيد والنفرة وعند مداخل القطارات.
استثمار الحج فى أعمال سياسية أو عقائدية محظور
وذكر التركي، أن موقف السعودية ثابت فيما يتعلق بتطبيق الأنظمة في الحج. وقال: «كل عام نؤكد أنه لن يسمح بأي تصرفات من شأنها التأثير على أداء حجاج بيت الله الحرام لما قدموا من أجله، وهو أداء مناسك الحج وعدم تعرض سلامتهم لأي مخاطر، ونقوم بهذا كل عام ونلمس ذلك من حجاج بيت الله الحرام، ولم نلمس من أي فئة من حجاج بيت الله من يحاول أن يعمل غير ذلك، وكلهم منصرفون تماماً لأداء النسك الذي قدموا من أجله، خصوصاً من لديهم فرص محدودة للحج من بلدان العالم الإسلامي؛ ولذلك لا يمكن أن ينصرف الحاج عن أداء المناسك لأي أمر آخر».
وبخصوص الحجاج القطريين، قال التركي: «لا نفرق بين حاج وآخر، ولا نريد أن نخلط بين مهمة القطاعات الأمنية في خدمة حجاج بيت الله الحرام وبين أي أمور قد تحصل خارج المشاعر المقدسة، ومهمتنا تمكين كل حاج وصل إلى الديار المقدسة من أن يتم نسكه بأمان وسلامة ويسر وسهولة وطمأنينة، ونحرص على تحقيقها لكل حاج وصل إلى السعودية بغض النظر عن جنسيته أو جنسه أو المكان الذي قدم منه». وتطرق إلى أن الخطط تجدد كل عام وترصد كل الملاحظات الخاصة بالتنفيذ، وتمثل جانبا من الجوانب التي تسهم في المحافظة على سلامة الحجاج في المواقع التي تشهد كثافات عالية.
وركّز التركي على أن السعودية «تحترم المسلمين كافة والمذاهب، والحج فريضة لكل المسلمين ولا يمكن استثناء فئة عن أخرى ونراعي متطلبات الحجاج كافة على اختلاف مذاهبهم ومفاهيمهم سواء للحج أو خلافه، ونطلب من الحجاج الانصراف للنسك وعدم القيام بما يؤثر على النسك.
9 ألاف حافة وأتوبيس لنقل الحجاج لعرفات
إلى ذلك، أوضح المتحدث باسم وزارة الحج حاتم قاضي أن 90 % من المشاريع ينفذها القطاع الخاص، وأن 28 شركة نقل تعمل في موسم حج هذا العام، مشيراً إلى اكتمال وصول ضيوف الرحمن إلى مكة عبر 19500 حافلة، في حين سيتم نقل الحجاج إلى مشعر منى عبر 9 آلاف حافلة مجهزة.
من جهته، أكد العقيد عبد الله الحارثي، الناطق الرسمي للمديرية العامة للدفاع المدني، انتهاء المرحلة الأولى من خطة الطوارئ التي اشتملت على الدور الوقائي، وجرى التصريح لـ300 مسكن في المدينة المنورة و3900 تصريح مسكن في مكة المكرمة، لافتاً إلى أن خطة العمل شملت استحداث نقاط ومراكز موسمية للدفاع المدني على المحاور الرئيسة والطرق المؤدية إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
وأشار العقيد الحارثي إلى أن فرق الوقاية انتشرت في كافة المشاعر المقدسة وأخذت مواقعها، مبينا أن تعليمات وزير الداخلية بمنع استخدام الغاز المسال في المشاعر جرى تعميمها على كافة مكاتب ومؤسسات الطوافة وحجاج الداخل، وتم ضبط 21 أسطوانة غاز، منها 18 في مشعر عرفات و3 في مشعر منى.
90% من مخيمات عرفات مقاومة للحريق
وقال: إن المديرية العامة للدفاع المدني أن نسبة ما تم إنجازه من خيام مقاومة للحرائق في مشعر عرفات بلغ 90 %.
في حين أوضح المتحدث الإعلامي لوزارة الصحة، مشعل الربيعان، أن الوزارة جهزت 25 مستشفى لخدمة الحجاج في المدينة المنورة ومكة المكرمة والمشاعر المقدسة، و155 مركزاً صحياً، بعضها في جنبات قطار المشاعر المقدسة ومنشآت الجمرات، إضافة إلى 100 سيارة للعناية المركزة للوصول إلى الأماكن المزدحمة.
وأضاف، أن وزارة الصحة جهزت 286 غرفة لمتابعة ضربات الشمس، كما عملت على نقل المنومين من مستشفيات المدينة المنورة إلى مستشفى عرفات؛ حرصاً على أداء نسكهم.