السياحة الخارجية.. وفن أحمد عدوية.. وشجع بروح الفانلة!!



بقلم الدكتور نور الدين بكر

حقيقة أن السياحة المصرية اليوم هى إنعكاس حقيقى لفن أحمد عدوية حيث” كله على كله” و “سلامتها أم حسن” و-بحب الناس الرايقة ” وحبه فوق وحبه تحت!!

والغريب أن الحكومة المصرية وخبراؤها يعلمون ويعلنون أن الدخل من السياحة هو المصدر الرئيسى للدخل القومى من العملات الاجنبيه ورغم ذلك فإن مكونات الحركة السياحية، الوزارة ،والغرف ،والمستثمرين من رجال الأعمال ،متضاربة المصالح والتوجهات وكل يغنى على ليلاه !!

وفى النهاية كله يعلق على شماعة وهمية أسمها ” الإرهاب” وأحياناً عدم الإستقرار، وهنا أضع على بساط الحوار الحقائق الموضوعية التالية امام متخذ القرار والباحثين عن دعم القدرة الإقتصادية لدعم خطط الإصلاح وأعباء التحول.

أولاً : أن ما تتمتع به مصر من مقومات سياحية بشتى صورها تفوق كثيرا من غيرها من دول القمة السياحية، بل نقول إنه لو تحقق الإستخدام الأمثل بقدراتنا ومقوماتها لأمكن للدخل القومى من السياحة أن يفوق الدخل من البترول فى الدول البترولية وضعاً فى الإعتبار أن البترول سلعة ناضبة.

ثانياً :أعجب لحكومة تنظر للسياحة نظره هامشية وأكتفى لأسلوب الإختيار للقيادة لمن لا خبرة أو تجربة لهم ، وكأنها حقل تجارب يعين الوزير ويلف الدنيا بإسم المهرجانات والمعارض وأحياناً التسويق المدعى ونفقات على حساب صاحب المحل ومعاونيهم وبعض أصحاب الحظوة ممن يملأون الصفحات ضجيجاً ومديحاً على الأداء والتبشير
بقرب الأمل، ولكنه ضجيج بلا طحين ،ويذهب الوزير حاملاً شعار ‘ شرف المحاولة “ومحدش بيحاسب حد حتى بمفهوم التكلفه والعائد وكله يجامل كله!!

ثالثاً : أن الإرهاب فى مصر وبجهد الرجال واصرار النظام وبندرته محصوراً فى رفح، والعريش، والشيخ زويد وباقى المقاصد والمناطق والمدن والمحافظات السياحية تنعم بإستقرار وأمن بينما تعانى دول العالم ومنها إسرائيل وفرنسا وأسبانيا ولندن وتونس وغيرهم ويلات إرهاب بشع الآثر رغم أنه على مراحل ورغم ذلك لم تتأثر بها حركة السياحة الوافدة.

رابعاً :أن التعلل بشماعة الإرهاب وذلك لإخفاء ضعف القدرات التسويقية والتنشيطية والترويجية وغياب الدراسات السوقية وعدم وجود قيادات تملك رؤيا وقدرة علمية لتغيير وتعديل الصورة الذهنية التى صنعتها ظروف طارئة وتنظيمات إلكترونية سيئة عن الواقع فى مصر ومدى الأمن والأمان الذى تتمتع به مصر أهم مقصد سياحى عالمى و التعلل بتحذير الدول لرعاياها من قبيل ” حجة البليد ” حيث المواطن فى الدول المتقدمة يقتنع بما يستقر فى وجدانه والصورة التى تصنعها وتروج لها أدوات اعلامية ورسائل خارجية وبعضها من الداخل عمداً أو” بهبل” والأمر يرجع لغياب السياسات وقدرة القيادات على المواجهة.

خامساً : أن أجهزة ومؤسسات السياحة المصريه ممثلة فى إتحاد الغرف السياحية ووزارة السياحة وهيئاتها مطالبة بالتنسيق المشترك فكراً ومالاً فى التسويق للسياحة لمصر، وبيع مصر كمقصد سياحى بحيادية ووطنية وألا تتصارع الشركات على نصيب أكبر فى كيكة العائد وضعاً فى الإعتبار ضرورة مواجهة ظاهرة المنافسة القاتلة والسعى لمصالح ضيقه للشركات دون النظر للمصالح العليا لصناعة النهوض بها مسؤلية صناعها وغياب نظرية ” اخطف وأجرى “!!.

وختاماً لمن يريد أن يعرف ماذا أقول يسترجع ويدرس تاريخ السياحة المصرية فى الشركات والغرف رؤوف بطرس غالى، و أنيس سلامة، ومحمد السقا ،و أحمد ذكى عبد الحميد، و وعبد الحميد فرغلى ومحمد نسيم، ومحمد لهيطة واحمد النحاس والمحمدى حويدق وإلهامى الزيات، وكثيرين ممن جمعهم فكر نمثل مصر، ولا نمثل شركات أو غرف، ومن وزراء السياحة: إبراهيم نجيب، وجمال الناظر،و محب استينو، و عادل طاهر، وفؤاد سلطان ،وممدوح البلتاجى، رواد فكر دولة لصناعة السياحة كصناعة لها مقوماتها ،ومصدر لتعظيم القدرة الإقتصادية وكما كنا، ومازلنا نؤمن بأن” السياحه قاطرة التنمية”.

الرؤيا واضحة لكن أحياناً تكون المجاملة والتجريب، ولا حساب لمن يقبل ويفشل لكنها أمة فى خطر!!.

وعلى رأى الكابتن مدحت شلبى: “هَلَاَهَلَةّ عَلي الفانلة.. وشجع بروح الفانلة!!!.

زر الذهاب إلى الأعلى