قبل فوات الأوان.. مدرس اسمه عبد العال
بقلم علاء عزت
لا داعي لتحديد اسم المدرسة، التي يعمل بها.. فكل لبيب بالإشارة يفهم.. وإنما الغرض من الإشارة النصح والإرشاد، وليس التجريح والتشهير لعل الرسالة تصل إليه ومن على شاكلته.
فهذا المدرس اسمه عبد العال، يعمل بمدارس البدرشين.. فهل يليق بأن يدعو على الصغار من التلاميذ، قائلا له أو لها: “يجيلك شلل.. تقطعك عربية” ؟!! هذا الكلام يوضح لك مدى الانحطاط الذي وصل إليه مجتمعنا.. فإذا كان ذلك حال المدرس فماذا تنتظر من الطلاب؟!!
يا سادة الوضع خطير جدا.. ولا عجب في ذلك؛ لأننا من الأساس أهملنا وظيفة المدرس، ودور المدرس في البناء والتنمية؛ وجعلناه في ذيل قائمة اهتماماتنا؛ وفتحنا الباب بالتعيين بالأجر وبالحصة.. وأصبحنا نقاضيه ونحاكمه لمجرد أنه يضرب طالبا أو طالبة؛ فكانت النتيجة أن عزف عن المهنة الكثير من الصالحين والمحترمين؛ ولم يبق منهم إلا القليل، أما الغالبية فهم في حاجة إلى تقويم قبل التقييم.. اهتموا بالمدرس وارفعوا قدره، واجزلوا له في العطاء.. فإن المجتمع لن ينهض أبدا أبدا أبدا بدونه مهما فعلتم ومهما أقمتم من مصانع وشركات واصلحتم في الاقتصاد.. اجزلوا له العطاء واجعلوا وظيفته على رأس الأولويات.. اجعلوه قبل القاضي والضابط والطبيب والمهندس والإعلامي.. فالمدرس هو قلب المجتمع، فإن صلح المدرس صلح المجتمع كله، وإن فسد المدرس فسد المجتمع كله.. ومن هنا فإن التاريخ سيظل يذكر تلك العبارة الاستنكارية التي أطلقتها أنجيلا ميركل رئيس وزراء ألمانيا، خلال مؤتمر كبير حضره المئات من القضاة والأطباء والمهندسين؛ حينما طالبوها بزيادة رواتبهم أسوة بالمعلمين الحكوميين، الذين حصلوا على زيادة في رواتبهم؛ فاكتفت ميركل بإطلاق جملتها الشهيرة قائلة لهم “كيف أساويكم بمن علموكم” ؟!، واعتبر الكثيرون تلك الجملة درسا مهما في الأخلاق والقيم والمبادئ.. درسا في كيفية النهوض بالأمم.. درسا استطاعت ميركل من خلاله ان تعيد للمعلم مكانته وهيبته ليس في ألمانيا فحسب بل في العالم أجمع.. بل وسيظل التاريخ يذكرها بتلك الجملة الخالدة.
نسأل الله تعالى العفو والعافية