الكشف عن موقع أثري لأشكال الكتابة في مصر القديمة بالأقصر



كتب/ سعيد جمال الدين

تمكنت بعثة أثرية من جامعة ييل الأمريكية العاملة بمشروع مسح صحراء الكاب بالتعاون مع وزارة الآثار من العثور على موقع جديد لنقوش صخرية بالقرب من قرية الخوي، و التي تقع علي بعد حوالي 7 كم شمال مدينة الكاب الأثرية , 60 كم جنوب مدينة الأقصر.

وأوضح دكتور محمود عفيفي, رئيس قطاع الآثار المصرية، أن هذه النقوش عبارة عن عدة لوحات لنقوش ورسومات صخرية بارزة تمثل أوائل أشكال الكتابة في مصر القديمة، كما صور عليها أقدم وأكبر علامات من المراحل التكوينية المبكرة والبدائية للنص الهيروغليفي، ويقدم دليلا لكيفية اختراع المصريين القدماء نظام الكتابة المتفرد .ويمتد تاريخها إلى بداية عصر ما قبل الأسرات ( نقادة الأولي – حوالي 4000 – 3500 قبل الميلاد ) وحتي أواخر الدولة القديمة ( حوالي 2350 قبل الميلاد ).

وأشار هاني أبو العزم، رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر العليا، الي الأهمية التاريخية والأثرية لهذه النقوش، والتي تمثل مرحلة انتقالية هامة في تاريخ وطريقة الكتابة المصرية القديمة، كما انها تقدم دليلاً على كيفية اختراع المصريين القدماء لنظام الكتابة المتفرد، كما أنها تعد جزء من النقوش الصخرية في منطقة الكاب، التى ساعدت علي فهم تطور النقوش المرسومة والتي مهدت الطريق لظهور الكتابة الهيروغليفية الحقيقة في صعيد مصر 3250 ق.م.

وقال جون كولمان دارنييل، مدير بعثة جامعة ييل الامريكية، أن النقوش المكتشفة وجدت علي أسطح الصخور العالية المطلة علي خط السكة الحديدية، و هي تصور رسومات حيوانية خاصة لقطيع من الفيلة الكبيرة بعضها يظهر كرموز أو كمثال للسلطة السياسية لحكام فترة أواخر عصر ما قبل الأسرات.

وأضاف دارنييل أن من أهم النقوش المكتشفة نقش يعود لعصر الأسرة صفر(نقاده الثالثة حوالي 3250-3100 ق.م.) و تقع في نهاية الطرف الشمالي للموقع، و تحتوي على أربعة علامات، كتبت من اليمين إلي اليسار, وهو اتجاه الكتابة السائد في النصوص المصرية اللاحقة, : رأس ثور علي عمود قصير, يتبعهما اثنين من طائر اللقلق معقوف المنقار الغير متواجهين بحيث ينظر أحداهما إلي اليمين والآخر ينظر إلي اليسار, وأعلاهم وفيما بينهم يوجد طائر أبو منجل الأصلع .

و أكد دارنيل أن هذه اللوحة تعد واحدة من أكبر الاكتشافات الخاصة بالأسرة صفر تم العثور عليها حتى الآن و أن نقوشها شبه متطابقة تقريبا للعلامات المبكرة بمقبرة أم الجعاب بمنطقة أبيدوس.

وبهذا تكشف عن وجود كتابات قديمة مشتركة وشائعة بالفعل في بداية فترة نقادة الثالثة .

والجدير بالذكر أن الرسومات والمخربشات الصخرية في الصحراء الشرقية والغربية لمصر ثبت أن الفنانين القدماء غالبا ما تفاعلوا مع الصور المبكرة، حيث قاموا بتجميع الصور المتشابه أو الصور ذات المعاني المترابطة علي نفس سطح الصخور .

وفي المرحلة الأخيرة من عصر ما قبل الأسرات, أمكن استخدام الصور في الرسومات الصخرية مع القطع ألآخري من وادي النيل للتعبير عن المعني والمفاهيم, ومثال علي ذلك مثل طائر اللقلق مع أفعي تحت منقاره يشير إلي ” النصر ” ( كما في مشط ديفيز في متحف المترو بوليتان للفنون {MMA 30.8.224}ولوحة الملك العقرب في جبل تيوتي شمال الأقصر) .

لم تكن تلك الرموز كتابة صوتية, ولكن يبدو أنها توفر الخلفية الفكرية للانتقال من تصوير العالم الطبيعي إلي الهيروغليفية التي كتبت أصوات اللغة المصرية القديمة .

وتعطي النقوش المكتشفة حديثا بمنطقة الخوي مثال آخر علي هذه المرحلة الانتقالية الهامة، وهي من أوائل أشكال الكتابة في مصر القديمة – وعلي ارتفاع متر تقريبا، ومن أكبر الاكتشافات للأسرة صفر حتي ألان, أول بدايات الهيروغليفية البارزة .

زر الذهاب إلى الأعلى