أخبار وتقاريرسلايدر

خسائر ماسبيرو عرض مستمر أخرها 4,6 مليار جنية.. و43 ألف عامل مهددين بالتسريح



تقرير: حمادة ابوشنب

 

كشف الجهاز المركزى للمحاسبات كشف فى أخر تقرير له عن أن ميزانية مبنى الإذاعة والتليفزيون بها خسائر بلغت 4,6 مليار جنيه للعام المالى 2015/2016، وأن استمرار نزيف الخسائر فى مبنى “ماسبيرو” يهدد عرش 43 ألف عاملا تكدثوا فى مبنى لم تتجاوز مساحة 12 ألف مترمربع.

فيما فتح مجلس النواب النار على القائمين عليه تحت قبة البرلمان بالعديد من طلبات الإحاطة التى مطالبين بوضع حد لوقف نزيف الخسائر الذى يثقل كاهل الميزانية العامة للدولة فى وقت يعد الأصعب اقتصادياً فى تاريخ البلاد التى تقوم الآن بحزمة من الإجراءات الإصلاحية لمعالجة عيوب الاقتصاد الوطنى من أخطاء الماضى.

وقد أوصت لجنة فرعية بلجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، مسؤولي الهيئة الوطنية للإعلام بضرورة الالتزام بتنفيذ ما ورد بتقرير اللجنة من توصيات بشأن خسائر الهيئة (اتحاد الإذاعة والتلفزيون سابقا)، والتواصل مع المجلس لتفعيل التوصية الخاصة بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق بشأن هذه الخسائر.

جاء ذلك خلال اجتماع اللجنة الفرعية المشكلة من لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب برئاسة النائب مصطفى سالم لمتابعة توصيات اللجنة الصادرة نهاية دور الانعقاد الماضي عن الحساب الختامي للموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2015-2016، ومناقشة الخسائر التي تعاني منها الهيئة الوطنية للإعلام «اتحاد الإذاعة والتليفزيون (ماسبيرو) سابقا» خاصة عن حساب ختامي العام المالي 2015-2016.

وأكدت اللجنة الفرعية ضرورة موافاة اللجنة بالتقارير الخاصة باللجان المشكلة لتطوير الهيئة الوطنية للإعلام بمجرد الانتهاء منها، وقيام الهيئات والوزارات المختلفة بسداد مستحقات الهيئة عن الخدمات المقدمة لهم، وإيداع وزارتي المالية والتخطيط توصياتهما بشأن الهيئة لدى أمانة لجنة الخطة والموازنة، إلى جانب العمل على فض التشابكات المالية بين الهيئة الوطنية للإعلام وبنك الاستثمار القومي.

بلغت تكلفة إنشاء مبني ماسبيرو في فترة الستينيات 108 ألفاً ومرتبات العاملين الشهرية 220 مليون جنيه حالياً يمتلك 60 محطة إذاعية، و٢٣ قناة تليفزيونية وفضائية وإمكانيات ضخمة، وهو الأقل مشاهده يمتلك 60 محطة إذاعية، و٢٣ قناة تليفزيونية وفضائية وإمكانيات ضخمة.

ماسبيرو يشكل أمن قومي مصري منذ تأسيسه أغسطس 59 إبان عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ومنذ إطلاق بثه الأول فى عيد الثورة 21 يوليو 1960 أحدث ثورة فى عالم الإذاعة والراديو، وخرج كوادر وإعلام مازالت ترفع لواء النجاح فى أى مؤسسة إعلامية تعمل بها إلى الآن.

وتولى وزارة الإعلام 19 وزيرا، منذ تأسيس مبنى إتحاد الإذاعة والتليفزيون، وكان أول وزيرا للإعلام محمد عبد القادر حاتم، فيما كان آخر 5 وزراء هم صفوت الشريف وأسامة هيكل وأحمد أنيس وصلاح عبد المقصود، فيما كانت آخر وزير إعلام درية شرف الدين.

يتضمن إتحاد الإذاعة والتليفزيون 9 قطاعات وهم التليفزيون والإذاعة والأخبار والمتخصصة والإقليميات والأمن والإنتاج والاقتصادي وقطاع الأمانة العامة.

 ووفقا للتقارير الرسمية فأن الـ43 ألف عامل يتقاضون أجورا ومرتبات تقدر بمليار و٨٩٠ مليونا و٤٣٣ ألف جنيه سنوياً ، بما يعادل ٢٢٠ مليون جنيه شهريا، بمبنى كلف إنشاءه 108 ألف جنيه عام 1960 يعد كارثة مصرية الآن وفق تأكيدات بعض أعضاء مجلس النواب.

يعد التليفزيون الرسمى للبلاد الأقل فى نسب المشاهدة الآن وسط كم الفضائيات الخاصة التى غزت الفضاء العربى رغم الإمكانيات البشرية والفنية والتقنية التى يمتلكها ماسبيرو، حيث يمتلك ٦٠ محطة إذاعية، و٢٣ قناة تليفزيونية وفضائية وإمكانيات فنية وخبرات واستوديوهات موزعة على 11 قطاع لكنه يتعرض لخسائر متتالية، رغم أن خريجى هذا المبنى هم أنفسهم سبب نجاح الفضائيات الخاصة والعربية المنتشرين الآن فى القنوات المصرية والعربية.

وكان لماسبيرو رسالة إفريقية ناجحة فى السابق ولكن الآن اخفق وبشدة بعدما أصبحت 10 إذاعات موجهة للقارة السمراء بغرض إيصال رسالة مصر لشعوب قارة إفريقيا بهدف زيادة الترابط بين هذه الشعوب، لا تتراوح عدد ساعات عملها من نصف الساعة إلى 4 ساعات وفق تصريحات شادية مبروك، رئيس شبكة الإذاعة بالهيئة الوطنية للإعلام، والتى أكدت على أن هذه الإذاعات تخاطب الشعوب بعدة لغات أبرزها الإنجليزية والفرنسية والسوحلية، لافتة إلى أن إلغاء 7 إذاعات أخرى كانت موجهة لهذه القارة عام 2006.

وتتمثل أحد عيوب الإذاعات المصرية أنها تعمل بنظام الموجات القصيرة التى لم يعد متوافر لها “قطع غيار” فى كافة أنحاء العالم ويتطلب الأمر وبشكل فورى وعاجل إلى تحويلها إلى نظام “fm”، ولكن ذلك يتطلب أموال ضخمة يصعب الحصول عليها فى ظل نزيف الخسائر المتواصل، والذى قارب على الـ5 مليار فى أخر ميزانية أعلن عنها.

ويتطلع الشعب المصرى الآن ويصوب نظره نحو مجلس النواب لعله يجد الدواء للمرض الذى ضرب مبنى ماسبيرو، والذي أسعد ملايين المصريين والعرب والأفارقة على مدى عقود من الزمان، ونجح فى إيصال رسالة مصر وصوتها إلى المنطقة العربية و أحراش إفريقيا فى زمن كانت مثل هذه التكنولوجيا والأدوات هى الأحدث فى مجال الإذاعة والتليفزيون بالعالم كافة ولكنها تواجدت فى داخل مبنى ماسبيرو بالعاصمة المصرية القاهرة.

من العدد الورقي

 

 

Print Friendly, PDF & Email
زر الذهاب إلى الأعلى