احذروا أيها الشباب
بقلم الدكتور ياسر جعفر ، باحث وعالم إسلامي
كلمة إلي شباب مصر خاصة وإلي شباب أمة العرب عامة ..!
حينما نقول أحذروا أي لا تقربوا هذه الأشياء لا من بعيد ولا من قريب بقوة يقين وبقوة عزيمة واصرار ..!!
نعم أحذروا يا شباب مصر ويا شباب العرب ويا شباب المسلمين وغير المسلمين في كل مكان ..!
أحذروا الأفكار المسمومة والمسرطنة والمفيرسة سواء في الأعلام المرئي أو المقروء في شتي البرامج والصحف والمجلات، أحذروا من خونة الأعلام وأعداء الوطن وأعداء التسامح ..!
أحذروا أفواه الإعلاميين في كل مكان من سوء الفكر وتشويش العقل واضطراب الفكر وإشاعة الفتن والفوضي وبث الكراهية ضد الأوطان وبث الأفكار المسرطنة والمفيرسة ضد أوطانكم وحكامكم .
واعلموا إن أعداء الأوطان يتربصون بكم ليل نهار واعلموا أنكم المستهدفين استهدافاً حقيقياً بجميع وسائل الدمار بسرطنة حياتكم الفكرية والصحية وفي جميع أموركم الدنيوية والدينية .
وقد أعتز الإسلام إمساك اللسان عن السوء هو طريق النجاة من التردي في الهواية في الدنيا والآخرة وخاصة من التردي في هاوية جهنم ففي حديث معاذ رضى الله عنه حينما أوصاه بفضائل الأعمال وكمال الإسلام والإيمان قال له رسول الله (ص) في نهاية حديثه ” ألا أدلك علي ملاك ذالك كله ؟!
فقلت: بلي يا رسول الله قال فأخذ رسول الله (ص) بلسانه ثم قال له : كف عليك هذا فقال معاذ : يا رسول الله وإنا لمؤخذون بما نتكلم به ؟
فقال (ص) ثكلتك أمك يا معاذ : وهل يُكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد السنتهم (رواه الترمذي بسند صحيح) هذه هي أمانة الكلمة في الأعلام الصادق المحترَم، الإعلام الذي يحب وطنه وشعبه وأمنه وجيشه .. وتلكم هي مسئولياتها علي وجه العموم فكيف بها إذا كانت تمس أمن أمة وحياة شعب ورسالة دعوة وما بالك إذا ترتب عليها تثبيط قوم عن عدوهم أو تخذيل مؤمنين عن خصوصهم أو التشکيك في مبادئ عقيدة أو النيل من تعاليم شريعة أو صرف الأمة عن الا أستمساك بدين ربها أو صد الشباب عن سنة النبي (ص) أو بث الرعب والفتنة في صفوف الشباب والإحباط الدائم وسواد المستقبل كل السلع هتغلي وهناك سلع لا تكون موجودة ولا يوجد أدوية ..!!
ولا يوجد وظائف وإلقاء الفتنة في ظلامهم وتفريق جماعتهم وتشتيت شملهم أنها إذا من كبائر النظام التي يجب أن يبتثر اللسان الذي قالها وأن يكسر الفم الذي تلقاها وتجتث الشفتان اللتان فصلت مقاطعها، وأن يعاقب صاحبها بالخزي في الدنيا وبالنار التي وقودها الناس والحجارة يوم يقوم الناس لرب العالمين والإنسان ربما نطق بالكلمة لا يظن لها شأناً وقد تفيد أعداء الأمة والشباب وتضر جماعة المسلمين وخير للإنسان أن ينطق بشئ حتي يصون أمته ويحمي جماعته ويحصن ملته، وفي غزوة بدر استفاد رسول الله (ص) من كلمة الغلاميين الأسيرين اللذين أسرهم علي والزبير وسعد وهم يستطلعون الأخبار للمسلمين وكان الغلاميين يمدان قريش بالماء فأتوا بها رسول الله (ص) يصلي فقال الغلامان نحن سقاة لقريش فكره القوم منهما هذا الخبر ورجوا أن يكونا لأبي سفيان فضربوهما ضربا موجعا حتى أضطر الغلامان أن يقولا: نحن لأبي سفيان فتركوهما وركع رسول الله وسجد سجدتيه وسلم وقال: فإذا أخبرتموهما وإذا كذبا تركتموهما صدقا والله إنهما كقريش ثم قال للغلامين أخبراني عن قريش … قالا: هما وراء هذا الكثيب الذي ترى بالعدوة القصوى فقال لهما: كم القوم ؟ قال كثير فقال ما عدتهم؟ قالا: لا ندري قال: كم ينحرون كل يوم؟ يوما تسعا ويوما عشرا، فقال: رسول الله (ص): القوم ما بين التسعمائة إلى الألف ثم قالا لهما : فمن فيهم من أشراف قريش؟ قالا: اغتبة بن حزام ونوفل بن خويلد والحارث بن عامر وطعيمة بن عدي والنضر بن الحارث وزمعة بن الأسود وعمرو بن هشام وأمية بن خلف….إلخ فأقبل رسول الله (ص) على الناس فقال: هذه مكة فألقت إليهم أفلاذ أكبادها فيا شباب المسلمين أحذروا الأفكار المسمومة التي تنشر سمها في شباب الأمة عن طريق أعداء الوطن وأعداء الشباب واعلموا يا شباب الامة انكم المستهدفين من الطراز الأول فعليكم في جميع نواحي الحياة والدمار الشامل على أفكاركم ببث الفتن بينكم وانتشار الفتنة بينكم وبث النزاع والفرقة بينكم وبين أوطانكم وحكامكم .
قولوا لأعدائكم وخونة الأوطان يا شباب مصر ويا شباب العرب، قد نكون دونكم صناعة وزراعة وتجارة، واحذروا يا شباب المسلمين في كل مكان المخدرات بكافة أنواعها ووسائلها التي هدفها الوحيد القضاء علي شباب الأمة والتي تهلك وتدمر العقل وبها يصبح الشاب عاجز عن خدمة نفسه ويكون عالة علي أهله ووطنه.
إن أعدائكم لا يتركونكم تهنأون في حياتكم ويحاربونكم بكافة الوسائل لدماركم فكونوا علي حذر وحيطة، وأعلموا أن هناك أنواع من الأدوية خطيرة علي خلايا المخ وتسبب دمور بهذه الخلايا إلي أن يصبح الشاب عاجزاً عن خدمة نفسه بل تكون سبباً في شلل جميع أعضاء جسمه، وهناك أبحاث علمية كثيرة جداً تحذر من المخدرات والتدخين، كما إذاعة كلية الأطباء الملكية البريطانية تقريراً من 150 صفحة عن أضرار التدخين والمخدرات قالت فيه 27500 بريطاني تترواح أعمارهم بين 65:24 يموتون سنوياً نتيجة التدخين والمخدرات الذي أصبح من العوامل الكبري للفتك بالأرواح تماماً كما كان حال مرض التيفود والكلوليرا والسل خلال الأجيال السابعة، وأكدت هذه الكلية أن 95٪ من حالات الوفاة بسرطان الرئة تحدث نتيجة المخدرات والتدخين وأن منحني السجائر أكثر عرضة للوفاة في الأعمار المتوسطة بنسبة الضعف عن غير المدخنين كمان أن شخصين من كل خمسة مدخنين يموتون قبل أن يبلغا الخامسة والستين من أعمارهم وذكر التقرير أيضاً أن من بين الأسباب الرئيسة لحدوث الوفاة بين المدخنين والمخدرات الإصابة بسرطان الرئة والنزلات الشعبية المزمنة وتليف الكبد والسل الرئوي وأمراض الشريان التاجي والذبحة الصدرية، وأنتفاخ الرئة وسرطان الفم والبلعوم والحنجرة والمثانة والبنكرياس، يضاف إلي ذلك إن الأطفال الذين تلدهن نساء يدخن السجائر يولدون أقل في الوزن الطبيعي بما يترواح بين 150إلي 240 جراماً، كما أن هؤلاء الأمهات أكثر عرضة للإجهاض والولادة قبل الأوان، وأوصي التقرير بمنع جميع إعلانات السجائر ومنح جوائز مجزية لغير المدخنين عن طريق شركات التأمين والزام الشركات المنتجة بوضع تحذير من التدخين علي علب السجائر كما يحدث حالياً في الولايات المتحدة الأمريكية، والصين الذي وصل عدد سكانها إلي مليار و500 التي تقريباً لا يوجد فيهم شاب مدخن ولا يتعاطي مخدرات وقد جري إعدام الآلاف منهم علناً بتهمة تجارة المخدرات والسرقة والقتل في ملعب “لوفنغ” بالصين حيث تم توجيه التهم إليهم وتنفيذ الحكم أمام أعين الأف المتفرجين ووفقاً لصحيفة “ميرور” فقد تم إرسال دعوات للناس عبر وسائل التواصل الأجتماعي لحضور تنفيذ حكم الإعدام أمام مرآي الجميع، حيث الجميع وهذا هو عين العقل في الحدود وتدخل ولاة أمور المسلمين من الحكام ضد هؤلاء لإنهم بمثابة السرطان الذي ينتشر في جميع الأعضاء ولذلك يبتتر العضو المصاب بالسرطان أو الخلايا المصابة نهائياً لحماية باقي الأعضاء، وهذا ما ينبغي علي حكام المسلمين بالتدخل وبقوة في شأن هذه الأمور لأن هناك من يتبع هواه فلابد أن يكون الحاكم له رادع “إن الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن” هذا أثر معروف عن عثمان رضي الله عنه، وثابت عن عثمان ابن عفان الخليفة الراشد الثالث رضي الله عنه “إن الله يزع بالسلطان مالا يزع بالقرآن” معناه يمنع بالسلطان باقتراف المحارم أكثر ما يمنع بالقرآن، لأن بعض الناس ضعيف الإيمان لا تؤثر فيه زواجر القرآن ولا يبالي، لكن متي علم أن هناك عقوبة من السلطان، أرتدع وخاف من العقوبة السلطانية فالله يزع بالسلطان يعني عقوبات السلطان يزع بها بعض المجرمين أكثر مما يذعهم بالقرآن لضعف إيمانهم وإتباع أهوائهم وقلة خوفهم من الله سبحانه وتعالي ولكنهم يخافون من السلطان لئلا يفتنهم أو يضربهم أو يسجنهم أو يعذبهم أو ينفيهم من البلاد فهم يخافون ذلك فنداء إلي الحكام إنهم يقوموا بتشديد العقوبة علي هؤلاء وتنفيذها في الحال حتي يستقيم المجتمع لأن هناك فئة من الناس يتبعون أهوائهم في كثير من أمور الحياة سواء في تعاطي المخدرات، أو عندهم أفكار مسمومة، أو إشاعة الفتن بين الناس، وإشاعة الفوضي بالأخبار الكاذبة أو أحزاب لهم فكر مسرطن ومسموم، ينبغي علي الحكام أن يبادروا بالعقوبة الفورية والشديدة ضد هؤلاء وحذرنا الله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم ” يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فأحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوي فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب” سورة ص الآية 26.
فينبغي علي الحاكم أن ينفذ العقوبة علي هؤلاء الذين يتبعون أهوائهم في الأفكار المسمومة وفي الأحزاب الضالة وفي الإعلاميين أصحاب الفتن وعلي المجرمين وعلي كل من يفسد في الأرض في جميع مجالات الحياة، وأن يكون جاذماً لأن هؤلاء لا ينفع معهم الرحمة ولا الشفقة لأنهم بمثابة السرطان الذي يدمر جميع أعضاء الإنسان ويقوم بتلف جميع الخلايا بسبب أصابة عضو من الأعضاء.
قال تعالي” وأصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا وأتبع هواه وكان أمره فرطا ” سورة الكهف الأية 28.
إن الذين يتبعون أهوائهم صاروا تبعاً لهوائهم وإلي شيطان أنفسهم، ما أشتهت نفسه فضله، وسعي في إدراكه ولو كان فيه هلاكه وخسرانه فهو قد اتخذ الهه هواه، كما قال تعالي ” أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله علي علم ” والأيات في هذا الصدد كثيرة جداً .
فينبغي علي حكام المسلمين توفير عمل للشباب في جميع المجالات وتشجعهم في كل تخصصاتهم وفتح مراكز البحوث لهم بحيث من كان عنده فكرة أو أختراع يفيد الوطن في جميع المجالات يأتي به..
تحيا مصر، يحيا أمنها وشعبها ..!