صراع الكبار في القوى العاملة بسبب بيزنس «خدمة الحجاج».. 6 آلاف جنيه على كل «رأس» والوزير أخر من يعلم
شهدت أروقة ديوان عام وزارة القوى العاملة يوم الثلاثاء 5 مارس، خناقة كبيرة نشبت بين كبار موظفي الوزارة، بعد أن اتهم أحدهم آخر بتجاهل توصيته على أحد أقاربه، لإدراج اسمه بين كشوف المرشحين لعمالة خدمة الحجاج التي ستبدأ اختباراتها عقب انتهاء شهر رمضان المقبل.
وقالت مصادر مطلعة بالأحداث داخل الوزارة، إن أحداث الخناقة وارتفاع الأصوات وصلت إلى مسامع الدكتور محمد سعفان وزير القوى العاملة، وتم استدعاء الموظفين ، والذي اتضح إنهما من رؤساء القطاعات بالوزارة، وأن أحدهما اتهم الأخر أمام الوزير بتقاضي مبلغ 6 آلاف جنيه عن كل عامل يتم إدراجه في كشوف خدمة الحجاج، والتي يحصل العامل على آجر يومي من الوزارة، وهيئة خدمات الحجاج السعودية لا يقل عن 90 ريال سعودي.
وأضافت المصادر أن هناك مافيا داخل الوزارة تتحكم في ترشيح عمالة خدمة الحجاج لشركات، وتتدخل بكل أشكال السلطة في اختيار أسماء بعينها، تربطها بهم علاقة بيزنس وعمولات، لافتة إلى أن المسئولين عن خدمة الحجاج بالوزارة يتقاضون من العمالة العادية 6 آلاف جنيه لتزكيتهم واختيارهم، والتوصية عليهم في الاختبارات التي تجرى لهم، بينما يصل آجر “عامل الجزارة ” أكثر من 8 آلاف جنيه نظرًا لارتفاع آجر عامل الجزارة إلى 130 ريالًا يوميا.
وأكدت المصادر أن الوزير طلب من وكيل أول الوزارة لخدمة الحجاج بتحويل 3 رؤساء قطاعات للتحقيق بمعرفة الشئون القانونية وإخطاره بنتائج التحقيقات على وجه السرعة ، لتنفيذ القانون بشان المتورط ، أذا ثبتت الاتهامات.
وأشارت المصادر إلي أن التأشيرات تعطى للرجال فقط، وأن نوع العمالة المطلوبة يكون فى الغالب جزارين أو سائقين أو خدمة حرم، وأن هذه العمالة يتم تسفيرها على نفقة الشركة السعودية المفوضة بالتعاقد معهم وعودتهم وصرف المرتب الموسمى الثابت بالعقد، فالشركة السعودية تستقدم العمالة المطلوبة من خلال وزارة القوى العاملة والهجرة أو من خلال شركة مصرية لإلحاق العمالة.
والجدير بالذكر أن حج العمالة هو أحد طرق الحج، إن شئت وصفه، ويمكن أن تقول أيضا إنه أحد طرق الاسترزاق، بحيث يسعى بعض الفئات العمالية من جزارين أو سائقين للتقديم إلى هذا الحج، فهم يرون فيه خيرا عظيما، ولا أعظم من قضاء فريضة الحج، ولكن هناك شيئا يحدث فى الخفاء، فهناك شركات من السياحة تعقد صفقات فى الخفاء، وتحصل على جزء من تأشيرات حج العمالة، لتبيعها بأسعار مخفضة للبعض الذى يرى فى ذلك فرصة للحج بهذه الأسعار.