ماذا عن ضجة ارتفاع البنزين ؟!



 

بقلم الدكتور/ ياسر جعفر

نعم لماذا هذه الضجة التي ينبغي أن لا يحدث، لماذا كل هذه المشاكل في زيادة بسيطة جداً محتاجها مصر، هل أنت أيها المواطن ترضي أن مصر تزُل من اللي يسوي واللي مايسواش؟! من هنا وهناك، مع العلم أنا مواطن مثلك بالضبط، ولكن هناك متطلبات لا تعلمها لا أنا ولا أنت، بس لازم تعرف جيداً إلا عايز يديلك عايز مقابل أرض، مثلاً لو أن فيه دولة شقيقة عربية سبق لمصر أنها ساعدتها بالمال والنفس لو طلبت منها مبلغاً من المال لازم يكون فيه مقابل ومقابل غالي جداً وربما أنك تفرط في أرضك، وهذه حقيقة ملموسة، وممكن يتصرف علي وسائل اللهو كالرياضة والمسلسلات والفن بأنواعه مليارات الدولارات، ولكن عند مصلحة مصر و المواطن كلا وألف كلا، ينبغي علي جميع الشعب أن يقف مع جلدة وطنه وأعلم أن زيادة هذه الأسعار لصالح بلدك ولصالح وطنك، والعجيب أن ممكن مدرس الدروس الخصوصية يزود عليك الضعف في الدروس وحضرتك عادي لا تتكلم، وكذالك في جميع الوسائل الأخرى تزود عليك وأنت لا تتكلم، وعند الزيادة لوطنك مصر تعمل ضجة والعاطلين ينشروا علي الفتن وتعطي فرصة لأعداء وطنك في الداخل والخارج أن ينشروا الفتنة بينك وبين كافة الشعب، ينبغي أن يكون هناك رقابة مشددة علي وسائل المواصلات وكل من تسول له نفسه في زيادة الأسعار في المواصلات يحاكم محاكمة شديدة، وعلي المحافظين أن يسهلوا للمواطنين أتوبيسات نقل في حالة عدم التزام كل سائق بالأسعار المقررة له، ظاهرة عامة في المجتمعات الإسلامية يلاحظها العلماء والدهماء، وهي ضعف الوازع الديني وابتعاد كثير من المسلمين عن أداء شعائر الإسلام خاصة الصلاة في المساجد، وعلي الرغم من أن الدراسات تشير إلي أن التدين صفة أصيلة في تكوين الشعب المصري منذ أقدم العصور، فإن الجري وراء لقمة العيش وارتفاع الأسعار، أبعد الناس عن المسجد، زاد من خطورة هذه الظاهرة، وكما شاهدنا في شهر رمضان للأسف كانت أغلبية المساجد فيها صف أو أثنين بالكثير، ويتكلمون علي زيادة البنزين، عجباً لهؤلاء وأصبح دور المسجد مفقوداً في التدين ودور الأسرة قصرت في تربية الأبناء بسبب انشغال الأب والأم معاً، كذالك مناهج التعليم فقدت الجرعة الدينية الكافية لغرس القيم الدينية والأخلاقية وكذالك وسائل الأعلام خاصة التلفزيون، كل هذا أدي بنا إلي عدم الوعي والفهم الصحيح وإلي شباب متشبهين بالنساء ولا لهم شغل إلا النت ليل نهار، وعند زيادة أسعار بنزين محتاجها البلد يشعلوا الفتنة علي النت بدون داعي، أن المشكلة ليست ألا في الناس أنفسهم وفي ضعف توجههم الديني وضعف توجههم نحو المسجد، وقلما يذهبون إلي المسجد إلا يوم الجمعة وكثيراً منهم يذهب متأخراً لأنه كان سهران علي النت، وكل هذا يرجع إلي ضعف التربية الدنية في حياتنا سواء بالبيت أو في وسائل التعليم والتوجيه الأجتماعي، في الماضي كان الطفل يربي منذ نشأته الأولي علي القيم الدينية وحب الدين والأرتباط بالله ورسوله وحب وطنه، ويجد هذا عامة في أجهزة المجتمع كله والتي تحق الحق وتبطل الباطل، فالقيم كانت محفوظة ثقافياً وعلمياً، وأما الأن فهذا غير متوافر، فماذا يفعل أمام المسجد، وماذا يفعل رب الأسرة؟ إن الظروف الأقتصادية الصعبة التي تمر بها لا يمكن أن تؤثر علي الرجل الذي يتمسك بالقيم والأخلاقيات الدينية فكم رأينا شرفاء فقراء يقبلون أن يبيتوا جياعاً ولا يقبلون الحرام ولا يقبلون الرشاوي، ويربون أبنائهم علي ذلك، فالتنشئة والجو العام في المجتمع هو الأساس، وإذا كان للعوامل الأقتصادية دخل فليس هو السبب الرئيسي في ابتعاد الناس عن الدين وعدم الألتزام بفرائض فرضها الله علينا، ينبغي علي كل مواطن أن يفتش في نفسه وينظر إلي الخلل فيه، ويحاول أن يصلحه حتي نكون مجتمع راقي تسوده الرحمة ويسوده الرخاء، علي كل مواطن قبل ما يتكلم يفتش في نفسه ويفتش في داخله هل هو إنسان يمتاز بالأخلاقيات الدينية أم لا؟ إن مصر في حاجة ماسة إلي أعلام تنويري قادر علي محاربة الغلاء وغرس القيم الأسلامية الصحيحة التي تحرم الجشع والمغالاة والأحتكار في كافة السلع وغرس روح الأنتماء لدي الأفراد والمجتمع من خلال نقل الحقيقة دون مزايدة أو تضليل وطالب الأعلام بالتركيز علي توضيح الحقيقة ونقل الصورة بدون مزايدة، ومحاربة كل من تسول له نفسه المساس بالقيم المرتبطة بالمجتمع وبالسلع الأساسية للمواطنين ووسائل المواصلات، فينبغي أن يكون هناك رقابة مشددة علي وسائل المواصلات لأنهم بيستغلوا المواقف وبيزودوا الأسعار بطريقة جنونية، يعني صاحب التاكسي كل 500 متر يقولك عايز 20 جنيه، وواحد أخر 25 جنيه، وواحد أخر 15 جنيه، ناهيك عن سائقي الميكروباص، لماذا هذه الضجة اللي علي الفاضي، أنت مش فاكر للحكومة وللرئاسة دعم التموين، والشوارع المليئة بالعربيات المليئة بالزيوت والسمنة واللحوم والخضار بأسعار مخفضة، ومش فاكر سعر اللحمة السوداني الممتازة من 75جنيه إلي 80 جنيه مخفضة الضعف عن أسعار الجزار، ناهيك عن الشوادر المليئة بالشوارع فيها جميع الخضروات بأسعار مخفضة، للأسف البشر فيما بينهم هم المحتكرين، إن نفوس البشر هي المليئة بالشر لبعضهم البعض، ولو الحكومة رفعت أيديها عن السلع وعن كل شئ ستكون قتلي في الشوارع بالآلاف بسبب نفوس البشر المريضة البعيدة عن ربها وكتاب ربها وعن المساجد، فقد أخرج الأمام أحمد والطبراني عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال(من دخل في شئ من أسعار المسلمين ليغليه عليهم كان حقاً علي الله تبارك وتعالي أن يقعده بعظم من النار يوم القيامة). وجاء في سنن أبو داود عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال(الجانب من زوق والمحتكر ملعون)، واللعنة تعني الطرد من رحمة الله والبعد عن رعايته وحفظه، وإن شاء الله تعالي لنا مقال أخر في إحتكار السلع عن المواطنين، ينبغي علي كل مواطن أن يراعي ضميره أو بالأصح سلطان ضميره قبل ما يشير علي النت قصص وروايات عن ارتفاع أسعار البنزين، أخي المواطن راجع ضميرك وفتش في نفسك وراجع قوله تعالي(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7)فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَف.

(8)). فينبغي علي كل مواطن أن يراقب سلطان ضميره ويتقي الله سبحانه وتعالي، في جميع أعماله وأفعاله وقبل أن تنقد البشر أنقد نفسك أولاً، وفتش فيها جيداً ستجد بلاوي، حاول أن تجاهد نفسك وراعي ضميرك واتبع هدي الله سبحانه وتعالي، واتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن. وقوله صلي الله عليه وسلم(استحيوا من الله حق الحياء، قالوا وكيف ذلك يا رسول الله؟ فقال، أن تحفظ الرأس وما وعي، والبطن وما حوي، وأن تذكر الموت والبلي)، وأعلموا بأن زيادة أسعار البنزين في صالح مصر وهي الأم العظيمة مصر، وتحيا مصر إلي أبد الأبدين. فا ياأيها الحاقدون المجرمون أصحاب الفتن وتشير الأكاذيب علي النت لا تنالوا من مصر ولا من أمنها ولا من شعبها،(كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا)، بهذا أمركم الدين، والدين يأمر بالمعروف وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي، ابهذا تكونون مسلمين والمسلم أخ المسلم ودم المسلم علي المسلم حرام دمه وعرضه وماله، أما سمعتهم أن المسلم من سلم الناس أو من سلم المسلمون من يده ولسانه، أيها الشياطين أصحاب الفتن اعلموا بأن الدين بخير والأسلام بخير والمسلمون بخير ومصر بخير ومحفوظة إلي أبد الأبدين ولو كره المجرمون. تحيا مصر، لك الله يا مصر.

(8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا(9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا)، ونفس الأنسان إذا اكتملت وطهرت واستقامت علي الطريق كانت نفساً مطمئنة راضية مرضية تري الخير خيراً وتحث عليه وتري الشر شراً وتحذر منه، وهي إذا وصلت إلي هذا الحد كانت مرادفة لما يعبر عنه الضمير، غير أن هذا الضمير لا يكون بهذه القوة إلا إذا تهذبت النفس وتربت، ومرنت علي أعمال الخير، وسارت علي النهج السوي المستوحي من القيم الأدبية والتعاليم الروحية التي كانت الأديان السماوية مصدرها الأول ومنبعها الأصيل، وملهمها الرشيد، يقول وابصة بن معبد رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم (أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ لا أَدَعَ شَيْئًا مِنَ الْبِرِّ وَالإِثْمِ إِلا سَأَلْتُهُ عَنْهُ، وَحَوْلَهُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَسْتَفْتُونَهُ، فَجَعَلْتُ أَتَخَطَّاهُمْ, قَالُوا: إِلَيْكَ يَا وَابِصَةُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ: دَعُونِي فَأَدْنُوَ مِنْهُ, فَإِنَّهُ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ أَنْ أَدْنُوَ مِنْهُ, قَالَ: دَعُوا وَابِصَةَ, ادْنُ يَا وَابِصَةُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا قَالَ: فَدَنَوْتُ مِنْهُ حَتَّى قَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ, فَقَالَ: يَا وَابِصَةُ أُخْبِرُكَ أَوْ تَسْأَلُنِي, قُلْتُ: لا, بَلْ أَخْبِرْنِي، فَقَالَ: جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ, فَجَمَعَ أَنَامِلَهُ, فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهِنَّ فِي صَدْرِي, وَيَقُولُ: يَا وَابِصَةُ اسْتَفْتِ قَلْبَكَ، وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ، وَالإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ، وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ، وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ) رواه أحمد. وفي رواية لمسلم، (البر حسن الخلق والأثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس)، ومن أعمال حسن الخلق لا ينبغي علي التشير في النت ضد سيادة الدولة بكلام لا يسمن ولا يغني من جوع وتشير مهاترات، وخزعبلات ضد الوطن وضد السيادة المصرية العريقة، إن مراقبة الضمير في حقيقتها هي مراقبة الله تعالي، بالإيمان بواسع عمله وعظيم قدرته، قال تعال(وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ۚ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)، وقال تعالي(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ(17) مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)، وقال تعالي(فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7)وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)). فينبغي علي كل مواطن أن يراقب سلطان ضميره ويتقي الله سبحانه وتعالي، في جميع أعماله وأفعاله وقبل أن تنقد البشر أنقد نفسك أولاً، وفتش فيها جيداً ستجد بلاوي، حاول أن تجاهد نفسك وراعي ضميرك واتبع هدي الله سبحانه وتعالي، واتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن. وقوله صلي الله عليه وسلم(استحيوا من الله حق الحياء، قالوا وكيف ذلك يا رسول الله؟ فقال، أن تحفظ الرأس وما وعي، والبطن وما حوي، وأن تذكر الموت والبلي)، وأعلموا بأن زيادة أسعار البنزين في صالح مصر وهي الأم العظيمة مصر، وتحيا مصر إلي أبد الأبدين. فا ياأيها الحاقدون المجرمون أصحاب الفتن وتشير الأكاذيب علي النت لا تنالوا من مصر ولا من أمنها ولا من شعبها،(كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ ۚ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا)، بهذا أمركم الدين، والدين يأمر بالمعروف وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي، ابهذا تكونون مسلمين والمسلم أخ المسلم ودم المسلم علي المسلم حرام دمه وعرضه وماله، أما سمعتهم أن المسلم من سلم الناس أو من سلم المسلمون من يده ولسانه، أيها الشياطين أصحاب الفتن اعلموا بأن الدين بخير والأسلام بخير والمسلمون بخير ومصر بخير ومحفوظة إلي أبد الأبدين ولو كره المجرمون. تحيا مصر، لك الله يا مصر.

زر الذهاب إلى الأعلى