عاجلمقالات

صحافة الافيهات .. إبتذال مع سبق الاصرار والترصد



 

أستاذ محمد عبد الجواد

 

بقلم /محمد عبد الجواد

 

أكبر المواقع الالكترونية فى مصر الان ابتدع موضة جديدة فى علم الاعلام اضحت نظرية تحتاج الى دراسة مستفيضة حيث يتم تقييم المحررين على اساس عدد الاخبار التى يوجد فيها افيهات مبتذلة سواء فى المؤتمرات او جلسات البرلمان واجتماعات لجانه النوعية والسؤال الذى يتم توجيه للصحفى فى ختام اليوم هو (( انت قدمت كام افيه النهاردة )).

 

هذا النوع من الصحافة يقدم ابتذال من نوع جديد لا يهتم بمضمون الخبر وقيمته ولا ما يتضمنه من معلومات ولكنه يعتمد على المواقف الهزلية والالفاظ الخادشة للحياء ومثل هذا النوع من الاعلام سابقة خطيرة فى تاريخ الصحافة المصرية والمبرر الجاهز هو ((جمهور السوشيال ميديا عايز كده)).

 

الصحافة المصرية والاعلام بشكل عام يعيش ازمة حقيقية تتمثل فى غياب القدوة والمعلم فلم يعد هناك اعلامى واحد ولا رئيس تحرير ولا مدير تحرير ولا سكرتير تحرير فى اى مكان لديه الرغبة فى تعليم من يعملون معهم وتحت رئاستهم اى فن من فنون الصحافة والاعلام وتحولت الصحافة والاعلام الى نوع من الوجبات السريعة ((التيك اواى )) مدفوعين فى ذلك بالخضوع لرغبات مهاويس الفيس بوك والسوشيال ميديا الذين يشكل الاطفال والمراهقين ومعدومى الثقافة السواد الاعظم منهم لان هذه النوعية تبحث عن كل ما هو مثير للغرائز وتتبع الفضائح وعورات الناس لذا فلا عجب حينما تكون حوادث زنا المحارم والشذوذ والاغتصاب وملابس الفنانات وقصص الخيانة هى البضاعة الرائجة فى سوق الصحافة والاعلام المصرى وتتصدر قوائم تفضيلات القراء والمشاهدين لذا فالنتيجة الحتمية هى المزيد من الترهل والاضمحلال والتراجع وتكريس الفحش وسوء الاخلاق .

 

وزيادة فى تفشى ظاهرة الابتذال وبعد ان استشرى الفيروس فى جسد المؤسسات الصحفية والاعلامية مثل مرض السرطان وبعد ان قام القائمون على امور الصحافة بالترويج للابتذال من خلال صحافة الافيهات والابتذال انتقلت العدوى بشكل مباشر اليهم واصبحوا هم انفسهم هم حاملى الفيروس وناقليه الى المجتمع وأصبحوا يطلون على الناس من خلال البرامج الملاكى التى منحها لهم ملاك فضائيات غسيل الاموال بوجوه الملائكة وفى الصحف والمواقع التى يديرونها بوجوه الشياطين وبالتالى فهم يعانون من انفصاما حادا فى شخصياتهم لن ينجح اى طبيب مهما كان علمه فى توصيف حالتهم وتوفير العلاج اللازم لها .

 

فغالبية الصحفيين الذين يقدمون برامجا على الفضائيات يطلون علينا فى اثواب الورع والزهد والفضيلة والتقشف والنصح والارشاد وهم فى الحقيقة لا يتوقفون عن سب الدين للعاملين تحت رئاستهم فى مؤسساتهم بل وصل الغرور والصلف بأحد رؤساء تحرير احد اكبر المواقع الالكترونية فى مصر بخصم 500 جنيه من كل محرر لا يواظب على حلاقة ذقنه مرتين فى الاسبوع الأقل وترتفع العقوبة الى خصم 500 جنيه وخصم 3 ايام من الراتب لرئيس القسم الذى يخالف هذه التعليمات بل ازداد صلفه وغروره بتهديد احد الصحفيين بابلاغ امن الدولة عنه اذا طالت ذقنه ولم يحلقها _ ويبدو ان هذا الشخص اصابه الحنين الى عمله السابق كمخبر لامن الدولة منذ ايام الكحرتة حينما كان طالبا فاشلا فى كلية الاعلام فى بداية التسعينات قبل ان يصبح من كبار الاعلاميين والصحفيين ومن أصحاب الحسابات البنكية المتضخمة بعد ان لعب الزهر معه فى غقلة من الزمن_ نفس رئيس التحرير قال لاحد المحررين لديه ساخرا منه خلال الاحتفال بعيد ميلاده وامام خطيبته وجمع من زملائه _ طبعا انت لانك فلاح اول مرة تجيب تورتة وتحتفل بعيد ميلادك _ وكانه هو شريك فى محلات لابوار وكان لا يأكل سوى التورتة والجاتوه منذ نعومة أظافره اليس هذا ابتذالا بالمناسبة هذا المدعو برئيس تحرير ومقدم برامج على هواه هو صاحب نظرية صحافة الافيهات .

ياسادة صحافة الافيهات تعنى دق المسمار الاخير فى نعش الصحافة وغياب القدوة والمعلم بداية النهاية والدخول فى نفق الابتذال المهين للجميع لان الصحافة التى تاكل بثديها وفرجها ستكون قصيرة العمر مثل افلام السبكى والافلام التجارية التى كانت تقدم تحت مبرر الجمهور عايز كده .

لقد اهدرتهم قيمة الصحافة كمنبر للتنوير وحولتموها الى شقق مفروشة للدعارة والعربدة وتغييب العقل واصبح ما تقدموه اشبه بطبق طعام شكله رائع ولكنه فاسد ومنتهى الصلاحية ويصيب من يتناوله بالتسمم وقد يؤدى الى الموت فلا تبكوا على انهيار الصحافة لانكم اول من زنا بها وقام باغتصابها مرات ومرات وهو اشبه بزنا المحارم الذى تقدموه فى مواقعكم العاهرة .

أتحدى اى رئيس تحرير يقول انه يراجع او يقرا ما ينشر فى صحفيته او موقعه الالكترونى بعناية لان كم الاخطاء والجرائم التى ترتكب يوميا فى حق الصحافة لا يمكن حصرها .. لقد حولتم المنة الى سبوبة ووسيلة لجمع المال والحصول على المناصب والمكاسب دون ان تدفعوا ضريبة النجاح وهى باهظة ومن لم يدفع ضريبة لنجاحه فهو فاشل وعليه الاعتراف بفشله وعليكم ان تدركوا جيدا ان الاعتراف بالخطأ هول أول الخطوات على طريق النجاح والا فالنجاح الذى تشعرون معه بنشوة تفوق نشوة الجنس هو نجاح مؤقت وان طال امده ثم سرعان ما يعقبه السقوط السريع المروع فعودوا الى رشدكم قبل فوات الاوان وعندها ستصبحون ذكرى سيئة ومثل سيئ يضرب على سبيل العظة لمن يأتى من بعدكم فأخلعوا ثياب الفضيلة والشرف لانكم ملوثون وتلوثكم طال المهنة والعاملين بها حتى صاروا اضحوكة لكل فئات المجتمع.

 

وختاما لا أملك الا ان أردد قول ابو الاسود الدؤلى يا أيــها الرجــــل المعـلـــم غــيره هلا لنفسك كان ذا التعليــم تصف الدواء لذي السقا وذى الضنا كيمـا يصـح به وأنت سقيــــم ونـــراك تصلــح بالرشــــاد عقـــولنا وأبـدا وأنت من الرشــاد عــديــم ابدأ بنفســك فانهــهـا عــن غيـــها فإذا انتهــت عنــه فأنــت حكيـم وهناك يقبل ما تقــول ويشــتفـى بالقـــول منــك وينفـــع التعلــــيم لا تنــه عن خـلق وتأتــى مثـله عــار عليــك إذا فـعلــت عظـيــــم.

Print Friendly, PDF & Email

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى