أسرار وكواليس إقالة “جميل” من “التنظيم والإدارة”
السعيد وتقارير الرقابة الإدارية وراء الإطاحة برئيس الجهاز من منصبه
تقرير: حازم السمري
كشفت مصادر مسئولة بالجهاز المركزي للتنظيم والإدارة ، عن الأسباب والكواليس الحقيقية وراء استبعاد المستشار محمد جميل من رئاسة الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة وعدم التجديد له ،كرئيس للجهاز.
وأضافت المصادر أن خلافات كبيرة دارت في الفترة الأخيرة بين الدكتورة هالة السعيد وزير التخطيط والإصلاح الإداري والمتابعة وبين المستشار محمد جميل رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة ، وتعمده الظهور في الإعلام والفضائيات والانفراد بالقرارات دون الرجوع اليها ، في الوقت الذي كانت السعيد تعتبر التنظيم والإدارة أحد قطاعات الوزارة ، وتباع لها إلا أن جميل تعمد أكثر من مرة أن يؤكد لها انه وزير مثلها تماما وكما يقول المثل الشعبي ” الرأس بالرأس” وظهر ذلك في المؤتمرات الصحفية الكثيرة التي عقدها بالجهاز وتجاهل أخبارها ، أو دعوتها أو حتى دعوة احد من نوابها لتمثيل الوزارة في المؤتمر .
المثير أن السعيد ، أكدت للمقربين منها أن جميل لم يقدم أي جديد في الجهاز ، وانه انفق أموالا طائلة في عمليات التجديد ن وبناء سور ضخم كلف ميزانية الدولة ملايين الجنيهات في فترة أعلن فيها رئيس الجمهورية ومن بعده رئيس الوزراء عن ضرورة التقشف والترشيد في النفقات الحكومية بسبب الظروف الاقتصادية الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
فضلا عن ذلك فان جميل لم يكتف بخلافه مع وزيرة التخطيط، المقربة للغاية من كبار رجال الدولة ومن رئيس الوزراء ، شريف إسماعيل ، بل راح يدخل في صراعات شديدة مع موظفي الجهاز وبعض قياداته، مما دفعه لمخالفة القانون وتوقيع عقوبات مبالغ فيها على بعضهم ، ونقلهم إلى درجات وظيفية اقل مما هم عليها ، بالمخالفة لقانون، فتقدم عدد كبير من الموظفين ببلاغات للنائب العام والرقابة الإدارية، مستغلين العديد من الثغرات التي وقع فيها ، وكشفوا بعض أسرار استعانته بأسطول من خارج الجهاز في إدارة لإعلام والعلاقات العامة ، برواتب تتجاوز 50 ألف جنيه شهريا ، مما أوقعه تحت طائلة تقارير رقابية تدينه ، فضلا عن تصريحاته الأخيرة بالتعنت والتعسف ضد موظفي الحكومة العاملين بالخارج والحاصلين على أجازات مدفوعة الأجر ، مما أوقع الحكومة في حرج بالغ من أعضاء مجلس النواب .
يذكر انه تم تعيين الدكتور صالح الشيخ نائب وزيرة التخطيط رئيسا للجهاز المركزي للتنظيم والإدارة خلفا للمستشار محمد جميل .وصدر القرار له وهو خارج البلاد في رحلة عمل بالصين ، وكان جميل قد تم تعيينه رئيسا للجهاز في عهد الدكتور اشرف العربي في ابريل 2016 ، وتم التجديد له مرة في ابريل 2017 .