مدير المتحف الكبير في حوار خاص لـ”المسار”.. وأسرار جديدة عن توت عنخ آمون
د.طارق توفيق : الرئيس السيسي وإمبراطور اليابان ورئيس الهند على رأس حضور الافتتاح في يونيه المقبل
اكتشاف المقتنيات الجديدة لتوت عنخ آمون تستهدف 5 ملايين زائر
إنشاء محطة مترو في الخط الرابع باسم ” المتحف الكبير ” لمنع التكدس المروري
750 مليون دولار تكلفة افتتاح المرحلة الأولى للمتحف من إجمالي مليار دولار
نصف مليون متر مساحة إقامة المتحف .. و5 آلاف قطعة أثرية منها 400 تعرض لأول مرة
__________
أجرى الحوار : هاني عزت
______
في حواره الخاص ، لـ«المسار» أكد الخبير الأثري الكبير الدكتور طارق توفيق ، مدير عام المتحف المصري الكبير بالجيزة، أن هذه الاكتشافات الحديثة ، التي سيراها الزائرون لأول مرة عند افتتحا المتحف في النصف الثاني من عام 2018 ستكون سببا رئيسيا ، في عودة الحركة السياحية إلى مصر بمعدلاتها الطبيعية ، التي كانت عليها البلاد قبل 2011 .
إلي أين وصل العمل لافتتاح المتحف الكبير والإعلان عن الاكتشافات الجديدة ؟
تم الانتهاء تماما من كل الأعمال الخراسانية والمعدنية وخطونا خطوات كبيرة في أعمال التشطيبات الداخلية والخارجية وحتى الساحات الرئيسية والطرق المؤدية اليها سينتهي العمل بها خلال أسابيع قليلة”
كيف استطعتم التغلب على معوقات البيئة المحيطة للمتحف من حيث المكان والإنشاءات ؟
هناك خطوات كبيرة قطعت بالنسبة للإنشاءات والبيئة المحيطة من جهة أخرى وبالتوازي تم أعداد سيناريو العرض المتحفي لقاعتي “توت عنخ آمون” التي سيفتتح بها المرحلة الأولى من المتحف، واتخذنا خطوات جادة في سبيل تحقيق ذلك .
ما هي خطتكم حول أي الآثار التي سيتم ضعها في مقدمة المتحف لتكون أول ما يستقبله الزائرون ؟
سيكون أول ما يستقبله الزائرون ، هو تمثال رمسيس الثاني الذي تم نقله من ميدان رمسيس، والذي سينقل خلال الأشهر القادمة إلى مدخل المتحف ومنه إلى الدرج العظيم بما يحويه من 87 قطعة أثرية بين تماثيل وعناصر معمارية ومنها إلى قاعتي توت عنخ آمون على مساحة 7 آلاف متر وبه 5 آلاف قطعة هي أجمالي القطع المكتشفة بمقبرة الفرعون الذهبي تم بالفعل نقل 4200 قطعة منها إلى مخازن ومعامل المتحف الكبير والمتبقي فقط هو القطع الكبيرة والهامة الموجودة ضمن سيناريو العرض المتحفي للمتحف المصري بالتحرير ولن تنقل سوى قبل افتتاح المتحف المصري بالتحرير تم بالفعل ترميم وصيانة 3700 قطعة أي أن العمل جاري على قدم وساق.
وماذا عن الإعداد لحفل الافتتاح؟
ننتظر أن يكون الافتتاح في النصف الثاني من 2018 ويتم التنسيق حاليا مع كل الجهات المعنية وأبرزها وزارة الآثار والسياحة ومجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية لتحديد الموعد المناسب، حيث سنراعي أن يكون مع الموسم السياحي الجديد في 2018 للحصول على أفضل مردود على التدفقات السياحية من الافتتاح وخاصة مع ما شاهدناه مؤخرا من افتتاح ضخم لمتحف لوفر أبو ظبي ، حيث أصبح هناك اهتمام أكبر بحفل افتتاح المتحف المصري الكبير في حفل يليق بهذا الحدث بحيث يكون ذو طابع خاص عالمي يستخدم المؤثرات الخاصة ويستفيد من البيئة المحيطة المتحف بحيث تدخل أهرامات الجيزة ضمن سيناريو عرض حفل الافتتاح بالحديث عن تمثال رمسيس .
ما هي الخطوات التي اتخذتموها لترميم الآثار والإعداد للحفل ؟
نحن بصدد طرح مناقصة عالمية للفتارين وإعداد القاعتين وتم الاستقرار على سيناريو الآثار الضخمة التي ستوضع على الدرج العظيم، حيث تم الاتفاق على أن يوضع 87 أثرا ما بين تمثال ولوحة، حيث كان من المفترض أن يوضع أكثر من هذا العدد ولكن بعد المناقشة مع اللجان العلمية المختصة في وضع سيناريو العرض تم الاستقرار على هذا العدد بعد مراعاة البعد البصري من أسفل إلى أعلى الدرج وحجم القطع والتوزيع الزمني بحيث تروي قصة يفهمها الزائر ولا تطغى قطعة على أخرى ويكون العدد مناسبا في الدرج الذي يعتبر منطقة انتقالية، وبالفعل انتقلت 23 قطعة إلى مخازن المتحف وبالرغم من انتهاء العمل في المتحف لن يتم نقل تلك القطع لحين خلو المحيط تماما من المعدات الثقيلة حتى لا نعرض تلك القطع لأي مخاطر لان سلامة الأثر تأتي في المقام الأول.
انتقد أصحاب فكرة المشروع الأصليين فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق وزاهي حواس وزير الآثار الأسبق الافتتاح الجزئي وليس كليا ، خاصة أن الافتتاح قد تأخر من عام 2011 إلى 2018 ؟
هناك احترام كامل الآراء لكن من الطبيعي للمشروعات الضخمة أن تفتتح على مراحل ، من جهة أخرى الافتتاح الأول سيكون مبهرا ، وكأنه متحف كامل ، سيكون في الافتتاح في المرحلة الأولى سيكون عرض القطع الأثرية فيه أكثر من 5الاف قطعة وهو في حد ذاته عرض اكبر من أي افتتاحات لمتاحف كاملة أخرى افتتحت في دول خارجية كبرى ن ولذلك فنحن نعتبر أن الافتتاح الجزئي ، منتصف 2018 للمتحف الكبير ، هو بمثابة افتتاح كامل .
وكم سيكون إجمالي مساحة المتحف عند افتتاح مرحلته الأولى؟
23 ألف متر هو إجمالي بهو المدخل والدرج العظيم وقاعتي توت عنخ آمون بخلاف 27 ألف متر الساحة الأمامية أي أن المرحلة الأولى ستكون على مساحة 50 ألف متر من إجمالي 117 فدان إي نصف مليون متر تقريبا تشمل المتحف والمشروعات المكملة من فنادق ومطاعم وغيرها مساحة العرض المتحفي فيها 50 ألف متر أي أننا سنفتتح أكثر من النصف من المساحة الأساسية وهي ما تهم الزائر.
هل كانت هناك تمويلات من جانب دول خارجية للمساعدة في إنشاء وافتتاح المتحف؟
بعد مفاوضات طويلة نجح مجلس إدارة المتحف بالتعاون مع وزارتي التعاون الدولي والخارجية في الحصول على قرض آخر من اليابان 450 مليون دولار في 2016 ، مع لاقر الاضول اللي كان 300مليون دولار ، وكده أصبح تمويل المشروع مؤمن تماما، الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة بتساهم في المشروع ، بكوادر نجحت في ترشيد هذا المشروع ، لمواجهة ظروف التضخم والتعويم ، كان المبلغ المرصود لهذا المشروع الكامل مليار دولار ، ولن يزيد المبلغ بالرغم من التضخم وارتفاع الأسعار ، واستخدمنا من اجل ذلك المواد المصرية المحلية ، التي تتتماشي مع كونه متحف مصري.
في ظل ارتفاع الأسعار وتعويم الجنيه والتضخم كيف استطعتم التغلب على شراء الخامات المستوردة المستخدمة في الترميم ؟
استطعنا أن نوفر البديل المصنوع محليا ، بنفس جودة المستورد، و لا يخل على الإطلاق بعمليات الترميم، فالحائط العظيم ، سيتم كسوته برخام، محلي جيد الخامة ، يعطي شكل أشعة الشمس ويعطي إضاءة خلفية بنفس أحساس ، المواد المستوردة العالمية ، وذلك للترشيد الكبير في النفقات التي قمنا بحسابها ووجدناها تصل إلى عدة ملايين الدولارات .
ولماذا لم تفكروا في هذه الطريقة من البداية لترشيد النفقات خاصة ؟
عندما فكر المسئولون في فكرة إنشاء وتصميم المتحف الكبير في عام 2002 كانت الأوضاع الاقتصادية مختلفة ، والتدفقات السياحية كانت كبيرة ، والمشروع كان في مراحله الأولى ، وعندما شرعنا في التنفيذ، ظهرت تفاصيل لم تكن معلومة من قبل ، اكتشفنا بعدها انه سيحدث عجز في الميزانية ، لذلك قمنا بإعادة النظر في استيراد مواد خام أجنبية ، ورجعنا لنتساءل عن إمكانية استخدام البديل المصري المحلي المناسب الذي سيوفر ويرشد التكلفة دون المساس بالتصميم والمستوى العام للمبنى .
كيف سيتم التواصل بين الأهرامات ومنطقة المتحف الكبير ؟
حاليا يتم تطوير منطقة الرماية بالكامل ، حيث تم وضع تصور بالتنسيق بين وزارات التخطيط والسياحة والآثار ، والداخلية ، والنقل ، حيث سيتم توسيع طريق مصر الإسكندرية الصحراوي ، بجانب المتحف الكبير ، عن طريق تكوين 4 حارات ، في اتجاهين ، كما سيتم عمل تخطيط من جانب إدارة المرافق ، والتنمية المحلية ، لعمل موقف أتوبيسات ، في اتجاه بعيد عن المتحف ، بحيث يقوم الأتوبيس بإنزال الزائرين ثم يتوجه مباشرة للموقف ” الجراج ” لحين العودة مرة أخرى ، لتوصيل الزائرين إلى محل إقامتهم، وهذا كله للمساعدة على مواجهة أزمة التكدس المروري.
وهل بالفعل سيكون هناك محطة مترو أنفاق ؟
بالفعل ، تم التخطيط لها من الآن ، مع هيئة المترو ، لتكون محطة المتحف الكبير.
ما أهم الترتيبات لافتتاح المتحف للترويج للسياحة ؟
أولا نستهدف 5ملايين سائح في الافتتاح الأول ، يزدادوا تدريجيا ليكون 10 ملايين في الافتتاح الثاني بعد عامين ن ومن المنتظر حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعدد من رؤساء الدول الأخرى، وقد يكون من بينهم إمبراطور اليابان أو من ينوب عنه ، ورئيس الهند .
*كم تكلفت المرحلة الحالية قبل الافتتاح ؟
في البداية نجحت وزارة التعاون الدولي في الحصول على قرض 300 مليون دولار، ومنذ شهور قليلة ، تم الحصول على 450 مليون دولار ، ليصبح الإجمالي المستخدم حتى ألان 750 مليون دولار ، من إجمالي المبلغ المرصود مليار دولار .
من العدد الورقي