يوسف شعبان لـ”المسار”: السينما تتعامل مع الكبار من جيلي على طريقة “خيل الحكومة”



 

المرض رسالة للمرضى من الله.. وبفضله استرددت صحتي وجاهز للوقوف أمام الكاميرا

حزين على لهجة الدراما.. ومش كل من قال يا “أبوي” بقى صعيدي

 

حوار: محمود أحمد وإبراهيم ابواليسر

“كثير من الفنانين والمشاهير تكون حياتهم مليئة بالتناقض، والغرائب فى القرارات التى أتت بهم إلى عالم الفن والتمثيل والشهرة، والفنان القدير يوسف شعبان واحد من هؤلاء النجوم، الذين سارت بهم مركب الحياة وسط أمواج صنعها بقراراته واختياراته، ربما صنعت منه فنانًا صاحب شخصية فى الفن والحياة.. ونجح منذ بدايته فى أن يكون متميزًا فى الأداء والشكل وحتى الصوت، ربما لا يكون نجم شباك فى السينما فى بدايته، لكن مع ركوب موجة النجومية جعل الكثيرين من نجوم جيله يقلقون من صعوده.. وعندما حل ضيفًا على الدراما وضع بصماته وأصبح فنانًا له مذاق خاص.. مؤخرًا أعلن اعتزاله العمل الفنى بسبب التجاهل الذى يتعرض له منذ فترة ليست بالقصيرة.

محنة المرض -كما وصفها- هى مسألة «قدرية» لكنها درس يجعل الإنسان عليه أن يعيد حساباته، خاصة مع الأشخاص، وفى حواره  مع “المسار” طلب يوسف شعبان أن نطمئن جمهوره بأنه استعاد صحته، بفضل الله وبفضل حبهم.

بداية.. كيف تعيش حياتك الآن بعد رحلة المرض؟

ضحك ضحكته المعروفة، وقال عايش والحمد لله وربنا من على بالشفاء بفضل دعاء الناس والجمهور ولأننى كنت على ثقة ويقين فى فضل الله أمارس حياتى بشكل طبيعى، لكنها أصبحت أكثر نظامًا وانتظامًا لأن المرض لا يرحم ويترك آثاره التى قد تستيقظ فى أى وقت، وأنا الحمد لله أعيش حياة هادئة بقدر الإمكان، فيها كثير من الاستمتاع والتأمل فى نعم الخالق، وبمراجعة صادقة مع نفسى وحياتى الحمد لله لست نادما على شىء لأننى أثق “أن كل مرحلة فى حياتى كانت مكتوبة وبأمر الله”.

وما الدروس التى خرج بها يوسف شعبان من محنة مرضه؟

أنا أعلم أن كل ما يصيب الإنسان هو بترتيب وتدبير إلهى، يعنى مفيش حد ممكن يصيب الإنسان بشىء لم يكتبه الله، لكن بالتأكيد المرض يكشف معادن الناس وقيمة الناس عند بعضهم البعض، لكن بصراحة أنا فى محنتى لمست حب وود وتزاور كثيرين من أصدقائى فى الوسط الفنى، وحتى من لم يسأل، تعلمت أن الحياة ربما تكون منهكة وقد لا تمكن البعض من التزاور أو حتى السؤال، وعرفت أن كل شىء عادى، المرض بصراحة يرتقى بفكر الإنسان ويجعله لا يقف عند كثير من المحطات «المحبطة» ويعلمه الكثير من التسامح،كما  تعلمت أن أتعامل مع حياتى بكثير من الهدوء والبساطة، ألا شىء يستحق جهد العقل وإنهاك القلب إلا فيما يفيد لهما و بصراحة، تعلمت أحافظ على صحتى بالراحة والهدوء وحب الناس الذى تربيت عليه منذ صغرى دون الاكتراث بمشاعرهم تجاهى.

لكن أكيد هناك أشخاص فى حياة الإنسان يتمنى أن يراهم فى مرضه؟

فى حالة المرض، يكون الإنسان قلبه وعقله معلقا بالله سبحانه وتعالى، وطبيعى أن يكون هذا الإحساس طوال الوقت، لكن الإنسان دائما يطمع فى رحمة ربه، ويثق فيه..  صدقنى لا يهمنى التفكير فى هذه المنطقة لأن الجميع سأل عنى، ومن الصعب سرد أسماء ، حتى لا أظلم أحدا ، لكن الإنسان فى مرضه يكون عشمه فى ربه بالشفاء ويتمنى أن يكون أهله بجواره، والحمد لله ربنا.

شفانى بثقتى وحبى له، ورأيت كل من أحب من حولى ولمست حب جمهورى ودعاءهم لى.

وما العمل الذى تتمنى العودة به للفن؟

صدقنى.. نفسى أعود بدور صعيدى فى عمل عن دراما الصعيد، لأننى أعشق هذه النوعية وهذا العالم الذى مازال الكثيرون لا يعرفون الكثير عن عاداتهم وطباعهم، فهم من أرجل وأشرف وأجدع الناس وأصل هذا الوطن، لكن مازالت هناك عادات وموروثات يجب أن تكمل الدراما مشوارها فى مقاومتها، وتكشف الوجه الجميل والحقيقى لهذه القرى والمحافظات الأصيلة الطيبة، لكن أعتب على بعض الأعمال التى تخرج دون إجادة لهجة حقيقية ومتقنة، وليس كل من قال يا أبوى «بقى صعيدى».

وما رأيك فى الأعمال التى تقدم عن الصعيد حاليا؟

بصراحة لم أشاهدها، ولذلك من الصعب الحديث عنها حتى لا أظلم صناعها، لكن دراما الصعيد دراما ثرية وجاذبة للجمهور وما زالت بها موضوعات مهمة تحتاج للطرح ، و سر حبى لها أننى تعلمت إتقان بعض اللهجات منها، وهى كثيرة ومرتبطة بكل محافظة أو حتى كل قرى أحيانا، وحتى شرق النيل لهجته غير غرب النيل.

وما أكثر الأعمال الصعيدية التى استمتع يوسف شعبان بأدائها؟

ما زال نجاح مسلسل «الضوء الشارد» مدوياً حتى الآن، فهذا العمل كان «متقن» الصنعة ، بداية من التأليف للراحل محمد صفاء عامر ، حتى التمثيل للعمالقة ممدوح عبدالعليم رحمه الله وسميحة أيوب ومحمد رياض ومنى زكى ووصولاً للعبقرى مجدى أبوعميرة، وكان الراحل صفاء عامر أول من كشف الوجه الخفى والحقيقى فى الصعيد لذلك كل أعماله كانت ناجحة.

وهل تابعت دراما رمضان وما رأيك فيها؟

اعفينى من الإجابة عن هذا السؤال لأننى لم أتابع، لكن الجميع يعلم أن مستوى الدراما رغم ضخامة إنتاجها وتطورها التقنى ونجاح نجومها الشباب والكبار، لكن ما زال هناك أزمة فى المضمون، فهو يسير عكس اتجاه ما يمر به المجتمع وما يعيشه الوطن وهى مسألة تحتاج لوقفة وصحوة ضمير للنهوض بالبلد.

وهل ما زالت نفس الرغبة بالعودة للدراما هى نفسها للسينما؟

لا يوجد فنان عاش النجاح السينمائى وتذوق نجوميته وتاريخه لا يتمنى الوقوف أمام كاميرات السينما، لكن أين السينما فى جيلنا أنا لا أشاهدها لكن أسمع أنها ليست بخير رغم نجاح بعض نجومها الآن.

 

*فى رأيك لماذا تخاصم السينما جيلك؟

السينما والدراما للأسف مساحة جيلى أصبحت فيها شبه معدومة لأن الفن يعتمد على الشباب والحركة والأكشن وموضوعات غريبة وكأن الفن يتفاعل مع كبار النجوم وأصحاب الخبرة أمثالنا علي طريقة «خيل الحكومة»، وهذا ليس منطقيا لأننا فى البداية عملنا مع نجوم كبار وتعلمنا منهم ونجحنا معهم ولم تلفظهم السينما عكس ما هو موجود فى السينما العالمية، معظم البطولات والنجاحات يحققها النجوم الكبار.

 

زر الذهاب إلى الأعلى